فى غمرة الحزن على الدماء المصرية التى تسيل، والوضع البائس الذى دفعنا إليه العناد والتعنت، وبعد تصفية اعتصام «تمثال النهضة» أمام «جامعة القاهرة» تذكرت تلك «البوابة العتيقة» لحديقة «الأورمان»، حيث كنت أسكن فى سنوات دراستى الجامعية فى شارع «هارون» على بعد خطوات من تلك البوابة الرائعة الفريدة من نوعها، والتى تمثل فى حد ذاتها تراثًا لا يتكرر، وكنت اجتاز الحديقة الجميلة لأصل إلى الجانب الآخر أمام البوابة الرئيسية للجامعة، وحزنت كثيرًا من محاولة المعتصمين تحطيم تلك البوابة الشامخة وهم لا يدركون معنى التراث، ولا قيمة الأثر الفريد. ولقد رأيت بعينى مجموعة من الخبراء الإنجليز يلتقطون صورًا لمقبض باب السفارة المصرية فى «لندن» لأنه يمثل طرازًا خاصًا من بداية القرن العشرين، فالشعوب تحترم مهما كان.. تذكرت كل ذلك وأنا قلق على وطن ينزف، وشعب يعانى، وأمة مصرية لن تموت أبدًا.