محمود السيد يكتب: من نحن؟

شعب على ضفاف النيل عاش من آلاف السنين يزرع الأرض وينتظر موسم الحصاد وهو يوم عيد يضاف إلى أعياده القومية، لكن دوام الحال من المحال، يتعرض المصرى الأسمر للعديد من الغزوات المتتالية، رومان وفرس وإنجليز وفرنسيين وعثمانيين أتراك كل مستعمر طاب له المقام مئات السنين حتى كان محمد نجيب أول رئيس مصرى من عهد الفراعنة وكانت مصر مقبرة للغزاة والغوازى معا استوعبتهم جميعا ومعهم كل الحضارات التى وفدت إليها ولم تتغير رغم ما لاقاه الشعب من ويلات وما تحمله من آلام ينشد الحرية والكرامة متطلعا إلى يوم يتخلص فيه من ظلم حكامه.. حتى آن الاوان ولم يئن بعد وانتفض الشعب ثائرا ضد الطغيان ثم ثائرا على نفسه منقسما فى منعطف تاريخى.. يهدد الأمة لم نشهده من قبل.. لا نعرف من نحن؟ مسلمون وأقباط، شرطة وجيش وسنة وشيعة وأحزاب تعانى الترهل وهتافات بالملايين وأسلحة وذخائر ومسلسلات تعين على التخلف العقلى بين أحسن سيناريو والممثلة المعمرة والمخرج الثائر دائما وإعلام غير محايد، الناس تبحث عن لقمة العيش والستر وسلامة أولادهم، يبحثون عن الأمل والأمن والناس فى حيرة.. ماذا يحمل الغد لهم من مفاجآت؟ والدائرة تدور ما بين تقوى وفجور.. والحانة على باب الحارة والمقاهى فيها متسع للجميع والحجاب بين والنقاب بين والجلباب على أشده واللحية تتطلع إلى السماء بينما اليد تتحسس الخرطوش وقتلى هنا وقتلى هناك.. أيا مصر لو كنت رجلا؟ ماذا كان حالك الآن؟ بحاجة إلى الطبيب المنتظر يشفى الجروح ويرد لها الروح والوعى.. فهل للروح عودة بعد طول غياب؟