ما أشبه الليلة بالبارحة.. تشابه كبير بين ما يحدث اليوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 و28 يناير 2011، فمع اللحظات الأولى لبدء قوات الأمن فض اعتصامى أنصار جماعة الإخوان المسلمين بميدانى النهضة بمحيط جامعة القاهرة ورابعة العدوية بمدينة نصر، ما إن شرع الأمن فى فض الاعتصامين إلا وبدأت ميليشيات الإخوان فى إعادة إنتاج سيناريو العنف والدم الذى صاحب ثورة 25 يناير، فبدأوا بمهاجمة أقسام الشرطة لاقتحامها وتسهيل سرقتها وإظهار الأمر على أن من اقتحمها بلطجية أو مواطنون لهم ثأر لدى الداخلية.
سيناريو اقتحام الأقسام فى 28 يناير يتكرر اليوم، حيث بدأت الأحداث بإطلاق النار على عدة أقسام، منها قسم شرطة البساتين التبين وحلوان بمحافظة القاهرة، ثم قسم الوراق وشرطة أطفيح وكرداسة والحوامدية، والعياط بالجيزة، وبالتزامن معها فى عدد من المحافظات الأخرى قسم العامرية بالإسكندرية شرطة مركز أبوكبير بالشرقية وقسم طامية بالفيوم والواسطى وبندر بنى سويف، وإشعال النيران فيها لتهريب المساجين بغرض إعادة إنتاج الانفلات الأمنى فى الشوارع مرة أخرى وسرقة سيارات الشرطة والاعتداء على أفرادها وخطفهم لنشر الفوضى وأعمال السرقة والنهب والقتل فى كل مكان وفى وقت واحد لإسقاط الدولة، عن طريق إسقاط جهاز الشرطة ثم الاحتكاك بالقوات المسلحة.
ضمن مخطط إعادة إنتاج سيناريو 28 يناير مرة أخرى الاعتداء على المنشآت الحيوية الحكومية ومحاصرة مقار المحافظات ومحاولة اقتحامها وإشعال النار فيها، كما حدث فى مبنى محافظة الإسكندرية ومجلس محلى المحافظة ومحاصرة جامعة الإسكندرية وإشعال النار فى مبنى محافظة البحيرة ومحاصرة مبنى محافظة أسوان وسرقة سيارات الشرطة المتواجدة أمامه، وكذلك مبنى محافظة مطروح، بالإضافة إلى الاعتداء على محطات المترو كمحطة مترو حلوان ومحطة القطار بالإسكندرية.
الأمر لم يقتصر على محاصر المبانى الحكومية والمنشآت الحيوية، لكن أيضا تم الاعتداء على الكنائس، فبعد أن تم الاعتداء على مطرانية الأقباط بسوهاج وإضرام النار بها، تم إشعال النار فى كنيسة مار مينا بحى أبو هلال، مما أدى لإشعال النيران بالمركز الطبى بالكنيسة، وحرق كنيستى بدلجا بالمنيا، وحرق كنيسة مارجرجس بسوهاج، كما تواترت الأنباء عن الاعتداء على كنيسة السيدة العذراء بقرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، بعد أن استولوا على الكتب الدينية التى كانت موجودة بها، وحرق جمعية الكتاب المقدس والمستشفى العام.
كما انتشر أنصار الرئيس المعزول فى مسيرات تجوب الشوارع وتم الاعتداء على المحلات الكبرى وسرقة محتوياتها كفرع شركة موبينيل بمدينة أسيوط وإشعال النار فى نادى قضاة أسيوط وأيضا مقر جريدة وحزب الوفد بالإسكندرية.
وأيضا قطع الطرق الرئيسية ومنع حركة المرور، كما حدث بكوبرى أكتوبر وشارعى جامعة الدول العربية والبطل أحمد عبد العزيز بمنطقة المهندسين، وقطع شارع الهرم وميدان الرماية وطريق الكورنيش بالإسكندرية، واستخدموا الكتل الأسمنتية للأرصفة فى منع السيارات من المرور وأيضا قطع الطرق الرئيسية فى محافظة كفر الشيخ، وأيضا الاستيلاء على الميادين الرئيسية بالمحافظات، مثل ميدان مصطفى محمود بالمهندسين وميدان الدهار فى الغردقة، وقاموا بإغلاق تلك الميادين ببناء حوائط حجرية.
فى 14 أغسطس أيضا عاد نفس المشهد الذى يحمل من خلاله أنصار جماعة الإخوان المسلمين مصابيهم على دراجات بخارية لنقلهم إلى داخل المستشفيات الميدانية التى أقاموها بمقر اعتصامهم الجديد بميدان مصطفى محمود بالمهندسين.
ما زاد عن مشهد 28 يناير هو ما ابتكرته ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين بالاعتداء على المواطنين والدخول فى اشتباكات مسلحة معهم لتصوير الأمر على أنه حرب أهلية بين المصريين ويستدعى التدخل الدولى فى مصر لوقف العنف والاعتداء على المتظاهرين السلميين، حيث اشتبكوا مع أهالى المناطق الملتهبة بعد منعهم من الاحتماء بالعمارات السكنية ورفضهم محاولة لارتقاء أسطح العمارات.
من جانبه يقول الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، على الرغم من أننى كنت من رافضى فض الاعتصام بالقوة، ولكن بما أن هذا حدث فلا سبيل للتراجع وليس أمام الشرطة سبيل آخر سوى مواصلة طريقها، لأن انسحابها الآن من المشهد سيغيره ويقلبه رأسا على عقب، وبما أننا أصبحنا أسفل المطر فلا نشكو قسوة البرد.
وأضاف ربيع، أن تكرار الأحداث الآن، خاصة اقتحام قسمى شرطة الوراق والتبين، يثبت أن الجماعة تورطت فى أحداث العنف إبان أيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولابد أن تنتبه الشرطة لكل وسائلهم، وحتى لو قرروا خلق ميادين جديدة للاعتصام فيها، فلا أعتقد أن الأمر سيستمر كثيرا.
واتفق معه القيادى المنشق مختار نوح، قائلا، لابد لتلك المعركة أن تنتهى لمصلحة مصر أولا وجماعة الإخوان المسلمين ثانيا، لأن استمرارهم فيما يفعلون سيدفع مزيدا منهم للموت، واستكمال هذه المهزلة خطأ كبير منهم، وأتمنى أن يتوقفوا عند هذا الحد حقناً لمزيد من الدماء.
أما طارق التهامى، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، فأكد أن ما يحدث الآن يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين هى المتهم الأول والرئيسى فى اقتحام أقسام الشرطة وتهريب المساجين والسعى لإضعاف مؤسسات الدولة، وبالفعل ما فعلوه حاولوا التهديد به والضغط على المؤسسة العسكرية فى 2011 وبالفعل استطاعوا ذلك حتى نجحوا فى الوصول للسلطة، وعندما هددوا الجيش مرة أخرى فى 2013 لم يرضخ الأخير وفشلت محاولاتهم.
وأضاف أن ما تم رصده من حيازة أسلحة يؤكد أن اعتصاماتهم لم تكن سلمية كما يدعون، ولكن جماعة مسلحة أرادت الانتقام عندما قرر الشعب إزاحتها من المشهد السياسى فاستعادوا نفس السيناريو الدموى العنيف، ولن نسمح فى الفترة المقبلة لأحد أن يحدثنا عن الاعتصامات السلمية، أو أن الجماعة كانت تكتفى فقط بالتعبير عن رأيها دون أذى للقوات النظامية.
اقتحام أقسام الشرطة وترويع المواطنين ومحاصرة المؤسسات ردود أفعال الجماعة على فض اعتصامى النهضة ورابعة.. خبراء: الإخوان أثبتوا أنهم تورطوا فى أحداث العنف خلال ثورة يناير ولا سبيل للشرطة إلا التصدى لهم
الأربعاء، 14 أغسطس 2013 03:59 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد معدي!
ما بنخافش