أحمد حسين يكتب.. العلبة دى فيها فيل

الأربعاء، 14 أغسطس 2013 07:14 ص
أحمد حسين يكتب.. العلبة دى فيها فيل صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الأمور المؤلمة على النفس والضمير، أن تغض الطرف عن وقوع أحدهم فى البير (الهمزة فى البئر تقلب ياء فى حالة الكسر قبلها فيقال: بير بدلا من بئر).
ولكن هناك الكثيرين الذين يفضلون السقوط فى البير عن أن تقدم لهم يد العون والمساعدة. وإذا حاولنا إدراك سبب ممانعتهم ورفضهم لفكرة المساعدة، نجدها لا تخرج عن كونها كبرياء أصاب تفكيرهم وجعلهم يغلقون كل أبواب المد فى وجوههم. ومن هذا المنطلق، يغرقون فى لجج الظلام الدامس بدون أى استرشاد بضوء أو دليل. وإذا علمنا أن النور موجود حولهم وهم يعلمون مصدر الوصول إليه ولكنهم يديرون ظهورهم معتقدين فى الوقت ذاته أنهم يستطيعون أن يشعلوا نار تضئ ما حولهم بطرق حجرين مصمتين. وتغافلوا أن الحجرين يكسوهما البلل ومن المستحيل أن ينتجا أى شرر. فظلوا يعرجون فى الظلام بعد أن باءت كل محاولات إنتاج النار للفشل. الغريب فى الأمر، أنهم لا يعترفون أبدا بالفشل ويعتقدون انهم نجحوا فيما فشل فيه الاخرون. وظنوا أن مجرد محاولاتهم لإنتاج النار هى نجاح، ولا يكتفوا بذلك ولكنهم يطلبون المزيد من التقدير والاطناب ويقيمون الأفراح والليالى الملاح على جهدهم الذى بذلوه وتعبهم الذى دفعوه ويحثون الناس على شكرهم والإصغاء لكل مقالاتهم. وبعد أن يستوثقوا من أن الجميع يصدقهم يصبح جدهم وهزلهم سيان، حتى أنهم لا يفرقون بين الخطأ والصواب وتأتى الطامة الكبرى عندما يخرجون العلبة ويؤكدون للجميع أن العلبة التى فى أيديهم فيها فيل. فيقتنع بهم كل مخبول وعابر سبيل غير مسئول. وعندما يستوقفهم احد ويحاول فتح العلبة لإثبات أن هذه العلبة من المستحيل أن تحتوى فيلا، ينهشون لحمه ويمصمصون عضمه ثم يلقونه للكلاب لتكمل عليه. فلا يتبقى لهم فى النهاية إلا الخراب يتمثل لهم فى شكل جبل سامق يقفون عليه ويرقصون حتى الصباح. وفجأة ينهار الجبل من تحت اقدامهم ويسقطون من عل. وبعد السقوط المدوى تجدهم يتعجبون ويندهشون من هذا السقوط ويحاولون فك رموزه وتعتريهم الحيرة. ويكون الفشل أيضا هو نصيبهم فى اكتشاف أسباب فشلهم. فيخرجون من فشل إلى فشل ولا يستطيعون أبدا الخروج من هذه الدوامة. وكيف ينجو الجاهل من ظلام جهله!!
هل أصبحنا نحيا هذه الحياة قسرا ؟ هل استعذبنا صم أذاننا ام ضمرت من كثرة اغلاقها ؟ هل اصبحت جحورنا هى الملاذ الآمن، نلوذ بها بعد أن تعيينا النظرات؟ هل اصبحت اعيننا اقواس لسهام نطلقها فى الوجوه لقتل البسمة والامل؟ من اين اتينا بكل مشاعر الحقد هذه؟ من أى جحيم مخيف جئنا بالكره الذى يملأ القلوب؟
ألا أن الأوان آن نسمع بعضنا إلى النهاية ؟ إلا أن الأوان لكى نفتح العلبة ونعرف ما بداخلها ؟ إلا أن الأوان آن نكف عن الرقص على أجساد بعضنا؟ إلا أن الأوان آن نكون أسوياء ونعرف أن بالحب وحده تحيا الحياة؟ إلا أن الأوان آن لا يشمت المنتصر فى المهزوم؟ إلا أن الأوان آن يتقبل المهزوم الأمر ببساطة؟ إلا أن الأوان آن نكون إنسان؟؟؟؟
إذا لم نفتح العلبة ونعرف ما بداخلها، لن نشفى أبدا من أمراضنا بل على العكس ستزيد اسقامنا وتتوغل الميكروبات الاخرى فى أجسادنا وستغزونا أفكار اللامبالاة ( الطناش، تكبير الدماغ، ماليش دعوة يابا، ياكش تولع) والدعوة إلى التدمير ويصيبنا الخرس التام. وبدلا من أن نمنع إنسان يحاول القفز من فوق كوبرى قصر النيل، سنتجه اليه لدفعه والخلاص منه !!!!!!
متى نفتح هذه العلبة ؟؟؟؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة