إن الحديث عن الطفولة هو الحديث عن الثروة الحقيقية للأمة، والرصيد الدائم لاستمرارية الحياة.
يقول الدكتور خالد محبوب خبير الطفولة بوزارة التربية والتعليم، لقد أثبتت الأبحاث والدراسات النفسية والاجتماعية والتربوية أهمية مرحلة الطفولة فى بناء الإنسان، وتكوين شخصيته ويتم ذلك من خلال التنشئة الاجتماعية، التى تعد حجر الزاوية فى بناء الطفل فهى عملية تعليم وتعلم وتربية تهدف إلى إعداد الطفل للاندماج فى السياق الاجتماعى والتوافق مع المعايير الاجتماعية والقيم السائدة.
تابع إن عملية التنشئة الاجتماعية تقوم على التفاعل الاجتماعى بهدف إكساب الطفل سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأداء ادوار اجتماعية معينة تمكنه من التوافق مع المجتمع وتيسر له الاندماج فى الحياة الاجتماعية.
وأكد أن التغيرات المتلاحقة على المستوى العالمى والمحلى تدفعنا بالضرورة بالتأكيد على ضرورة حدوث تغييرات فى تنشئة الطفل تواكب تلك المتغيرات، فظهور سلوكيات الاعتراض المستمر وسلوكيات اللامبالاة وعدم احترام حقوق الآخرين والحرية المطلقة دون قيود، والمطالبة بالحق دون أداء الواجب، يدفعنا إلى تأصيل المواطنة بكامل مكوناتها فى التنشئة الاجتماعية للطفل، فالمواطنة فى أبسط معانيها تحدد للفرد حقوقه وواجباته وعلاقته بالوطن وعلاقته بالأطراف الأخرى فى الوطن.
ويشير محبوب إلى أن تأصيل المواطنة بكامل مكوناتها الانتماء- الحقوق- الواجبات- المشاركة- القيم العامة- الحرية كل هذا يهدف إلى تعزيز شعور الطفل بالانتماء إلى مجتمعه وقيمه ونظمه وبيئته وثقافته ليرتقى هذا الشعور إلى تشبع الطفل بالانتماء الكامل لمجتمعه، أن يدرك ماله من حقوق وما عليه من واجبات والتزامات، لديه القدرة على تحمل المسئولية تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه، القدرة على المشاركة الاجتماعية الفاعلة، التعاون مع الآخرين والقدرة على العمل الفريقي، احترام الثقافات الأخرى القدرة على احترام الرأى والرأى الآخر، القدرة على الحوار الجيد، وعدم الإحساس بالاغتراب والبعد عن قضايا الوطن.
ويضيف إذا كانت عملية التنشئة الهادفة عملية تعليم وتعلم وتربية فلابد أن تراعى درجة النمو المرحلة العمرية للفئة المتعلمة، وخاصة إذا كان مصطلح المواطنة مجرد غير ملموس، فمن خلال مؤسسة التنشئة الأولى وهى الأسرة فيراعى أن يكون التعلم من خلال النموذج الأبوى الإيجابى وإكسابه المواطنة كسلوك ممارس الانتماء للأسرة، الحوار وإبداء الرأى، تقبل الآخر، الاستقلال الذاتى، احترام حقوق الآخرين، الوعى بحدود الحرية.
وتأتى مؤسسة التنشئة الثانية وهى المدرسة لتأصيل المواطنة فى تنشئة الطفل من خلال الأنشطة التى تحاكى البيئة المادية والاجتماعية للطفل، كما تحاكى أساليب المعيشة، والتقاليد الاجتماعية التى تنمى المواطنة كسلوك ممارس ومعاش لدى الطفل، مما يساهم فى بناء الإنسان السوى الذى يتمتع بالتوازن النفسى، الذى يكون سببا فى تمتعه بصحة نفسية جيدة.
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر الليمونى
رائع يادكتور خالد
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبدالدايم
كلام جميل ورائع جداً
عدد الردود 0
بواسطة:
كمال نعيم
هل من مزيد
عدد الردود 0
بواسطة:
مني عبدالقادر
رائع جدا