بعد قضاء 3 سنوات بالسجن.. "دينا": حاولت السرقة عشان ماكناش لاقين ناكل

كنت بأحب جوزى لأقصى الحدود، وهو كمان كان بيحبنى ويحاول يرضينى بأى طريقة، بس حالته المادية ما كانتش مساعده، وفى الأيام الأخيرة كان مستلف فلوس من طوب الأرض، وحاولت مساعدته وفشلت، ولما تقفلت كل الطرق قدامى سرقت عشان أساعده، ودى والله كانت أول وآخر مرة، ودخلت السجن".. كانت هذه الكلمة للمتهة فى حادث سرقة بالجيزة.

وأضافت المتهمة "دينا.م" 22 سنة كوافيرة، فى حديثها لليوم السابع، أنا تربيت خارج مصر وسط أسرة متوسطة الحال، وعدنا إلى القاهرة، حيث أقمت برفقة أسرتى بمحافظة الجيزة، وكان عمرى لم يصل إلى العشرين عاما حيث تهافت "العرسان" على للزواج منى "أصلى كنت بنت حلوة وعنيه خضرا"، إلا أننى كنت أرفض مشروع الزواج الذى لم يبنَ على حب، وكنت شغوفة أن أعيش قصص وكواليس الحب مثل أفلام السينما قبل الزواج، ورفضت كل من تقدم للزواج منى، ثم عملت كوافيرة فى محل وقررت أن أرجئ مشروع الزواج وكان عمرى وقتها 19 سنة.

كانت أسرتى تمارس على ضغوطاً من أجل الزواج ـ المتهمة تواصل حديثها ـ وكنت أسمع جملة واحدة طوال اليوم "البنت مالهاش غير بيت جوزها" وأمام هذا الإلحاح من الأسرة على الزواج أقنعت بكلامهم، وأول شاب طرق بيتنا وافقت عليه دون أن أراه قبل ذلك "جواز صالونات يعنى"، وكان شابا لا يزيد عنى فى العمر كثيرا، وعرفت أنه يعمل فى إعداد البرامج التليفزيونية، وكان أثناء فترة الخطوبة يتردد على منزلنا باستمرار لزيارتى وفى بعض الأحيان كنت أخرج معه للتنزه، وبدأ قلبى يتعلق به رويداً رويداً، "آه ممكن الحب يجى بالعشرة" وحددنا موعدنا للزفاف.

تتوقف المتهمة وتلتقط أنفاسها، ثم تواصل حديثها بصوت خافت وكلمات بسيطة ونظرات خجولة، وتقول دخل بى زوجى وعشت معه عدة أشهر كان فيها زوجا مثاليا بمعنى الكلمة، وجدت فيه معظم الصفات التى كنت أتمناها فى فارس أحلامى من حب وأمان وخوف على، فتعلق قلبى به أكثر وأكثر، وأصبحت السعادة ترفرف فوق هذا البيت السعيد، ومرت قرابة الثلاث سنوات على الزواج ولم ننجب إلا أن ذلك لم يزعجنا، فكان زوجى يعتبرنى زوجته وابنته فى ذات الوقت، وكان شغلنا الشاغل أن نقضى حياتنا ونحن سعداء.

تضع المتهمة يدها على وجهها عدة دقائق ثم تخفضها مرة أخرى وتكمل حديثها، قائلة، لم تدم هذه السعادة وقتا طويلا، بعدما ترك زوجى العمل فى مجال إعداد البرامج التليفزيونية واتجه إلى العمل فى المقاولات، حيث خسر أموالاً كثيرة، وأصبحنا معرضين للإفلاس، ومرت أيام قاسية علينا، كنا فى بعض الأحيان لا نجد فيها قوت اليوم، "بيقولك ما فيش حد بيبات من غير عشا.. لا فيه.. إحنا كنا نبات من غير عشا"، وبدأت صحة زوجى تتدهور وأصبحت الأزمات المالية تحاصر حياتنا وتعصف بأحلامنا البسيطة.

وتابعت المتهمة، كان زوجى رغم كل هذه المشاكل يحاول أن يظهر أمامى بأنه غير منكسر، وكان يحاول أن يتحمل الصدمة والألم بمفرده، فكان يخاف على من كل شىء، وكنت أحاول أن أشاركه حزنه، لكنه كان رجلاً بمعنى الكلمة يتحمل الألم والشدة والحزن ولا يعطنى إلا السعادة.

تبكى المتهمة.. وتقول قررت ألا أقف مكتوفة الأيدى، وأن أفعل شيئاً فى سبيل مساعدة زوجى، ولم أجد ما أقدمه له، إلا أن حبى لهذا الرجل جعلنى أفعل أى شىء، فقررت أن أسرق من أجله، فتسللت إلى جواهرجى واستوليت على عقد ذهبى كبير وحاولت الهرب به لبيعه ومساعدة زوجى بثمنه، إلا أنه تم ضبطى للأسف، وأحيلت للمحاكمة وصدر ضدى حكم بالسجن 15 سنة قضيت منهم 3 سنوات حتى الآن، يأتى زوجى بين الحين والآخر ليطمئن على.

واختتمت المتهمة حديثها قائلة، أنا عمرى ما كنت "حرامية" ويعلم الله أننى "بنت ناس"، لكن الفقر والحاجة تجعل الإنسان يفعل أى شىء، من أجل الخروج من الأزمات المالية، حيث يكون الإنسان مثل الغريق الذى يتعلق ولو بـ"قشة"، وأنا سيدة جميلة كان فى إمكانى أن أتاجر بجسدى من أجل المال، لكن الأخلاق التى تربيت عليها تمعنى من ذلك، ولم أقدم على السرقة إلا عندما اشتد جوعنا، فأرجو قبل أن نطبق القوانين ونحاسب المخطئين نسد جوع الناس ثم نحاسبهم.