قال الفريق حسام خير الله، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن الأوضاع فى مصر ليست مربكة، كما يحاول أعضاء جماعة الإخوان تصويرها فى الداخل، وتصديرها إلى الخارج، حتى يتعاطف العالم معهم، بعد أن أسقطهم الشعب المصرى.
ورجح خير الله فى حوار لـ«اليوم السابع» أن يكون رئيس الجمهورية المقبل رجلا انتمى إلى المؤسسة العسكرية، من دون أن يحدد اسما بعينه، إذ اكتفى بالقول «الجيش المصرى مدرسة الوطنية ومصنع الرجال والقادة، ولا شك عندى فى كفاءة أبنائه».
وأكد أن ما جرى يوم 30 يونيو لا يمكن بحال من الأحوال أن يصنف فى خانة الانقلابات العسكرية، لأن الملايين الذين خرجوا إلى الشارع يؤيدون عزل محمد مرسى وجماعته، بعد أن أفسدوا لمدة عام كامل، وقسموا الشعب إلى ما يشبه الطوائف المتناحرة.
ورأى أن التيارات السياسية ذات المرجعيات الدينية لن تتمكن من كسب ثقة الشعب المصرى مرة أخرى، بعد أن سقط القناع عن وجهها، فيما بعد 25 يناير، واكتشف الناس أن الدين مجرد ستار لإخفاء مطامع سياسية.. وفيما يلى نص الحوار..
يشعر المواطن المصرى باختناق شديد بسبب ما يسمى بحالة الانسداد السياسى الراهنة.. فما سبيل الخروج منها؟
- الأوضاع فى مصر ليست كما يحاول تيار الإخوان تصويرها للداخل والخارج، وهى ليست مربكة كما يزعمون.
المؤشرات تكشف عن أن العجلة بدأت فى الدوران، ووجود فصيل يصر على إيقاف العجلة، لا يعنى أنه سيتمكن، من خطته.. فالعجلة ستدور، و«ستفرم» كل من يحاول التصدى لها.
ما المؤشرات على صحة ما تقول؟
- المؤشرات كثيرة.. بالنسبة للداخل، فكلنا يرى بعينيه أن جماعة الإخوان فقدت أقوى أسلحتها، ألا وهو التعاطف الشعبى أثناء حكم مبارك.
الآن.. حكموا وأخونوا وفشلوا فأسقطهم الشعب.. أما خارجيا، فالدول التى ماتزال تدعم الإخوان، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت تتراجع، أمام الإرادة المصرية.
الاحتشاد فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة.. حلاوة روح.
قيادات الإخوان يخدعون الشباب، ويغررون بهم للتفاوض على خروج آمن، ومكتسبات سياسية.
ما تقييمك لما حدث فى 30 يونيو؟
- ما حدث فى 30 يونيو بمثابة زلزال، وماتزال توابعه تؤثر فى الأنظمة الإسلامية المتشددة فى دول الربيع العربى.
انهيار الإخوان المسلمين فى مصر هو بداية لانهيار التنظيم الدولى، لأن مصر هى بلد المنشأ، وهذا سبب خوف نظام أردوغان فى تركيا على الإخوان.. هم أهله وعشيرته.
وماذا عن العنف فى الشارع المصرى؟
- الإخوان هم المسؤولون عنه، وهم سيتحملون تبعاته فى المستقبل.
كانت لديهم فرصة للاندماج فى المجتمع، وأتيحت لهم فرص متكررة لإقامة حكومة ائتلافية، وتغيير الدستور، وفتح صفحة جديدة مع الوطن بأسره، لكنهم لم يحركوا ساكنا.
طماعون أرادوا كل شىء، فخسروا كل شىء، حتى أصبح وجودهم مستحيلا فى ظل الجيل الحالى، الذى رأى منهم الخيانة والخسة والتجارة بالدين.
غباء الجماعة صنع إجماعا شعبيا ضدهم وبدلا من أن يراجعوا أنفسهم لماذا غضب عليهم المصريون فى أقل من عام.
بعد سقوطهم، «زادوا الطين بلة»، فاعتصموا فى الميادين وعطلوا المرور ومارسوا أعمال البلطجة وخرجوا بالأسلحة لمهاجمة التحرير والمنيل والجيزة.
العنف من وجهة نظرهم وسيلة للوصول إلى المفاوضات حتى لا يخرجوا تماما من المشهد السياسى، ولذلك يفتعلون كل هذه الاضطرابات فى الشارع الآن.
لو كان لديهم عقل لأدركوا أن الساعة لا تعود للخلف، ولن يعود مرسى مهما حدث، لا أفهم سر تشبثهم بهذا الرجل الفاشل، عليهم أن يخرجوا من تحت عباءة المرشد ولا يتصرفا بمنهج السمع والطاعة فى كل الأمور، والمفروض أن يراجعوا أنفسهم ويحتكموا إلى ضمائرهم، وهذا خير لهم، لأن صبر الشعب نفد.
بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكى بيرنز بدأ الحديث عن عودة مرسى مرة أخرى للحكم.. هل هناك احتمال لعقد صفقة؟
- لا بيرنز ولا آشتون، ولا أى من كان يستطيع أن يجبر الشعب المصرى على استساغة ما لا يروق له.
ثلثا الشعب المصرى قرروا أن يسقطوا هذا الرجل، والجيش تدخل لحقن الدماء، وأمهله وقتا للتفكير فى مبادرة كانت ستحتوى الأزمة، وبعد المهلة فوجئنا به يخرج ليتحدث عن الشرعية، ويقول: «نحن لا نقبل الانضغاط».. ماذا كان مطلوبا من الجيش أن يفعل؟ هل كان يترك المعتصمون فى الشوارع حتى تنقض عليهم ميليشيات الجماعة مثلما حدث يوم مذبحة الاتحادية؟
الجيش أدى دوره مخلصا لحماية الشعب المصرى، وعمل على عدم إراقة الدماء، وما يزال حتى الآن، يحاول أن يحقن دماء المعتصمين فى رابعة والنهضة.
ألا توحى رسائل قيادات الجماعة المتشددة أحيانا، بأنهم واثقون فى عودة مرسى؟
- ثقة الإخوان ليست ثقة العارف، أو الفاهم، ولكنها ثقة الجاهل «المقاوح» الذى أصبح يخشى على نفسه أمام أعضاء الجماعة الذين يسمعون ويطيعون فقط دون أن يعقلوا.
هل تسرع الفريق السيسى بقرار عزل مرسى؟
- السيسى لم يتخذ القرار إلا بعدما خرج الشعب لإسقاط الإخوان، والرئيس المعزول، لم يستطع استيعاب المعارضة أو مؤسسات الدولة.. الجماعة لم يكن لديها نية لتداول السلطة لذلك تقدموا سريعا فى التمكين والأخونة بهدف إقامة ما يدعون أنه حكم الخلافة من مصر.
تخيلوا أنهم قادرون على «سبى مصر»، وإدخالها فى سمع وطاعة المرشد، ومنها ينطلقون إلى العالم لتنفيذ مشروعاتهم الخائبة التى لا وجود لها إلا فى كتبهم المليئة بالخيالات.
تصوروا أن مصر سيحكمها بعد مرسى، مرسى الثانى فالثالث فالرابع، إلى أن يرث الله الأرض، فوجدوا أن الشعب يرفض السمع والطاعة، ويتمرد على الأفكار المتشددة التى لا تصلح لمصر الوسطية المنفتحة.
ما قولك فيمن يدعون أن هناك محاولات لشيطنة الإخوان؟
- الإخوان أكثر فصيل أضر بمصر، حينما دخل المعزول القصر، اعتدى على القانون بإعادة مجلس الشعب، رغم حكم المحكمة الدستورية، واقترف أتباعه جريمة، حصار المحكمة الدستورية العليا، ثم أعلنوا العداء على الإعلام ثم الجيش، ومن ثم مارسوا بعدها بالخارج ضد الشعب المصرى.
هل لديك معلومات عن سبب تأخر خطبة الفريق السيسى يوم 3 يوليو؟
- قرار عزل محمد مرسى اتخذ يوم 30 يونيو، أما تأخير الخطاب، فيرجع إلى أن قيادات عليا فى الدولة، كانوا يتفاوضون مع الإخوان، على تهدئة الأوضاع، وإعلاء المصلحة الوطنية، وحقن دماء المصريين جميعاً، لكن قيادات الجماعة، تشبثوا بموقفهم، وأصروا على العناد، ورفضوا كل مبادرات التهدئة، حتى انتهى إلى ما انتهوا إليه.
ما ردك على من يقول بأن النية المبيتة للعزل تعنى طمع الجيش فى السلطة؟
- الجيش لم يتحرك إلا استجابة لنداء الشعب.
الشعب أوجد الشرارة، والجيش استجاب، والفريق السيسى ليست لديه أطماع فى السلطة، لكن البلاد كانت فى أزمة خانقة، والرئيس لا يريد تقديم ما يحتوى الأزمة.
الجيش أنقذ البلاد من حرب أهلية كادت أن تندلع، ولولا أن الجيش تدخل، لكانت الدماء أريقت أنهارا، هذا مع العلم أن قيادات القوات المسلحة، كانوا يضغطون على الفريق، لكى يؤدى الجيش دوره من أجل لإنقاذ.
المعزول وفريقه كانوا ينظرون لكل من حولهم، بنظرة خيانة ورغبة فى الإقصاء وأرادوا إنشاء جهاز معلوماتى ومخابراتى خاص بهم.
هذه خطوات تشكل خطرا على الأمن القومى، وولاء القوات المسلحة الأول والأخير للشعب، ومن ثم لم يكن ممكنا أن يقف الفريق السيسى أمام كل هذه المؤامرات مكتوف اليدين.
لماذا وصلت العلاقة بين الجيش ومرسى إلى طريق مسدود على الرغم من أن الجيش ساعد فى تسليم البلاد للإخوان؟
- مرسى لعب بنار الجيش فاحترق، ذلك حين أراد أن يظهر للشعب فى صورة البطل الذى أنهى ما يسمى حكم العسكر، بعد إقالة المشير طنطاوى، علما أن قرار تقاعد المشير كان قرار القوات المسلحة، وبناء على رغبته أيضا.
ثم أراد مرسى أن يقيل السيسى، حتى لا يكون هناك من يحمى الشعب من جماعته، وهنا انفجر غضب قيادات الجيش.
أما فيما يتعلق بموقف المشير طنطاوى من الانتخابات الرئاسية، فقد مورست عليه ضغوط رهيبة، وتقديرى أنه كان عليه أن يكاشف الشعب المصرى، بما يتعرض له من ضغوط أمريكية حتى يتولى الإخوان الحكم.
الولايات المتحدة راهنت على الإخوان لتنفيذ سياسات ما، استهدفت إشعال نار الفتنة الطائفية بمصر، كما قدموا تنازلات تمس أمن سيناء، هذا فضلا على السياسات تجاه سيناء التى جعلت شبه الجزيرة مرتعا للإرهاب.
هل سيكون الرئيس المقبل ذا خلفية عسكرية؟
- الرئيس المقبل عسكرى، على الأرجح، وهذا لا يعنى عودة ما يسمى بحكم العسكر.
علينا أن ننظر لشخص وإنجازات وتاريخ المرشح، ونترك هذا التصنيف ما بين مدنى وعسكرى جانبا.
لا يجب على أحد فرض وصاية على الشعب المصرى، فلنترك له فرصة الاختيار، وتصورى أن الشعب الذى أسقط الإخوان ليس ساذجا.
ماذا عن فرصة التيار الدينى فى الفوز بالرئاسة؟
- لن يحكم مصر مرة أخرى رئيس ينتمى إلى التيار الإسلامى، فقد قضت جماعة الإخوان على تيار الإسلام السياسى فى مصر نهائيا، ولن يسمح الشعب المصرى بصعود مرشح من التيار الإسلامى لحكم البلاد بعد الفشل الذريع للرئيس المعزول محمد مرسى الذى توسمنا فيه خيرا، ولكنه خذلنا جميعا.
الفريق حسام خير الله: الرئيس المقبل عسكرى..مرسى لعب بنار الجيش فاحترق.. والإفراج عن 3 آلاف من عرب أفغانستان كان مؤامرة على الوطن
الثلاثاء، 13 أغسطس 2013 02:13 م
الفريق حسام خير الله وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ابودافع
سؤال
عدد الردود 0
بواسطة:
مصصصرى
الاخوان ""جسم ضخم وراس صغير"" كالديناصور ..لذلك انقرضوا مثلة
...
.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري مصري
عين العقل
عدد الردود 0
بواسطة:
السعيد سالم
الكل يجمل الجهة التى ينتمى اليها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود محمد
وضحت ولا لسة؟