قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155/ 157)
والصبر يكون على المحرمات بالإمساك عنها وعلى الواجبات والامتثال لها، وعلى المصائب الكونية إيمانا بالله، فذلك ما بشر به أصحابه صلوات الله عليه، فإلى كل من يدعون معرفتهم بالإسلام والإيمان سوف يظهركم الله على حقيقتكم ومدى حبكم لله وانتماءكم لوطنكم الحبيب مصر هل هو حقيقى أم إدعاء ؟ وسيكون الابتلاء بشىء قليل من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وسيتم التكليف من قبل الله لكم بوسيلتين : الأولى تكليفية والثانية قدرية، فهل تكليف الله لكم سيبقيكم صابرين ثابتين على إدعائكم ظاهرا واضحا ؟ أم أن هذا سيظهركم على حقيقتكم المتكالبة على حب الدنيا ؟
والتكاليف هى مثل تكاليف الخوف بالجهاد فى سبيل الله وليس فى سبيل الطاغوت، فهل تجاهدون ؟ ومن تجاهدون وتحاربون الآن ؟ أتحاربون المسلمين المصريين من يشهدون شهادة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ويلكم ماذا تفعلون ؟ وأيضا تكليف الجوع عبر الصيام ومشقته، فهل تصومون أم تفطرون ؟ وتكليف نقص الأموال بالزكاة، فهل تزكون ؟ وتكليف الأنفس بالصلاة والحج لأنهما ينقصان من العافية فهل تؤدون؟ وكيف تؤدونها وأيديكم ملوثة بدماء المسلمين ؟ وأيضا تكليف النقص من الثمرات من خلال زكاة الزروع والثمار وتطهير النفس بها من البخل والشح، فهل تفعلون ؟
أما الوسيلة الثانية وهى الأقدار فمن خلال المصائب والكوارث تلك التى لا يعرف سببها ودافعها إلا الله، ويحددها وحده وهذا من خلال المصائب التى تصيب الأمة والشعب والمال والأنفس والزرع والثمار والأولاد، فإن صبرتم واحتسبتم وثبتم على ما أنتم عليه من إدعاء للإيمان فأنتم مبشرون، وإن لم تصبروا وتثبتوا على الإيمان من خلال هذه التكاليف والأقدار فلستم من المبشرين.
وأدعوكم جميعا أن تصبروا فنحن جميعا فى اختبار من الله لنا فأثبتوا على إيمانكم بالواحد القهار، وتوبوا إلى الله وأرجعوا إليه قبل فوات الأوان، وأن تعبدوا الله على حق ومن غير أى غرض دنيوى تسعون إليه (من جاه أو منصب أو كرسى أو مال)، إلا عبادة الله وحده، قال تعالى :( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وبذلك يحفظكم ربكم من كل شر وينجيكم من كل مكروه، قال تعالى : وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ * ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ . سورة البقرة 281
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)
أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
رائعة ايتها الكاتبة التقية
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
دائما مبدعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر تالعرب
بحر العطاء
عدد الردود 0
بواسطة:
وفاء احمد التلاوي
الي الأستاذ الفاضل / عبد اللطيف احمد فؤاد. صاحب التعليق الأول
عدد الردود 0
بواسطة:
وفاء احمد التلاوي
الي ابنتي الغالية / سحر الصيدلي
عدد الردود 0
بواسطة:
وفاء احمد التلاوي
الي أ / الفاضل / صقر العرب صاحب التعليق الثالث
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
هذا وقت الاختبار
الى الامام يا استاذة ،،،،وفاء
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله سفينه
مقال يستحق النشر طويلا