محمود السيد يكتب: يعرف الرجال بالحق

على مدى أكثر من ثمانين عاما نجحوا فى خداع السواد الأعظم من الشعب وأن يغطوا على جرائمهم بأعمال الخير معتقدين أن الحسنات يذهبن السيئات حتى أبشع الجرائم واستمروا يحلمون بالوصول إلى السلطة فارتدوا ثياب المعارضة ومسوح الدين فأطلقوا اللحى وارتفعت حناجرهم بالخطب الرنانة كما ارتفعت حواجبهم دهشة إزاء ما تفعله الحكومات المتعاقبة ..حكومات ظالمة بحق لكنهم كانوا أشد ظلما .. يمارسون السياسة كما قال ميكافيللى فى كتابه الأمير من أن الغاية تبرر الوسيلة، لقد حقق بعضهم نجاحات فى انتخابات 2005 التى لم تكن نزيهة على الإطلاق وصال وجال من بينهم المخلوع الثانى وظنوا فى أنفسهم أنهم قادرون عليها وواصلوا جهادهم وهو حق مشروع أن يكون لهم دور فى المجالس النيابية إلى أن قامت الثورة فالتحقوا بها فى الوقت المناسب غير مؤهلين بالمرة فلم يكن الأوان أوانهم ولا الزمان زمانهم وكانت تجربة عانى منها الشعب ووقفت الدولة على شفا حفرة وثار الشعب ثانية وأيده الجيش وواصل هؤلاء مشروع الغباء بالتواطؤ مع جهات أجنبية فلم يكن المخلوع الثانى إلا قروى ساذج لا يمثل أى خطر أو تهديد للدولة ولكن ما يؤمنون به من أفكار تنزع غن الدولة هويتها وحدودها وثقافتها وقد التقت أهدافهم مع أهداف الأجنبى ..هو مكمن الخطورة وها هم يقتلون ويقتلون متخذين من النساء والأطفال دروعا بشرية بعد أن أدركوا أنهم مشروعهم هالك لا محالة بعد أن تخلوا عن الحق وعن مقولة على بن أبى طالب ( يعرف الرجال بالحق ).