حكومة ثورة

تطلع المصريون وبخاصة شبابهم فى ثورتهم الجديدة 30 يونيو لتعديل مسار ثورة 25 يناير، المسار الذى حادت عنه واختطفتها جماعة الإخوان ودفعتها نحو مرحلة انتقالية بائسة وفق ما تريد، وفرضت على الجميع رؤيتها الخاصة فى اختيار السيناريو الأسوأ لها، وجرتنا عامين ونصف العام من التردى والتراجع للخلف، وعملت هذه الجماعة على تفصيل الحدث حتى تضمن إخراج دستور مشوه يكرر النموذج الإيرانى ودولة الفقيه فى مصر، وبما يضمن البقاء فى الحكم وإلى الأبد، وللأسف ساهمت القوى الأخرى من غير قوى الإسلام السياسى التى انطوت تحت جناح جماعة الإخوان فى أن تعطى هذه الجماعة الفرصة لتحقيق ما تريد بتشرذمها وعدم اتفاقها، وبالغ الكثير منها فى قوته الحقيقية واعتمد على كثيرين من الوجوه القديمة، وللأسف خاب أمل الجميع ولم تتغير هذه القوى فى مقابل قوى الإسلام السياسى الجديدة، والتى اتجهت إلى الشعب بصور مختلفة، ومنها عامل الدين ذو التأثير القوى فى النفوس، وأن التصويت لهم، وأخذ جانبهم هو إعلاء للدين والدولة الإسلامية والمشروع الإسلامى وكأن الإسلام أصبح دينا جديدا بها، ولم تستطع تلك القوى أن توضح لنا - حتى الآن - ما هو هذا المشروع الإسلامى الذى تتبناه، واستغلت أيضا العطايا العينية والنقدية فى أوقات الانتخابات فى وطن ترتفع فيه نسبة الأمية والاحتياج، وها هو الشعب المصرى مرة أخرى فى 30 يونيو قد هب ليصحح مسار ثورته فى مرحلة انتقالية جديدة يتمكن من خلالها من إنجاز دستوره الذى يريد، والذى يليق بمصر الجديدة، وبعد عزل محمد مرسى وجماعته نجد حزب النور يقوم بنفس دور الإخوان بعد ثورة 25 يناير بمحاولة فرض رؤيته على الجميع والإبقاء على دستور لا يليق بمصر الثورة، ويعمل على إعادة مرحلة انتقالية بائسة جديدة، فعلى الحكومة والرئاسة الحذر من هذه المحاولة ومن تكرار نفس السيناريو مرة أخرى، وأملنا أن تصبح هذه الحكومة حكومة ثورة، وأن تعتمد على هذا الشعب وتثق فى قدراته وقدرته ولا تصبح حكومة ضعيفة متخاذلة كالتى تبدو لنا.