أحمد ماهر

المكارثية الجديدة ومحاكم التفتيش المصرية

الإثنين، 12 أغسطس 2013 02:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محاكم التفتيش هو مصطلح لوصف الهيئات الكنسية الاستثنائية التى نشأت فى العصور الوسطى حتى بعد القرن الخامس عشر، والتى تم انشاؤها لمحاربة الهرطقة والبدع والسحر والتحول فى العقيدة والنظريات المخالفة للكنيسة الكاثوليكية، أو لتتبع البروتستانت أو الأرثوذكس وكذلك المسلمون واليهود الذين تحولوا للمسيحية فى إسبانيا، وقد بدأت محاكم التفتيش فى القرون الوسطى وكذلك محاكم التفتيش الإسبانية والبرتغالية فى القرن الرابع عشر والرومانية فى القرن الخامس عشر.

وقد تطورت واختلفت تلك المحاكم ولكن اتسمت عموماً بالتجسس على الناس فى منازلهم، أو تتبع كتاباتهم وآرائهم وأقوالهم وفى بعض الأحيان، كان هناك النفى والسجن والمحاكمات، ثم الإعدام لكل المخالفين للرأى السائد أو العقيدة السائدة، وفى بعض الفترات كان هناك التعذيب من أجل الحصول على الاعترافات أو إحراق المتهمين والمشكوك فيهم وهم أحياء أو تقطيع أعضائهم.

أما المكارثية هو مصطلح يصف فترة تتبع ومكافحة الشيوعية فى الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة فى الخمسينيات من القرن الماضى، ويعود هذا المصطلح للسيناتور مكارثى أصغر قاض فى محكمة الاستئناف بولاية ويسكنسن، ثم أصبح عضوا فى مجلس الشيوخ، وأثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، قاد حملات مكافحة الشيوعية، ومحاكم التفتيش بحجة مكافحة الشيوعية، وتتبع آراء الكتاب والفنانين والسياسيين الأمريكيين، ذوى الميول الاشتراكية واستدعاؤهم والتحقيق معهم.

ولكن انتبه المجتمع الأمريكى بعد سنوات إلى أنهم يؤسسون لدولة قمعية، بحجة مكافحة الشيوعية أو حماية القيم الأمريكية، وتم وقف تلك الإجراءات القمعية بعد سنوات، وتم انتقادها بقوة داخل المجتمع الأمريكى، ومنذ ذلك الوقت يطلق مصطلح المكارثية على الإرهاب الفكرى الذى يمارسه البعض ضد المختلفين معهم فى الآراء ويطلق كذلك على الفاشية التى تصيب المجتمع فى الظروف العصيبة.

وفى مصر الآن وبعد موجه 30 يونيو التى خرجت لتصحيح المسار، ومن أجل إسقاط الفاشية الدينية، بدأت تنتشر دعوات فاشية لحظر وعزل كل من يدافع عن مبادئ الثورة الأصلية المجردة، كحرية الرأى والتعبير أو التعايش أو التسامح تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.

نعم جماعة الإخوان فاشية وانتهازية، وكانت تكرس لنظام استبدادى، ولكن لا يجب أن تدفعنا دعوات الانتقام إلى أن نفقد إنسانيتنا ومبادئنا.

أنه خلايا إخوانية نايمة، وقابض من الإخوان، ومن الجنون أن يتم تشويه باسم يوسف الذى وقف بشجاعة ضد نظام مرسى، وكان يتحدى نظام الإخوان بكل شجاعة، ويكشف كذبهم أمام ملايين المشاهدين.

مرسى ونظامه والإخوان ذهبوا بلا رجعة، ولن يستطيع أحد إعادة عقارب الساعة للوراء، ولن يقبل أحد بشروط الإخوان التعجيزية بعودة مرسى، بل ولن يقبل أحد بقبول وجود اعتصامات مسلحة، وقد فشلت كل الوفود الدولية التى حاولت الوساطة لحل الأزمة، ولذلك فهم يتحملون وزر ما حدث من فشل طوال العام الماضى، ويتحملون وزر ما سيحدث الفترة القادمة بسبب استمرار عنادهم، وبسبب رفضهم للواقع وللإرادة الشعبية.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ثوره

ثوره30

عدد الردود 0

بواسطة:

اقرأوا تصريح 6 ابريل يوم 23 يوليو 2013 : لدينا تحفظات على عودة مرسي ؟؟؟

اقرأوا تصريح 6 ابريل يوم 23 يوليو 2013 : لدينا تحفظات على عودة مرسي ؟؟؟

اريد رداً

عدد الردود 0

بواسطة:

ريهام حسين

وماذا فعلت أنت؟

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله

!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

مروان

الجملة الناقصة

عدد الردود 0

بواسطة:

مستشار سيد عبد المنعم

أنت تدافع عن نفسك فى هذا المقال و ليس عن أخرين لأنك تعرف أنك الطابور الخامس !

عدد الردود 0

بواسطة:

مستشار سيد عبد المنعم

أنت تدافع عن نفسك فى هذا المقال و ليس عن أخرين لأنك تعرف أنك الطابور الخامس !

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس محمود

الشعب المصرى بذكاءه فى 30 يونيو أفرز بصدق من يقف معه و من يقف ضده !

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الوهاب البرلسى بالنقض

لا تقلق محاكم الثورة و ليس التفتيش ستطالك و تطال حرككتك عن قريب !

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد المصرى : واحد من الشعب

أحمد ماهر الذى ساند الأخوان و مرسى يعطى المصريين دروسا فى الأنتهازيه !!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة