معصوم مرزوق

عندما يتعدد الطهاة تفسد الوليمة!

الأحد، 11 أغسطس 2013 06:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توالت على مصر خلال الأسبوع الماضى زيارات دولية، من بينها زيارة الوفد الإماراتى التى شهدتها القاهرة خلال الأيام السابقة. كان موقف الإمارات خلال الفترة السابقة موقفاً مشرفاً، ويجب أن نشكر الشيخ عبدالله بن زايد، وزير خارجية دولة الإمارات، على تحركاته الدبلوماسية الواعية الهادئة الداعمة لإرادة الشعب المصرى.. لقد اكتسبت مصر احترام وتقدير شعوب العالم كله، ولدينا العديد من الأصدقاء، حتى أولئك الذين كان لديهم عتاب علينا فى مراحل سابقة.. مصر فى قلوب شعوب دول العالم الثالث منذ أيام معارك التحرر فى منتصف القرن الماضى، والتى وقفت فيها مصر بصلابة إلى جانب حقوق تلك الشعوب فى الحرية والاستقلال.. دول عدم الانحياز، أفريقيا وآسيا والعالم العربى.. وفى أمريكا اللاتينية يتطلعون بإعجاب لثورة الشعب المصرى.. ويجب أن نكثف الاتصالات مع هذه الدول لنوضح فيها أوضاعنا، ونشركهم معنا، فنحن أصحاب قضايا متشابهة وتحديات فى مواجهة العالم والولايات المتحدة.
دول أوروبا بحكم الجوار الإقليمى لديها مصالح عديدة متشابكة مع مصر، كما أن هناك هوى مصريا لدى أغلب شعوب هذه الدول، لكن العلاقات الدولية لها حسابات تختلف عن عواطف الشعوب.. نريد منهم أن يفتحوا أسواقهم، ويرفعوا الحواجز الجمركية وغير الجمركية أمام الصادرات من الجنوب، وأن ينفذوا التزاماتهم بخصوص الألفية الثالثة.. نريد ديمقراطية حقيقية فى العلاقات الدولية، وأن تتوقف الممارسات التى لا تزال تحمل النكهة الاستعمارية.. إننا فى الجنوب نستطيع أن نخلق أسواقنا، ونتخلص من الاعتماد على دول العالم المتقدم التى تجلس فى قمة العشرين، أو قمة الثمانية كى تقسم على نفسها «كيكة» العالم.. لذلك يجب أن ننسق ونتعاون أكثر مع دول الجنوب، وأن نتحرك بفاعلية مع الاقتصاديات البازغة فى آسيا وأفريقيا.. باختصار نريد ربيعاً فى العلاقات الدولية.
لسنا فى حاجة حقيقية للمساعدات الأمريكية، ذلك وهم عشنا فيه كى يتم من خلالها شراء إرادتنا، وبثمن بخس.. نحن فى حاجة لوقفة حقيقية مع واشنطن، وأتذكر الوقفة التى قال عنها السادات «وقفة مع الصديق» عندما قام بطرد كل الخبراء الروس دفعة واحدة.. لقد قيل آنذاك إن مصر سوف تنتهى، إذ كيف ستحارب وقد طردت السوفيت.. لكن شعب مصر وجيشه الباسل تجلت إرادتهما فى التحدى فى حرب رمضان المجيدة عام 1973، حين نمتلك إرادتنا الحرة نحقق المستحيل.. ويجب على صناع القرار فى أمريكا أن تصلهم هذه الرسالة واضحة دون أى لبس.. وأنا ليست لدى أوهام حول مسألة توازن القوى، طبعاً أمريكا دولة عظمى، ولكن مصر ليست دولة صغيره.. مصر كبيرة بشعبها الذى يقدم كل يوم للبشرية دروساً جديدة فى معنى الحضارة التى تجمع بين المادة والروح.. مصر كبيرة بتاريخها الذى يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ.. مصر كبيرة بموقعها الجغرافى الفريد، وكبيرة فى إطار دورها الإقليمى العربى والأفريقى مهما اعتور هذا الدور بعض الظلال نتيجة لسنوات الانكفاء والانبطاح على أعتاب البيت الأبيض، ولا شك أننا فى حاجة لسياسة طرق الأبواب لا لنتسول أو نلتقط صورا تذكارية وإنما كى نوضح موقفنا بجلاء، لكى يفهم من لم يفهم حقيقة ما حدث فى مصر.. ولسوف نصل إلى تفاهم عام مع أغلب دول العالم، أما من يتعمد التغابى عن رؤية الشمس فى منتصف النهار فهو لا يلزمنا، لأننا سنعرف أنه لا يهتم بخير شعب مصر أو تقدمه ورخائه، إنما يرغب فى إضعاف تجربتنا الوليدة، ويتخذ موقفاً عدائياً من شعب مصر، فى السياسة الخارجية لا توجد صداقات دائمة أو عداوات دائمة، إنما توجد دائماً مصالح دائمة، وإذا دققنا فى العلاقات الدولية لوجدنا أنها تتراوح ما بين علاقات تعاون وعلاقات صراع وعلاقات يختلط فيها التعاون مع الصراع.. وهناك علاقات التبعية والانبطاح.. نحن نسعى إلى علاقات تعاون، بعد أن قرر شعب مصر فى ثورته ومن خلال جمعيته التأسيسية الغالبة أنه لن يسمح باستمرار علاقات التبعية والذل والخضوع.. الكرامة والاستقلال الوطنى كانا من أهم شعارات ثورتنا ومكتسباتها التى سوف نعض عليها بالنواجذ، ونحميها بأرواحنا.. فلا رجوع للخلف، ولن يسمح شعب مصر لأى حكومة حالية أو قادمة بأن تنحنى أو تخضع.. لقد انتهى ذلك العهد وراحت أيامه.. نحن فى عهد جديد شعاره «أرفع رأسك أنت مصرى.. بكل فخر واعتزاز».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

ما بعد الخريف الإخواني

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

يستفزون الشعب والحكومة

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين ضرار

الحاكم الوطنى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة