رداً على تكفير وجدى غنيم لـ"السيسى"

عزيزى القارئ قبل أن تبدأ فى قراءة هذه السطور أؤكد لك أننى لا أنتمى لحزب أو لتيار أو جماعة أو لغرض سياسى أو مع طرف ضد آخر، ولكن ما دفعنى هو أن أظهر الحقيقة فقط من أجل الحقيقة، لتحكم أنت بنفسك.

الفتوى التى أطلقها الشيخ وجدى غنيم، والتى كفر فيها الفريق عبد الفتاح السيسى لسماحه بدخول طائرة بدون طيار إسرائيلية سيناء لضرب 4 من الإرهابيين فى رفح، زاعما أن تل أبيب أعلنت عن ذلك عبر وسائل إعلامها، وإذا كان وجدى غنيم استدل بمعلومات خاطئة أطلقتها إسرائيل لإصدار فتوى سيحاسب عليها أمام الله يوم القيامة وهى أساسا تصريحات لم تطلق أساسا.

فأدعوك عزيزى القارئ إلى أن تتابع ما قالته إسرائيل منذ إطلاق الشائعة وحتى الآن، بحكم عملى كمترجم للغة العبرية ومتخصص فى الشأن الإسرائيلى والفلسطينى، فبعد ساعة واحدة من نشر الخبر أول أمس الجمعة، قال المتحدث العسكرى الإسرائيلى "يوأف مردخاى" لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلى لم ينفذ أى عملية له فى سيناء، ولا يوجد أى تنسق أمنى مع مصر لضرب الجهاديين.

كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى "موشيه يعالون" صراحة حيث نفى الهجوم، وأكد أن إسرائيل تحترم السيادة المصرية الكاملة على مصر، وأوضح يعالون أن إسرائيل تعلم بما يقوم به الجيش المصرى من عمليات عسكرية ضد الجماعات المسلحة فى سيناء، خاصة فى الفترة الأخيرة وبالتحديد الأسبوع الماضى.

وربما هو الخبر الذى سيدخل موسوعة جينز من حيث عدد التصريحات الإسرائيلية النافية له والمؤكدة على أن تل أبيب لا تجرؤ على فعل ذلك لأن اتفاقية السلام الموقعة بين القاهرة وتل أبيب تمنع أى طرف من الاعتداء على أراضى الآخر، حيث قال العميد فى الجيش الإسرائيلى "تسفى فوغل" فى مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الأنباء التى تواترت حول قيام طيارة بدون طيار إسرائيلية بقصف موقع لإرهابيين فى سيناء مثيرة للسخرية.

وأوضح "تسفى" أن اتفاق السلام مع مصر يمنع إسرائيل من القيام بأى عمل عسكرى داخل الأرض المصرية، مؤكداً أن فى سيناء قواعد تدريب ومخازن للوسائل القتالية التى تم تهريبها من دول كثيرة من شرق مصر وجنوبها وغربها، وهى تعتمد على نظام تهريب واستخبارات، إضافة إلى دعم القبائل إلى المنظمات الإرهابية.

ويبدو أن الشيخ وجدى غنيم لا يدرى ماذا يقول فكان من الأولى أن يتحرى الدقة ويكف لسانه عن إطلاق الأكاذيب عن الفريق السيسى قبل إطلاقها، حتى لا يبوء بإثم الفتوى، حيث قال الرسول، صلى الله عليه وسلم: من قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما".

فلتستغفر الله يا شيخ وجدى ولتتقى الله ربك..