لقد أصابنا تحول واضح فى التكوين النفسى خلال العقود الأخيرة، فقد كان المصريون معروفين بالبساطة والتسامح وتشيع بينهم ثقافة العفو وتناسى أخطاء الغير والصفح المتبادل ولكن الأمر اختلف كثيراً الآن فيكفى أن نتأمل صفحات الحوادث فى الصحف لنكتشف كم تغيرنا، الابن يقتل أباه وتقتل الأم وحيدها من أجل عشيقها، مع انهيار لقيم كانت سائدة وروح كانت متجذرة، ولقد كان بعض خبراء العلوم السلوكية يقيسون المدة من بداية التراشق اللفظى إلى بدء التماسك بالأيدى أو استخدام السلاح للدلالة على العمق الحضارى لدى الشعوب وكانت هذه المدة تصل إلى ساعات وأيام وشهور بين المصريين بينما قد لا تستغرق دقائق محدود بين العراقيين على سبيل المثال! والآن تغيرت الأحوال ونفد الصبر وسادت ثقافة العنف وفقد المصريون أجمل ما لديهم!