عمرو وجدى يكتب: ملحمة شعبية

الخميس، 01 أغسطس 2013 09:29 م
عمرو وجدى يكتب: ملحمة شعبية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما حدث يوم الجمعة 26 يوليو 2013 هو ملحمة شعبية وطنية بكل المقاييس، تلاحم فيها الشعب بجيشه وشرطته فى مشهد رائع، أثبت المصريون خلالها مدى عظمتهم وحبهم وعشقهم لتراب هذا الوطن.

مشاهد الحشود الهائلة فى كل ميادين مصر، ونزول كل طوائف الشعب تقريبا فى عز الحر والصيام لتأييد الجيش وتفويضه واعطاؤه الضوء الأخضر للتعامل مع الإرهاب الغاشم الذى يضرب الوطن ويفقده أحد أبنائه بشكل – يكاد يكون – يومى، تقشعر لها الأبدان و أبهرت العالم الذى ينظر ويشاهد إلى ما يحدث فى مصر بإعجاب وتأمل وإبهار، فحقا..المصريون يصنعون التاريخ ويعطون درسا فى العظمة والمجد.

لقد نزل المصريون فى 25 يناير 2011 لعزل حسنى مبارك ونظامه الذى ظل جاثماَ على صدور المصريين لمدة 30 سنة، ذاق خلالها الشعب كل أنواع الظل والهوان، ونزلوا مرة ثانية فى 30 يونيو 2013 لعزل الرئيس السابق محمد مرسى الذى كان رئيساَ لأهله وعشيرته فقط وليس لكل المصريين، فاستحق العزل فى انتفاضة شعبية ثانية أو موجة ثانية من الثورة لوضعها على مسارها الصحيح الذى انحرفت عنه، وها هم ينزلون مرة ثالثة بدعوة كريمة من القوات المسلحة الباسلة ومن جيشنا العظيم لتفويضه للقضاء على الإرهاب أياَ كان صوره أو أشكاله وأياَ كان مكانه، باعتبار أن الشعب هو مصدر السلطات، وأنه طالما لا يوجد برلمان قائم سواء مجلس نواب أو مجلس شورى ( الذين يمثل أعضاؤه جموع الشعب ويعتبره وكلاء عنه) فالكلمة الأولى والأخيرة تكون للشعب وحده.

أثبت المصريون بالفعل بنزولهم إلى الشوارع والميادين بهذه الأعداد المهولة (تقدر الأعداد بأكثر من 30 مليون مواطن) أن ما حدث فى 30 يونيو - وما تبعها من قرارات- هو انتفاضة شعبية أو ثورة شعبية خالصة وليس انقلابا عسكريا كما يروج الكثيرون من جماعات الإسلام السياسى وبعض الأبواق والمنابر الإعلامية المحلية والعالمية، وقام بدعم هذه الانتفاضة الشعبية الجيش المصرى الذى انحاز إلى مطالب المصريين وتطلعاتهم ورفض الإنحياز إلى الرئيس السابق محمد مرسى ونظامه كما دعم من قبل ثورة 25 يناير 2011 .

وها هو الوقت قد جاء ليطلب الجيش من الشعب تمكينه من القضاء على أى خطر يهدد سلامة وأمن هذا الوطن، واستجاب الشعب العظيم لجيشه الباسل .

فالشعب المصرى لن ولم يرضى إلا بالحرية والعدل والمساواة والديمقراطية التى تحقق له مطالبه وأهدافه وسيقف بالمرصاد ضد أى فاشية أو ديكتاتورية مستبدة بأى صورة سواء كانت سياسية أو دينية أو عسكرية، وسينزل إلى الشوارع والميادين مرة رابعة وخامسة وسادسة ليثور ضد أى رئيس يتوهم أنه فوق الشعب أو فوق السلطة، فيجب أن يعى أى رئيس قادم لمصر أياَ كان انتماؤه أو خلفيته السياسية أنه ليس فرعوناًَ وأنه مجرد خادم لهذا الشعب فقط يعمل من أجله ومن أجل هذا البلد فقط .

تحية إلى ثورة 25 يناير، وتحية إلى ثورة 30 يونيو اللتان قضتا على الانتهازيين والديكتاتوريين والفاسدين، وأظهرتا المعدن الحقيقى للشعب المصرى وكشفتا عن مدى عظمته كشعب عريق وصانع للتاريخ .

تحية إلى هاتين الثورتين التى أعادتا الجيش والشرطة والشعب إلى حضن الوطن مرة أخرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة