هل من رجل رشيد؟

أزاحت ثورة 25 يناير، نظامًا فاسدًا أصر الشعب على رحيله وصمد الثوار فى الميادين حتى استجابت القيادة العسكرية لإرادة الشعب وتضامنت معه وانتقلت به إلى مرحلة جديدة من تاريخ مصر، لتشهد انتخاب أول رئيس مدنى، وتبدأ مرحلة جديدة، حلم الشعب فيها بتحقيق آماله وأحلامه، ودون الخوض فى تفاصيل تلك المرحلة، لم يشعر الشعب بتحسين أوضاعه، ولم تخدم الظروف جموع الشعب الحالم بغد أفضل، فخرج فى 30 يونيو معبرًا عن رغبته فى تغيير القيادة السياسية ومرت الساعات صعبة ينتظرها الجميع بين مؤيد ومعارض، ولكن تتدخل القيادة العسكرية لكى تحل تلك المعادلة المعقدة، فالتجربة جديدة، والموقف لم يمر به الشعب المصرى من قبل، فما حدث يوم 25 يناير يختلف فى معطياته وحيثياته، عن 30 يونيو.

وتصرفت القيادة العسكرية من منطلق تهدئة الشعب الثائر، والسير بمركب الوطن دون إبطاء، ولكن على الجانب الآخر، هناك من انتخب رئيسًا مدنيًا بشكل ديمقراطى لأول مرة فى تاريخ الوطن، وكان غضب مؤيديه له ما يبرره، ولكن أصبح الوضع خطيرا ما بين مؤيد ومعارض، وأصبحنا على مشارف حرب أهلية، ويسقط القتلى فى معظم محافظات مصر.

ونحن هنا لزامًا علينا أن نعلى مصلحة الوطن وننحى رغباتنا جانبًا، ونسعى بكل جهد أن نحافظ على وحدة الصف، وتماسك نسيج الوطن، دون أن نصنف أفراده فالكل مصريون، وسلامة الوطن بمواطنيه تعلو فوق مصلحة الأفراد والجماعات.

من يرد أن يخوض مضمار السياسة فليعلم أن الحياة السياسية جولات، فمن يخسر اليوم جولة، ربما يكون فائزًا فى الجولات القادمة، ومن الضرورى فى الظروف الراهنة أن يظهر كل فصيل فى مصر مدى حبه وانتمائه للوطن، وليكن لكل عقلاء التيارات السياسية دور بارز فى تهدئة الشارع المصرى، وعلى القيادة السياسية أن تعطى ضمانات بعدم إقصاء أى فصيل من المشهد السياسى لكى تكتمل شرعية الشعب، مصدر السلطات.