إنها موجة تصحيحية، إنها ديمقراطية مصرية، إنه حوار على الطريقة المندلية، إنها تسوية على الطريقة التوافقية، كذلك أسمح لنفسى أن أنعت من كانت نعته واجبا، وأن أمدح من كان مدحه مطلوبا..
أنه تلك الموجة التصحيحية التى وأن جاءت فى صيف شديد الحرارة إلا أنها أنعشتنا بروحها العالية، وروت عطشنا بأحلامها المجيدة..
فهذه الموجة صححت الثورة المجيدة ثورة الـ25، الذى اعتراها بعد الأخطاء.
أولا هذه الثورة أكدت على أهمية المشاركة، لدى كل فئات الشعب وكل الأعمار، فهى كسرت الحاجز النفسى الذى كان عند البعض، والذى كان يشعر أن الثورة والتغير حكرا على الشباب فكانوا يوصفونها بالتهور.
فالحاجز النفسى الذى كان موجودا بين الماض المتجمد والمستقبل المتسرع أزيح، وتهيئة الأجواء لإنشاء مجتمع متماسك ومستمر.
ثانيا أن خلاف مؤسسسة الرئاسة مع الشرطة، والتغير المستمر لقيادات الداخلية، وقصر الفترة التى لم تسمح "بأخونة" هذا الجهاز، سمحت لهذا الجهاز ببداية ترسيخ عقيدة جديدة، وأن تكون الشرطة فى خدمة الشعب، وملء الفراغ بولائهم للشعب، وكانت ثورة الـ30 من يونيو بمثابة نفق سياسى محتوم لترسيخ هذه العقيدة.
ثالثا فهى أعادت العلاقة بين الجيش والشعب، أعادتها على أساس سليم، يجعل الجيش كما بينه مونتسكيو ملك للشعب، وحاميا له، وبعيد عن السياسة.
رابعا وهى فى وجهة نظرى من أهم النقاط، فهذه الموجة، اتاحت المجال لمصر لخلق إرادة حرة، ففى 25 مصر أسقطت نظاما ديكتاتوريا، كان حليفا لأمريكا. لكن و جود تنظيم قوى كالإخوان، بعد الثورة وإدراك أمريكا بضرورة التواصل مع الشعب، أتيحت الفرصة لنقل هذا التحالف عن طريق حليف تنظيمى قوى كالإخوان المسلمين، ذو قاعدة شعبية. ولكن اليوم قد صحح هذا المسار وانتقلت الإرادة للشعب، الذى أمامه فرصة فى ظل حالة الارتباك الدولية، إنشاء سياسة مستقلة تعتمد على توازن فى العلاقات الدولية بين جميع الأطراف.
هذه الموجة التصحيحة حملت ثورة الـ25 على اكتافها لتصلها إلى بر الأمان، إلى شاطىء أمن، يعش فيه مجتمع مستمر ومتوازن دون إقصاء، وفيها مؤسسات قوية ومستقلة، تكون حامية للشعب، وأصحاب كفاءات، ورؤية وطموح يكونوا أعمدة هذا الوطن.. فاليوم أمامنا فرصة حقيقة لتكون مصر رائدة العالم، وليكون مجمتعنا مجتمع متوازن..
فلتنبض قلوبنا بكلمة مصر، ولتعمل أيدينا من أجل مصر، ولتسهر أعيننا لحماية مصر، ولنقرأ الفاتحة على كل من مات من أجل مصر، ولتكون السياسة لمصر، وليكون الجيش حاميا لشعب مصر، ولتتصدى الداخلية لكل مجرم فى مصر، وليكون القضاء رقيب لمصر، وليكون الأزهر والكنيسة ميزانا لنفوس مصر، ولترفع أيدينا دعاء لمصر ولترى أعيننا عين اليقين مصر، مصر التى نتمناها وتمنيناها، وسنتمناها.
مصطفى أبو الدهب يكتب: الموجة التصحيحية والأربع نقاط
الثلاثاء، 09 يوليو 2013 01:05 ص
ثورة 30 يونيو المجيدة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة