قالت لها أمها.. مر على زواجك خمسة أشهر ولم تزالى بلا حمل، لماذا لم تذهبى إلى طبيب فردت هذه السيدة حديثة العهد بالزواج، أنا حامل يا أمى العزيزة ولكن زوجى طلب منى عدم إبلاغ أحد خوفا من الحسد.. لم تتمالك الجدة القادمة نفسها من الفرحة التى غمرتها بحفيدها القادم.. فملأت البيت بالزغاريد والبشر والأفراح وزادت فرحتهم بعدما علموا أن الجنين المنتظر ولدا وتجادلوا كثيرا قبل أن يستقروا على تسميته مصطفى.. أنجبت الأم مصطفى بعد معاناة شديدة فى ولادته كعادة أول حمل دائما يكون فريدا فى فرحته تعبه ومشقته وفرح به الأهل فى سبوعه واحتفل بقدومه مع الجيران ومنذ ذلك الحين صار اسم امه أم مصطفى أصبحت فخورة بهذا اللقب الجديد أيما فخر واعتزاز.. منذ ولادته وأمه تأخذ من حياتها وتعطيه تسهر عليه لينام وتتعب ليستريح إذا ارتفعت حرارته يوما كانت تنتفض كأن الحمى تعتريها كبر مصطفى أمام عينها وهو من كثرة رعايتها وشدة مراقبتها له كأنه لم يكبر ذهب إلى المدرسة و تجاوز المراحل المختلفة وهى فى كل عام ينجح فيه تقيم الأفراح والزغاريد وكـأن ابنها هذا هو مركز الكون أنه شىء كبير أنه الحياة.. عندما قامت تلك الثورة كان مصطفى فى عمر الربيع كان فى التاسعة عشر من عمره.. خافت أم مصطفى عليه وأقسمت بأغلظ الأيمان ألا يخرج من البيت فلم يشأ هذا الابن البار مخالفة أمه الحنون فصعد على سطح المبنى القاطن فيه والمكون من خمس طوابق وهتف كما يهتف الناس يسقط حكم المرشد فما كان من شيخنا الجليل أن يهان مولاه على مسمع منه صعد إلى سطح المبنى وألقى مصطفى إلى الأرض وأول شىء استقبله الأسفلت هى رأسه ارتعش رعشته الأخيرة وانتفض جسده وتوقف القلب عن النبض قلب مصطفى وقلب أم مصطفى تهاوت أمام عينها صروح المجد الذى كانت تحلم به لابنها تعب تسعة عشر عاما أنهاه شيخنا فى الوقت المستغرق بين قذفه لمصطفى وارطام رأسه بالأسفلت.. تلك الرأس التى كانت تخشى عليه أن ينزلق من على الوسادة ينفجر على الأسفلت وتتطاير.. أجزائه.. شكرا أيها الشيخ لو كنت تريد أن تحكمها.. لما أبكيتها.. لماذا قتلتها؟
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة