تساءل الزميل بمؤسسة القرن الأمريكية، مايكل حنا، كيف استطاع الدكتور محمد مرسى تدمير مصر فى 369 يومًا، مشيرًا إلى أنه عشية 30 يونيه وفى مواجهة احتجاجات شعبية غير مسبوقة العدد فى أنحاء البلاد، كان مرسى قد فقد شرعيته وتضررت قدرته على حكم البلاد بشكل لم يمكن إصلاحه.
وسرد حنا فى مقاله بمجلة فورين بوليسى أخطاء وإخفاقات مرسى على مدار عام من رئاسته وتسببه وجماعته فى الاستقطاب المتزايد والانقسام بين الشعب المصرى، وقال إن قراراته الخاطئة والمصيرية طيلة عام وحتى بعد احتجاجات 30 يونيه وضعت مصر على أعتاب حرب أهلية وصراعات عنيفة، فلقد أختار الرئيس المتعنت المنعزل أن يتجاهل الواقع ويدفع الجيش بالتدخل مرة أخرى، مضيفا،" أنه بينما سيحاول مرسى والإخوان تصوير أنفسهم على أنهم ضحايا، فإنهم يتحملون بشكل رئيسى المسئولية عن سقوطهم، فعلى الرغم من أنه لا يجب تهميش الجماعة، لكن دورها خلال العام الماضى فى مصر كان كارثيًا، فحتى النهاية تمسك مرسى وجماعته بالعناد والانعزالية وجنون العظمة"، وعلى الرغم من كل الإشارات التحذيرية وخروج الملايين المعارضين له، فى تجمع بشرى غير مسبوق، وبينما كان مرسى هو الوحيد الذى يمكنه تجنب إراقة الدماء، فإنه أصر على اللامبالاة ورفض أى حلول وسط، لذا كان لا مفر من التدخل العسكرى للإطاحة به مع تهديدات بحرب شوارع متصاعدة من أنصاره.
ويمضى المحلل الأمريكى البارز بالقول إن الخروج المشرف كان فرصة لمرسى للاعتراف بالواقع، كما كان سيضمن للإخوان المسلمين مكاسب سياسية وضمان مشاركتها فى تشكيل المرحلة الانتقالية والانتخابات المقبلة، لكن مثل هذا القرار كان سيتطلب من مرسى إجراء تقييم شامل للأخطاء التى ارتكبها وتقييم موضوعى للديناميات الحالية فى البلاد، ويختم حنا بالقول أنه لا يزال يمكن لمرسى أن يساعد بلاده على التراجع عن حافة الهاوية وأن يتصرف كزعيم حقيقى ويقدم تنازلات ليضع مستقبل بلاده أولا قبل أى شىء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة