لم يكن للرياضيين أى ظهور خلال أحداث ثورة 25 يناير وما تلاها من الاعتصام فى ميدان التحرير لمدة 18 يومًا حتى أُسقط نظام المخلوع محمد حسنى مبارك، لدرجة أن البعض اعتبرهم من أتباع النظام السابق، نظرًا الذى كان ينعم به قطاع الرياضة من الحزب الحكام فى السنوات الأخيرة قبل رحيله، حيث اعتبر أن الكرة هى السبيل لترسيخ بقائه فى السلطة وتمرير ملف توريثها من مبارك الأب إلى الابن، قبل أن تقوم ثورة الشباب وتقضى على هذا الحلم.
الرياضيون لم يكتفوا بموقفهم السلبى من الثورة وعدم المشاركة فيها، بل وصل بهم الأمر إلى حد الهجوم على الثوار والتقليل من شأنهم ومن ثورتهم، والمديح فى مبارك وحاشيته، وخرج البعض منهم مطالباً بمساندة النظام السابق من الرحيل، إلا أن سقط النظام بعد الاعتصام فى ميدان التحرير طيلة 18 يوماً، وتم وضع مجموعة من الرياضيين على رأس القائمة السوداء لمحاربى الثورة، وتصدر القائمة كلاً من حسن شحاتة وحسام حسن وأحمد شوبير وشوقى غريب.
وإبان الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير بدأ الصوت الثورى للرياضيين فى الظهور فمنهم من فكر فى الاندماج بالعمل السياسى، أمثال أحمد حسن الذى انضم لحزب نور، وهادى خشبة ومحمد أبو تريكة وهانى العقبى الذين أعلنوا عن انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين، وزكريا ناصف ونادر السيد ومحمد عبد المنصف الذين كانوا حريصين على المشاركة فى المليونيات الداعية لها القوى السياسية، والمطالبة بتحقيق مطالب الثورة.
وبدأ الرياضيون فى الحشد لمظاهرات تندد بتوقف النشاط الرياضى بعد قدوم محمد مرسى رئيساً للجمهورية بالانتخاب، كون القطاع الرياضى هو القطاع الوحيد المعطل عن العمل منذ اندلاع الثورة، ونظم الرياضيون أكثر من مسيرة قادها بعض نجوم الكرة أمثال أحمد شوبير وطارق يحيى وأحمد حسن وأيمن عبد العزيز، وبالرغم من عودة الحياة لنشاط الكرة إلا أن الوضع لم يرضى طموحات الرياضيين، وظلوا يشكون تجاهل الرياضة من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وصنع حالة من عدم قناعة الرياضيين لدى صناع القرار فى الدولة.
حالة الغضب فى الشارع الرياضى، صنعت نوعاً من المعارضة الرياضية للنظام الحاكم الذى تعامل مع النشاط الكروى كمجال تكميلى وليس مجالاً أساسياً ومصدر رزق لقرابة 3 ملايين مواطن يعتمدون فى لقمة العيش على كرة القدم، وتجاهل حالة الضرر التى أصابت الأندية ودخولها فى أزمة مالية طاحنة وضررها السلبى على الفرق والمنتخبات الوطنية.
ومع بدأ الدعوة لمظاهرات 30 يونيو من قبل القوى السياسية المعارضة لجماعة الإخوان، لاقت الفكرة ترحيباً كبيراً فى الوسط الرياضى، وبدأوا فى إعداد النفس للمشاركة فى هذه المظاهرات، وأعلن عدد كبير من الرياضيين عن عزمهم المشاركة فيها، أبرزهم أحمد شوبير الذى قاد مسيرة الرياضيين من ميدان مصطفى محمود إلى ميدان التحرير للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ومن أبرز الرياضيين الذين شاركوا فى ثورة 30 يونيو طاهر أبو زيد وشوبير وأحمد حسن وعمرو عبد الحق وعزمى مجاهد وأحمد عيد عبد الملك وشادى محمد ونادر السيد ومحمد عبد المنصف ومحمد عبد الجليل ومحمد إبراهيم "طيارة" وأمير عزمى، وغيرهم من الرياضيين الذين أبوا ألا يكون لهم بصمة فى تغيير خارطة الطريق لمستقبل مصر والحلم بمستقبل أفضل.
وهو ما يعكس الاختلاف بين دور الرياضيين فى ثورة 25 يناير الذى اتسم بالسلبية و"الفلولية"، ودوهم فى ثورة 30 يونيو التى برز دورهم كفئة مهمة فى المجتمع لهم من المطالب مثل ما لجميع أطياف الشعب المصرى، وأن لهم رأى لابد من التعبير عنه وليسوا ببعيدين عن تقرير مصير مصر والمساهمة فى رسم خارطة الطريق إلى المستقبل المشرق.
تقرير: الرياضيون اختفوا فى ثورة 25 يناير وظهروا فى 30 يونيو
الثلاثاء، 09 يوليو 2013 01:10 ص
صورة أرشيفية