رغم مرور أربعين عامًا على رحيله لازال رأس الدكتور طه حسين يمدنا بأفكاره المستنيرة الباقية، ولازال هذا الرأس يفزع العميان بإرادتهم الذين حاولوا قطعه لأنهم لا يريدون للعقول أن تتحرر من ظلامها الذى كاد يهلك البشرية.
وبمناسبة مرور أربعين عامًا على رحيل عميد الأدب العربى أعلن بيت السنارى أنه سيصدر نسخة من كتاب لم يسبق نشره لطه حسين وهو "البيان فى القرآن الكريم" حصل على نسخة منه من حفيدته "مها عون" التى قدمتها مع بعض أوراق شخصية له وخطابات متبادلة بينه وبين مفكرى عصره إلى مكتبة الإسكندرية وعن هذا الكتاب يقول الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، وصاحب الكتابات المتعددة عن طه حسين فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن هذه محاضرات لطه حسين كان يلقيها فى التفسير ولم تجمع من قبل ويبدوا أنهم أخذوها من كشكول لأحد تلاميذه، وأنا بصفتى متخصص فى كل ما كتب طه حسين واثق أن له محاضرات عديدة فى التفسير بدليل أنه عندما صدر قرار بطرده من الجامعة سنة 1932 اتهمته حكومة صدقى باشا أنه يدرس أفكار مغلوطة للطلاب، وذلك من خلال الاعتماد على كشكول محاضرات أحد الطلاب.
ويؤكد جابر عصفور على عودة أفكار طه حسين للانتصار بقوة الآن خاصةً بعد إزاحة وزيرى التعليم العالى والعادى الإخوانيين ورحيل دولة الإخوان التى كانت من أعدى أعداء طه حسين، فعندما أصدر كتابه "مستقبل الثقافة المصرية" ألقى حسن البنا محاضرة للرد على كتابه وكانت جماعة الإخوان ضد هذا الكتاب بسبب أفكاره المدنية وبسبب ما تخيلوه من أنه يقلص دور الدين.
يقول "عصفور" هم مازالوا حتى الآن يصيبهم الرعب من أفكار طه حسين، لأنه قدم أعظم الكتابات فى التاريخ الإسلامى "مرآة الإسلام" و"التاريخ الإسلامى" و"الوعد الحق" كتاب "الفتنة الكبرى" ومازال طه حسين يمثل تيارا فكريا كاملا فهو السبب وراء إنشاء قسم الدراسات الأوروبية فى كلية الآداب وهو من طالب بتدريس وتوسيع أفق الثقافة المصرية والعربية وأنشأ المركز المصرى للثقافة فى المغرب والمعهد المصرى للثقافة فى مدريد هو مشروع ثقافى متكامل بدأ من مصر وامتد على خريطة الوطن العربى وتجاوزها كحالة فريدة للحوار بين الثقافات.
ومن جانبه يؤكد الشاعر والناقد شعبان يوسف أن تراث طه حسين مازال الكثير منه مجهولاً وغير مجمع فمئات المقالات له لم تجمع وهى وحدها تحتاج لمجلدات عديدة لتستوعبها ففى فترة الخمسينات مثلاً كتب فى صحف المصرى والجمهورية ومجلة روز اليوسف كما أن له كتابات فى صحف ومجلات فى دمشق وفى فرنسا باللغة الفرنسية وله محاضرات لم تنشر فهو يكتب من عام 1911 وإلى يوم رحيله ولازال الكثير من تراثه الذى ينتمى لأوائل القرن مجهولاً.
ويؤكد شعبان يوسف على أهمية استدعاء طه حسين الآن ودعا لإعادة نشر كتاباته لأنها قرأت ما نحن فيه مبكرًا وطالب بنشر الكتب التى ردت على أفكاره التى أثارت جدلاً واسعًا فى القرن العشرين فى مصر والعالم العربى وأضاف أننا سنحتفل بطه حسين وأفكاره الجريئة المشاكسة بعد انقشاع الغمة.
عدد الردود 0
بواسطة:
الكومي
طه حسين وابي العلاء
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى البغدادى
طة