قالت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم، إن قرار مصر بإغلاق المعابر الحدودية مع قطاع غزة وهدم معظم الأنفاق التى كانت تستخدم للتهريب، والتى كان يعتمد عليها شعب غزة قد تسبب فى نقص حاد فى الوقود، فضلا عن تعطيل حركة سفر الآلاف من المواطنين وإغلاق النافذة الوحيدة لأهل غزة على العالم الخارجى.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار مصر بإغلاق المعبر فى أعقاب عزل الدكتور محمد مرسى، منع 4000 شخصاً من الخروج من غزة ونحو 6000 من دخولها، وفقا لوزارة الداخلية بالقطاع.
وأضافت الصحيفة، أن هناك المئات من الفلسطينيين الذين كانوا خارج غزة عند إغلاق المعبر لم يتمكنوا من العودة وما زالوا عالقين فى مطار القاهرة أو فى مكة أو فى غيرها من الأماكن.
وأشارت الصحيفة إلى أن إغلاق معبر رفح يزيد من المصاعب التى يواجهها قطاع غزة خاصة وأن السلطات المصرية كانت تشن حملة عنيفة على الأنفاق منذ منتصف شهر يوليو الماضى والتى يعتمد عليها اقتصاد غزة.
ويقول المحللون، وفقا للصحيفة، إن غزة أصبحت أكثر عزلة سياسية مما كانت عليه لسنوات طويلة نظرا للعلاقة الوثيقة التى كانت تربط بين حكومة حماس ومصر خلال فترة حكم الرئيس مرسى.
ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى الآثار الاقتصادية لإغلاق المعبر على قطاع غزة الذى يعانى أيضا من القيود الإسرائيلية مشيرة إلى تراكم القمامة نظرا للافتقار إلى الوقود، واضطرار بعض محطات الوقود إلى بيع الوقود الإسرائيلى الذى يتكلف 1.65 دولار، أى ضعف ثمن الوقود المصرى، هذا وتؤثر أزمة الوقود حتى على منشآت المياه حيث يقول مدير أحد منشآت المياه إنهم استهلكوا احتياطى الوقود وربما يضطرون بعد ذلك إلى ضخ مياه الصرف بدون معالجة فى البحر، مشيرا إلى أنهم لا يستطيعون ضخ المياه، أو توزيعها أو معالجتها، وإن ذلك إذا استمر ستواجه غزة أزمة مياه حادة.
كما توقفت حركة البناء والتى تعد أحد أهم الصناعات فى غزة نظرا لارتفاع الأسعار، حيث تضاعف سعر الأسمنت المصرى ثلاثة أضعاف، وفى الوقت نفسه ترفض إسرائيل توريد الأسمنت للقطاع خوفا من استخدامه فى الأغراض العسكرية.
وأخيرا يقول عمر شعبان مدير مركز أبحث "بالثينك" فى غزة، إن الإطاحة بمرسى جعلت الأمور تسوء بالنسبة لحماس، فلم يعد هناك أنفاق، أو تحالف سياسى.
الفاينانشيال تايمز: أجواء التغيير السياسى فى مصر أثرت على قطاع غزة
الثلاثاء، 09 يوليو 2013 06:28 م