الصحف الأمريكية: مأساة رئاسة مرسى أنه زعيم غير كفء فى بلد يتسم شعبه بالإبداع والديناميكية.. مركز أمريكى يؤكد انحياز الجزيرة للإخوان
الثلاثاء، 09 يوليو 2013 12:10 م
إعداد ريم عبد الحميد وإنجى مجدى
واشنطن بوست: مركز أمريكى يؤكد انحياز الجزيرة لمرسى والإخوان
نشرت الصحيفة تقريرا عن اتهام صحفيين من منطقة الشرق الأوسط ومركز أمريكى متخصص فى مراقبة أداء الإعلام العربى لقناة الجزيرة بالانحياز للرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين.
وتقول الصحيفة إن الجزيرة طالما واجهت معارك على خلفية ضد اتهامها بالتحيز سواء من المسئولين الحكوميين فى الشرق الأوسط أو فى واشنطن، لكن أمس جاءتها اتهامات التحيز من قوى غير معتادة، وهم صحفيون آخرون فى الشرق الأوسط.
وتحدثت الصحيفة عن واقعة طرد طاقم الجزيرة من المؤتمر الصحفى للمتحدث العسسكرى أمس، الاثنين، وقالت إن هذه الحادثة تأتى فى وقت حساس لشبكة قنوات الجزيرة مع اعتزامها إطلاق قناة إخبارية طموحة للمشاهدين الأمريكيين والتى ستنطلق الشهر المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطريقة التى تم استقبال بها الجزيرة تعكس التصور الذى تعزز حتى قبل أن يفوز مرسى والإخوان بالسلطة ويخسروها، بأنها من أنصار الرئيس المعزول وجماعته. وفى ظل الانقسام الشديد فى مصر الآن، أثارت الجزيرة استياء من يعزمون ولائها للرئيس السابق.
وفى رسالة عبر البريد الإلكترونى، قال أسامة سعيد المتحدث باسم الجزيرة أن طرد الصحفيين يمثل ترهيبا، ونفى أى انحياز فى تغطية الشبكة. وقال إنهم دائما ما يمنحون كل الآراء وقتا على الهواء.. "لكن كما رأينا فى المؤتمر الحفى الخاص بالمتحدث العسكرى، فإن قطاعات كبيرة فى الإعلام المصرى ترفض هذه الروح المنفتحة".
ويقول ستيفين يتاينسكى، المدير التنفيذى لمعهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط "ميمرى"، ومقره واشنطن، وهى منظمة تراقب الإعلام العربى وتصف نفسها بأنها غير ربحية، إن الجزيرة وقفت بجانب مرسى بالتأكيد فى التغطية المصرية.
وأضاف أن إدارة الشبكة وصحفييها لديهما علاقات قديمة بالإخوان، من بينهم مديرها السابق وضاح خنفر الذى كان عضوا بالجماعة. ومن بين ضيوفها دائما الشيخ يوسف القرضاوى مستشار لجماعة.
من جانبه يقول منصور الحاج، الذى يدير مشروع ميمرى للإصلاح فى الدول العربية والإسلامية، إن برامج الرأى فى الجزيرة سيطر عليها مؤيدو مرسى، وبعض من صحفييها أيد الإخوان صراحة فى تدوينات على وسائل لإعلام الاجتماعية. لكنه يتوقع أن تكون قناة الجزيرة فى أمريكا ذات لهجة معتدلة، مثلما عدلت الجزيرة بالإنجليزية من بعض العواطف السياسية للشبكة العربية. فهناك جمهور مختلف وهم فى حاجة إلى منظور مختلف، ولن يكونوا حمقى بقول أشياء مضللة أو أن تكون القناة منحازة.
ويقول فيليب سيب، مؤلف كتاب"تأثير الجزيرة" الصادر فى 2008 عن تأثير الشبكة الإخبارية فى العالم العربى، إن النسخة الأمريكية لن تكون مثل النسخة العربية التى ينظر إليها على أن موالية للإخوان بشدة.، وأضاف: لا اعتقد أننا سنرى الجزيرة أمريكا تروج للإخوان، ويمكن أن تكون أشبه بـ"السى إن إن"، لأنهم يريدون نجاح القناة الأمريكية ويعرفون أنها لا يمكن أن تكون صورة طبق الأصل من الجزيرة العربية أو الإنجليزية التى تعمل فى بيئات سياسية خاصة بها.
بيان البيت الأبيض أعرب عن عدم رغبة فى تعليق لمساعدات لمصر
اهتمت الصحيفة ببيان البيت الأبيض على الأحداث فى مصر أمسن والذى طالب الجيش بضبط النفس إزاء المحتجين، لكن أعرب عن عدم رغبة فى تعليق المساعدات العسكرية للبلاد.
وتشير الصحيفة إلى أن إدارة أوباما سعت إلى تصوير نفسها كطرف محايد فى الأزمة المصرية منذ تصاعد الأحداث الأسبوع الماصى. ورفضت وصف الإطاحة بالرئيس محمد مرسى بأنه انقلاب، لكنها لم تكن مستعدة لكى تعلن رسميا أن المعزول لم يعد رئيسا.
وفى ظل مصارعة الحكومة الأمريكية للمسائل لقانونية، فإن عددا متزايدا من أعضاء الكونجرس والخبراء يقولونه إنه بعد سنوات من التهديد بربط المعونة بالإصلاح الديمقراطى، فإن الولايات المتحدة ربما تجد مساحة قليلة للمناورة هذه المرة. ويقول ستيفين ماليرنى، المدير التنفيذى لمشروع ديمقراطية الشرق الأوسط إن القانون يشير إلى عدم تقديم مساعدات لحكومة تمت الإطاحة فيها بالرئيس المنتخب بقرار لعب فيه الجيش دورا رئيسيا. ويرى أنه لا يوجد مساحة للمناورة فى هذا.
ديفيد اجناتيوس: مأساة رئاسة مرسى أنه زعيم غير كفء فى بلد يتسم شعبه بالإبداع والديناميكية.. ثورة مصر الثانية تمثل فرصة لإعادة الديمقراطية على مسارها
قال الكاتب البارز ديفيد اجناتيوس فى مقاله بالصحيفة إن مصر بحاجة لأن تبدأ من جديد. فقد كان أداء مرسى وحكومته سىء للغاية لدرجة أن مصر كانت على وشك الإفلاس، مثلما قال الكاتب قبل شهر. ورفض مرسى محاولات أمريكا وقطر للتوسط للوصول إلى حل وسط.. صحيح أن تدخل الجيش أدى إلى دائرة جديدة من العنف، وفقا لتصوره، لكن مصر لم تكن لتتحمل كثير فى حالة الشلل هذه.
وكانت مأساة رئاسة مرسى هو أنه زعيم غير كف فى بلد يتسم شعبه بالإبداع والديناميكية. فمصر تستحق أفضل، وهذا هو ما يبرر دعم الكثير بل أغلب المصريين لتحرك الجيش.
ورأى أجناتيوس أن ثورة مصر الثانية تمثل فرصة لإعادة الديمقراطية إلى مسارها. وهذا يعنى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال الفترة ما بين ستة على تسعة أشهر مع دستور حقيقى وتدريب شرطة ديمقراطية تقدم الأمن للسكان الذين يعانون من الصدمات النفسية، وضخ مبالغ مالية كبيرة من دول الخليج لكى تستعيد مصر الثقة ويتحرك اقتصادها مرة أخرى.
والمشكلة كما يقول الكاتب، أن مصر أمة هشة وقابلة للاشتعال، وليست مريضا مخدرا فى غرفة العمليات ينتظر نقل الدم. وعندما بدا أنه من الممكن تشكيل حكومة بتوافق مع الإسلاميين ف حزب النور جاءت أحداث الحرس الجمهورى، المفزعة لكنها كانت متوقعة. فقد أوضح مرسى فى خطابه الأخير أنه وأنصاره مستهدون للشهادة.
وعن السياسة الأمريكية التى يمكن أن تساعد مصر خلال الفترة القادمة، قال أجناتيوس إن أمريكا استرخت فى التعامل مع كارثة رئاسة مرسى. وترك البيت الأبيض سياسته فى يد السفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون إلى حد كبير. ورغم وصف الكاتب لها بأنها واحدة من أفضل الدبلوماسيين فى أمريكا، إلا أنه يقول إنها ركزت على العمل مع الحكومة المنتخبة، مما جعل كثير من المصريين يرون أمريكا مصدر تمكين مرسى، وهو ما شوه صورة باترسون شخصيا. وكان هذا ظلما، لكنه أحد تداعيات موقف واشنطن السلبى للغاية.
هذه المرة يحتاج أوباما إلى قيادة محاولة من حلفاء أمريكا فى المنطقة من قطر إلى السعودية وإسرائيل لمساعدة الحكومة الجديدة على النجاح. ويفخر البيت الأبيض بأنه أثناء حكم مرسى لم تعد أمريكا القضية بالنسبة للإسلاميين، لكن تبين أن هذا مجرد غطرسة. وتحتاج أمريكا إلى التواصل مع القوى السياسية المعتدلة فى الشرق الأوسط دائما. حيث أن المنطقة فى بداية رحلة طويلة من أجل العدالة والديمقراطية مع كثير من الانتكاسات على الطريق، وأمريكا لا تملك رفاهية البقاء خارج العملية.
ورفض الكاتب فكرة قطع المساعدات الأمريكية على اعتبار أن ما حدث فى مصر انقلابا، وقال إنها بلا معنى إلا كجزء من خطاب دعم الديمقراطية. ويرى الكاتب أن هذا الوقت الذى يجب أن تكون فيه أمريكا أكثر انخراطا وليس أقل، مع مصر وحكامها وحتى جيشها. ورأى أنه من الأفضل استمرار المساعدات وربطها بإجراء انتخابات مبكرة.
وأكد الكاتب أن التحدى الأصعب الذى ستواجهه أمريكا هو احتمالات عودة الإخوان إلى العنف والعمل السرى مرة أخرى، محذرا من أن المأزق السياسى هو ما أدى إلى ظهور تنظيم القاعدة.
وول ستريت جورنال: واشنطن تكافح لإعادة نفوذها فى مصر بعد تأكد دعم حلفاء القاهرة للجيش المصرى
قالت الصحيفة أن الأزمة الحالية فى مصر تبرز كطرف فى معركة النفوذ داخل الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تناضل من أجل إعادة نفوذها.
وتوضح الصحيفة ن الإدارة الأمريكية تكافح لفرض نفوذها على الأحداث فى مصر منذ أن تسببت انتفاضات الربيع العربى فى تغير المشهد السياسى فى المنطقة. حيث باتت الولايات المتحدة فى حاجة للتغلب على تأثيرها المحدود فى مصر، خاصة أن الحلفاء التقليديين للقاهرة بدو ملتزمين بتمويل الجيش المصرى بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى.
وشددت على أن المهمة باتت عاجلة الآن حيث برز الصراع داخل مصر كوكيل أخر فى معركة النفوذ عبر المنطقة. ويقول مسئولون أن الولايات المتحدة تريد أن تستخدم نفوذها فى القاهرة لإقناع الجيش المصرى ببناء نظام سياسى واسع يشمل الإخوان المسلمين.
فورين بوليسى: وسائل الإعلام تتسبب فى إغضاب المصريين من مختلف الاتجاهات
تحدثت مجلة فورين بوليسى عن غضب المصريين من بعض وسائل الإعلام الخارجية التى تقدم تغطية متحيزة للأحداث فى مصر، وأشارت إلى إصرار الصحفيين على طرد مراسل قناة الجزيرة، خلال المؤتمر الصحفى، أمس، الذى تحدث فيه المسئولون الأمنيون عن تفاصيل محاولة الاعتداء على دار الحرس الجمهورى.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن معارضى الرئيس المعزول محمد مرسى يتهمون قناة الجزيرة القطرية بالتحيز للإخوان المسلمين، كما أن قناة "سى.إن.إن" الأمريكية متورطة أيضا فى ذات الاتهام منذ أن وصفت عزل مرسى بأنه انقلاب عسكرى وكذلك وصفها للمظاهرات الشعبية ضده بأنها مظاهرات مؤيدة للإطاحة به، وليس ثورة عليه.
وأضافت أن بعض المتظاهرين حملوا لافتات مكتوب عليها "سى.إن.إن" تدعم الإرهاب"، كما قام المصريون فى نيويورك بتنظيم مسيرة يحتجون فيها على تغطية الشبكة الأمريكية للأحداث فى مصر.
وانتقدت المجلة الأمريكية، وسائل الإعلام المصرية، مشيرة إلى أن بعضها تجاهل أحداث الحرس الجمهورى الذى قتل فيها أكثر من 30 شخص، مثل صحيفة الجمهورية التى فردت عنوانا كبيرا: "ثورتنا.. ليس انقلابا". ونشرت موضوعا على لسان مصادر قضائية تكشف فيه أن جماعة الإخوان المسلمين عرقلت التحقيق فى الاعتداء على السجون وفتحها خلال ثورة يناير 2011، وضمنت أن القضية لن يعاد فتحها.
وتقول المجلة أن وسائل إعلام جماعة الإخوان المسلمين ليست بمنأى عن الانتقاد، فعقب تولى رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلى منصور الرئاسة، نشر موقع الجماعة موضوعا تزعم فيها أنه "يهودى". كما نشر موقع حزب الحرية والعدالة صور عقب أحداث الحرس الجمهورى لأطفال قتلى من سوريا وزعمت أنهم قتلوا على يد الجيش المصرى فى أحداث فجر الاثنين.
وقد أكد المتحدث العسكرى خلال المؤتمر الصحفى، أن هذه الصور دليل على وجود حملة من الأكاذيب والحرب النفسية ضد الدولة. وتخلص المجلة بالقول أن ما سبق أحدث حلقة من حرب بين وسائل الإعلام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واشنطن بوست: مركز أمريكى يؤكد انحياز الجزيرة لمرسى والإخوان
نشرت الصحيفة تقريرا عن اتهام صحفيين من منطقة الشرق الأوسط ومركز أمريكى متخصص فى مراقبة أداء الإعلام العربى لقناة الجزيرة بالانحياز للرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين.
وتقول الصحيفة إن الجزيرة طالما واجهت معارك على خلفية ضد اتهامها بالتحيز سواء من المسئولين الحكوميين فى الشرق الأوسط أو فى واشنطن، لكن أمس جاءتها اتهامات التحيز من قوى غير معتادة، وهم صحفيون آخرون فى الشرق الأوسط.
وتحدثت الصحيفة عن واقعة طرد طاقم الجزيرة من المؤتمر الصحفى للمتحدث العسسكرى أمس، الاثنين، وقالت إن هذه الحادثة تأتى فى وقت حساس لشبكة قنوات الجزيرة مع اعتزامها إطلاق قناة إخبارية طموحة للمشاهدين الأمريكيين والتى ستنطلق الشهر المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطريقة التى تم استقبال بها الجزيرة تعكس التصور الذى تعزز حتى قبل أن يفوز مرسى والإخوان بالسلطة ويخسروها، بأنها من أنصار الرئيس المعزول وجماعته. وفى ظل الانقسام الشديد فى مصر الآن، أثارت الجزيرة استياء من يعزمون ولائها للرئيس السابق.
وفى رسالة عبر البريد الإلكترونى، قال أسامة سعيد المتحدث باسم الجزيرة أن طرد الصحفيين يمثل ترهيبا، ونفى أى انحياز فى تغطية الشبكة. وقال إنهم دائما ما يمنحون كل الآراء وقتا على الهواء.. "لكن كما رأينا فى المؤتمر الحفى الخاص بالمتحدث العسكرى، فإن قطاعات كبيرة فى الإعلام المصرى ترفض هذه الروح المنفتحة".
ويقول ستيفين يتاينسكى، المدير التنفيذى لمعهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط "ميمرى"، ومقره واشنطن، وهى منظمة تراقب الإعلام العربى وتصف نفسها بأنها غير ربحية، إن الجزيرة وقفت بجانب مرسى بالتأكيد فى التغطية المصرية.
وأضاف أن إدارة الشبكة وصحفييها لديهما علاقات قديمة بالإخوان، من بينهم مديرها السابق وضاح خنفر الذى كان عضوا بالجماعة. ومن بين ضيوفها دائما الشيخ يوسف القرضاوى مستشار لجماعة.
من جانبه يقول منصور الحاج، الذى يدير مشروع ميمرى للإصلاح فى الدول العربية والإسلامية، إن برامج الرأى فى الجزيرة سيطر عليها مؤيدو مرسى، وبعض من صحفييها أيد الإخوان صراحة فى تدوينات على وسائل لإعلام الاجتماعية. لكنه يتوقع أن تكون قناة الجزيرة فى أمريكا ذات لهجة معتدلة، مثلما عدلت الجزيرة بالإنجليزية من بعض العواطف السياسية للشبكة العربية. فهناك جمهور مختلف وهم فى حاجة إلى منظور مختلف، ولن يكونوا حمقى بقول أشياء مضللة أو أن تكون القناة منحازة.
ويقول فيليب سيب، مؤلف كتاب"تأثير الجزيرة" الصادر فى 2008 عن تأثير الشبكة الإخبارية فى العالم العربى، إن النسخة الأمريكية لن تكون مثل النسخة العربية التى ينظر إليها على أن موالية للإخوان بشدة.، وأضاف: لا اعتقد أننا سنرى الجزيرة أمريكا تروج للإخوان، ويمكن أن تكون أشبه بـ"السى إن إن"، لأنهم يريدون نجاح القناة الأمريكية ويعرفون أنها لا يمكن أن تكون صورة طبق الأصل من الجزيرة العربية أو الإنجليزية التى تعمل فى بيئات سياسية خاصة بها.
بيان البيت الأبيض أعرب عن عدم رغبة فى تعليق لمساعدات لمصر
اهتمت الصحيفة ببيان البيت الأبيض على الأحداث فى مصر أمسن والذى طالب الجيش بضبط النفس إزاء المحتجين، لكن أعرب عن عدم رغبة فى تعليق المساعدات العسكرية للبلاد.
وتشير الصحيفة إلى أن إدارة أوباما سعت إلى تصوير نفسها كطرف محايد فى الأزمة المصرية منذ تصاعد الأحداث الأسبوع الماصى. ورفضت وصف الإطاحة بالرئيس محمد مرسى بأنه انقلاب، لكنها لم تكن مستعدة لكى تعلن رسميا أن المعزول لم يعد رئيسا.
وفى ظل مصارعة الحكومة الأمريكية للمسائل لقانونية، فإن عددا متزايدا من أعضاء الكونجرس والخبراء يقولونه إنه بعد سنوات من التهديد بربط المعونة بالإصلاح الديمقراطى، فإن الولايات المتحدة ربما تجد مساحة قليلة للمناورة هذه المرة. ويقول ستيفين ماليرنى، المدير التنفيذى لمشروع ديمقراطية الشرق الأوسط إن القانون يشير إلى عدم تقديم مساعدات لحكومة تمت الإطاحة فيها بالرئيس المنتخب بقرار لعب فيه الجيش دورا رئيسيا. ويرى أنه لا يوجد مساحة للمناورة فى هذا.
ديفيد اجناتيوس: مأساة رئاسة مرسى أنه زعيم غير كفء فى بلد يتسم شعبه بالإبداع والديناميكية.. ثورة مصر الثانية تمثل فرصة لإعادة الديمقراطية على مسارها
قال الكاتب البارز ديفيد اجناتيوس فى مقاله بالصحيفة إن مصر بحاجة لأن تبدأ من جديد. فقد كان أداء مرسى وحكومته سىء للغاية لدرجة أن مصر كانت على وشك الإفلاس، مثلما قال الكاتب قبل شهر. ورفض مرسى محاولات أمريكا وقطر للتوسط للوصول إلى حل وسط.. صحيح أن تدخل الجيش أدى إلى دائرة جديدة من العنف، وفقا لتصوره، لكن مصر لم تكن لتتحمل كثير فى حالة الشلل هذه.
وكانت مأساة رئاسة مرسى هو أنه زعيم غير كف فى بلد يتسم شعبه بالإبداع والديناميكية. فمصر تستحق أفضل، وهذا هو ما يبرر دعم الكثير بل أغلب المصريين لتحرك الجيش.
ورأى أجناتيوس أن ثورة مصر الثانية تمثل فرصة لإعادة الديمقراطية إلى مسارها. وهذا يعنى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال الفترة ما بين ستة على تسعة أشهر مع دستور حقيقى وتدريب شرطة ديمقراطية تقدم الأمن للسكان الذين يعانون من الصدمات النفسية، وضخ مبالغ مالية كبيرة من دول الخليج لكى تستعيد مصر الثقة ويتحرك اقتصادها مرة أخرى.
والمشكلة كما يقول الكاتب، أن مصر أمة هشة وقابلة للاشتعال، وليست مريضا مخدرا فى غرفة العمليات ينتظر نقل الدم. وعندما بدا أنه من الممكن تشكيل حكومة بتوافق مع الإسلاميين ف حزب النور جاءت أحداث الحرس الجمهورى، المفزعة لكنها كانت متوقعة. فقد أوضح مرسى فى خطابه الأخير أنه وأنصاره مستهدون للشهادة.
وعن السياسة الأمريكية التى يمكن أن تساعد مصر خلال الفترة القادمة، قال أجناتيوس إن أمريكا استرخت فى التعامل مع كارثة رئاسة مرسى. وترك البيت الأبيض سياسته فى يد السفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون إلى حد كبير. ورغم وصف الكاتب لها بأنها واحدة من أفضل الدبلوماسيين فى أمريكا، إلا أنه يقول إنها ركزت على العمل مع الحكومة المنتخبة، مما جعل كثير من المصريين يرون أمريكا مصدر تمكين مرسى، وهو ما شوه صورة باترسون شخصيا. وكان هذا ظلما، لكنه أحد تداعيات موقف واشنطن السلبى للغاية.
هذه المرة يحتاج أوباما إلى قيادة محاولة من حلفاء أمريكا فى المنطقة من قطر إلى السعودية وإسرائيل لمساعدة الحكومة الجديدة على النجاح. ويفخر البيت الأبيض بأنه أثناء حكم مرسى لم تعد أمريكا القضية بالنسبة للإسلاميين، لكن تبين أن هذا مجرد غطرسة. وتحتاج أمريكا إلى التواصل مع القوى السياسية المعتدلة فى الشرق الأوسط دائما. حيث أن المنطقة فى بداية رحلة طويلة من أجل العدالة والديمقراطية مع كثير من الانتكاسات على الطريق، وأمريكا لا تملك رفاهية البقاء خارج العملية.
ورفض الكاتب فكرة قطع المساعدات الأمريكية على اعتبار أن ما حدث فى مصر انقلابا، وقال إنها بلا معنى إلا كجزء من خطاب دعم الديمقراطية. ويرى الكاتب أن هذا الوقت الذى يجب أن تكون فيه أمريكا أكثر انخراطا وليس أقل، مع مصر وحكامها وحتى جيشها. ورأى أنه من الأفضل استمرار المساعدات وربطها بإجراء انتخابات مبكرة.
وأكد الكاتب أن التحدى الأصعب الذى ستواجهه أمريكا هو احتمالات عودة الإخوان إلى العنف والعمل السرى مرة أخرى، محذرا من أن المأزق السياسى هو ما أدى إلى ظهور تنظيم القاعدة.
وول ستريت جورنال: واشنطن تكافح لإعادة نفوذها فى مصر بعد تأكد دعم حلفاء القاهرة للجيش المصرى
قالت الصحيفة أن الأزمة الحالية فى مصر تبرز كطرف فى معركة النفوذ داخل الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تناضل من أجل إعادة نفوذها.
وتوضح الصحيفة ن الإدارة الأمريكية تكافح لفرض نفوذها على الأحداث فى مصر منذ أن تسببت انتفاضات الربيع العربى فى تغير المشهد السياسى فى المنطقة. حيث باتت الولايات المتحدة فى حاجة للتغلب على تأثيرها المحدود فى مصر، خاصة أن الحلفاء التقليديين للقاهرة بدو ملتزمين بتمويل الجيش المصرى بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى.
وشددت على أن المهمة باتت عاجلة الآن حيث برز الصراع داخل مصر كوكيل أخر فى معركة النفوذ عبر المنطقة. ويقول مسئولون أن الولايات المتحدة تريد أن تستخدم نفوذها فى القاهرة لإقناع الجيش المصرى ببناء نظام سياسى واسع يشمل الإخوان المسلمين.
فورين بوليسى: وسائل الإعلام تتسبب فى إغضاب المصريين من مختلف الاتجاهات
تحدثت مجلة فورين بوليسى عن غضب المصريين من بعض وسائل الإعلام الخارجية التى تقدم تغطية متحيزة للأحداث فى مصر، وأشارت إلى إصرار الصحفيين على طرد مراسل قناة الجزيرة، خلال المؤتمر الصحفى، أمس، الذى تحدث فيه المسئولون الأمنيون عن تفاصيل محاولة الاعتداء على دار الحرس الجمهورى.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن معارضى الرئيس المعزول محمد مرسى يتهمون قناة الجزيرة القطرية بالتحيز للإخوان المسلمين، كما أن قناة "سى.إن.إن" الأمريكية متورطة أيضا فى ذات الاتهام منذ أن وصفت عزل مرسى بأنه انقلاب عسكرى وكذلك وصفها للمظاهرات الشعبية ضده بأنها مظاهرات مؤيدة للإطاحة به، وليس ثورة عليه.
وأضافت أن بعض المتظاهرين حملوا لافتات مكتوب عليها "سى.إن.إن" تدعم الإرهاب"، كما قام المصريون فى نيويورك بتنظيم مسيرة يحتجون فيها على تغطية الشبكة الأمريكية للأحداث فى مصر.
وانتقدت المجلة الأمريكية، وسائل الإعلام المصرية، مشيرة إلى أن بعضها تجاهل أحداث الحرس الجمهورى الذى قتل فيها أكثر من 30 شخص، مثل صحيفة الجمهورية التى فردت عنوانا كبيرا: "ثورتنا.. ليس انقلابا". ونشرت موضوعا على لسان مصادر قضائية تكشف فيه أن جماعة الإخوان المسلمين عرقلت التحقيق فى الاعتداء على السجون وفتحها خلال ثورة يناير 2011، وضمنت أن القضية لن يعاد فتحها.
وتقول المجلة أن وسائل إعلام جماعة الإخوان المسلمين ليست بمنأى عن الانتقاد، فعقب تولى رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلى منصور الرئاسة، نشر موقع الجماعة موضوعا تزعم فيها أنه "يهودى". كما نشر موقع حزب الحرية والعدالة صور عقب أحداث الحرس الجمهورى لأطفال قتلى من سوريا وزعمت أنهم قتلوا على يد الجيش المصرى فى أحداث فجر الاثنين.
وقد أكد المتحدث العسكرى خلال المؤتمر الصحفى، أن هذه الصور دليل على وجود حملة من الأكاذيب والحرب النفسية ضد الدولة. وتخلص المجلة بالقول أن ما سبق أحدث حلقة من حرب بين وسائل الإعلام.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة