وائل السمرى يكتب: الجيش ليس تتارا ليضرب الإخوان وهما بيصلوا وتهديد صفوت حجازى يؤكد مسئولية الجماعة عن فاجعة الحرس الجمهورى والجماعة المستفيد من الكارثة لتعطيل تشكيل الحكومة وكسب التعاطف محليا وعالميا

الإثنين، 08 يوليو 2013 04:37 م
وائل السمرى يكتب: الجيش ليس تتارا ليضرب الإخوان وهما بيصلوا وتهديد صفوت حجازى يؤكد مسئولية الجماعة عن فاجعة الحرس الجمهورى والجماعة المستفيد من الكارثة لتعطيل تشكيل الحكومة وكسب التعاطف محليا وعالميا وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس بعد الدم إثم، ولا يجد الواحد حرجاً إنسانياً أقسى من أن يحلل موقفاً ومازال الدم ساخناً، لكن حسبى أننى لا أبتغى من وراء هذه الكلمات استيضاح الأمر والوقوف على حقيقة ما حدث فى موقعة الحرس الجمهورى، فلا شك فى أن الدم كله حرام، وأن دم المصرى "مقدس" وأنه لابد من حساب القتلة جميعاً فى محاكمة شفافة عادلة، لكن قبل أن نشير بأصابعنا إلى القاتل لابد أن نستجلى ما حدث وأن نضع كل المشاهد نصب أعيننا، وألا نستسهل إلقاء اللوم على هذا أو ذاك، وأنى أشهد الله أننى ظللت مصدوماً مما حدث، غير مصدق لما تراه عينى من مشاهد مفجعة يسيل فيها الدم المصرى بلا حساب، فقد مات عشرات المصريين وأصيب المئات فى واقعة الحرس الجمهورى، وكل طرف من طرفيها يقول إن الحق معه، ففى حين أن تنظيم الإخوان يدعى أن الجيش أراد فض الاعتصام أثناء صلاة الفجر، يقول الجيش المصرى إن الإخوان هم الذين اعتدوا على قواته وهم الذين حاولوا أن يقتحموا دار الحرس الجمهورى.

أولا يجب علينا أن ننظر إلى الوقائع التى سبقت هذه الحادثة المفجعة، فقد أثار قادة جماعة الإخوان المسلمين العالم كله على مصر وجيش مصر، وقد أتت هذه الإثارة بنتائج مهمة فى الأيام الماضية، غير أن تلك الصورة اهتزت فى الأربع والعشرين ساعة الماضية، وبدأ العالم فى الاعتراف بثورة مصر، معتبراً ما حدث ثورة حقيقة لا تقل عما حدث فى ثورة يناير، ولا يختلف المشهد فيها عما حدث فى 11 فبراير، ففى الحالتين كما قلت فى مقال سابق ثار الشعب على النظام الحاكم وانضم الجيش إلى الشعب فى ثورته، وهذا واضح لكل من له عين بها يرى، ولكل من عقل به يفكر ويستكشف، فهل من المعقول أن يكون الجيش بهذا الغباء الذى يجعله يرتكب مذبحة كهذى فى مرحلة حرجة من مراحل المرحلة الانتقالية؟

ما يزيد الأمر تعقيداً هو أنه من المؤكد أن قيادة الجيش المصرى تعرف أن الرئيس المؤقت "عدلى منصور" يقيم الآن تشاوراته من أجل اختيار تشكيل الحكومة وتسمية رئيس الوزراء، وأن المشاورات والمحادثات قائمة بين العديد من الشخصيات الوطنية من أجل هذا الغرض، كما يعلم أن الرئيس المؤقت عرض تولى الوزارة على الدكتور زياد بهاء الدين، وأن "بهاء الدين" طلب مهلة 24 ساعة كانت ستنتهى بعد أحداث الحرس الجمهورى بساعات قليلة ليحدد موقفه من قبول الوزارة من عدمه، وأنه كان أقرب بكثير للقبول من الرفض خاصة مع تأكيد الدكتور محمد البرادعى على تقبله منصب نائب الرئيس، وأنه بحسب تأكيد العديد من الشخصيات المقربة منه كان قد بدأ فى التشاور حول أسماء الوزراء الذين سيتعاونون معه فى الحكومة الجديدة، فهل من المعقول أن يفض الجيش اعتصاماً سلمياً تعهد قبل ذلك بحمايته، وكان يقدم للمعتصمين فيه العصائر والمياه وهو يعرف أن تشكيل الحكومة على الأبواب، وأنه أحوج ما يكون الآن إلى الاستقرار؟

نعرف جميعاً أن أنصار جماعة الإخوان المسلمين يقيمون أمام دار الحرس الجمهورى منذ أيام، لم يعترضهم أحد ولم يعتدِ عليهم أحد، وسبق أن قابل قادة الجماعة مثل صفوت حجازى ومحمد البلتاجى قادة الحرس، وتحدثوا معهم بود ملحوظ، فهل يعقل أن ينقلب قادة الحرس الجمهورى على المعتصمين بهذا الشكل الكبير مرة واحدة ودون أسباب؟ وهل يعقل أن يطلق الجيش المصرى النار على المصلين بعشوائية كبيرة كتلك التى يدعيها أنصار الإخوان؟ نعم أعلم تماماً أن أبناء الجيش المصرى ليسوا ملائكة وأنى على يقين من هذا، لكنى أعلم أيضاً أنهم ليسوا شياطين، هم بشر مثلنا، وأغلبيتهم مسلمون، يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، وهذا ما يجعلنى غير متخيل أن يطلق جندى مصرى النار على مصرى مثله وهو يصلى الفجر، خاصة أننا فى شهر من الشهور الجليلة عند كل مسلم، وهذا ما يجعلنى أقول إنه من المستحيل أن يكون الجيش قد بادر بفض الاعتصام بهذه الطريقة، خاصة أن الجيش غير عاجز عن أن يفض الاعتصام فى غير أوقات الصلاة، فما الذى يدفعه إلى ارتكاب هذه الجريمة بهذا الشكل الذى يستعدى الناس عليه بهذه الطريقة؟

أسأل نفسك: ألم تشهد الجماعة أكبر انخفاض شعبية فى تاريخها فى الأيام الماضية بعد الأحداث الدامية التى شهدتها مناطق بين السرايات والمنيل وسيدى جابر؟ ألم ينفجر الشارع غضبا أمس الأول حينما تمت إذاعة ذلك الفيديو الذى يظهر مدى القسوة التى مارسها أنصار الجماعة وهم يلقون الأطفال من فوق خزان المياه ثم يكيلون لهم الضرب بالأسلحة البيضاء والشوم؟ ثم أسأل نفسك مرة أخرى؟ أيعقل أن يهدى الجيش الجماعة هذه الفرصة التاريخية لاستعادة شعبيتها؟ ثم.. أيعقل أن يشوه الجيش صورته عالميا ومحليا ويشق الصف الوطنى لمجرد أنه لا يحتمل جلوس بعض المعتصمين أمام منشأة عسكرية؟ ثم اسأل نفسك ألم يصرح صفوت حجازى بأن محمد مرسى أما أن يكون فى دار الحرس الجمهورى أو فى وزارة الدفاع وأنهم سيخرجونه رغما عن الجميع وسيدخلون به إلى القصر رغما عن الجميع وأن هناك خطوات تصعيدية لا يتخيلها أحد وأن العالم سيعرف هذه الخطوات التصعيدية فى حينها؟

الآن دعك مما حدث قبل موقعة الحرس الجمهورى، وانظر إلى نتيجتها فهناك ست حالات وفاة فى الجيش المصرى، واثنان فى الشرطة المصرية، وهناك أكثر من أربعين حالة وفاة فى جانب الإخوان، كما أن هناك العديد من الضحايا مجهولى الهوية، وهذا يدل على أن العنف كان متبادل من الجانبين، وأن فارق العدد فى الضحايا لا يعود إلا إلى الاختلاف فى التسليح والتدريب، ولو كان الإخوان على نفس درجة التدريب والتسليح لوقع أضعاف هذا العدد من القتلى فى صفوف الجيش المصرى، ومادامت الضحايا فى الجانبين فلا معنى للحديث عن أعداد الضحايا، فالطرفين كانوا مسلحين، والطرفين تبادلوا إطلاق الرصاص، وهنا تقع المسئولية كاملة على البادئ، وما أظن أن الجيش قد بدأ بالهجوم على الإخوان أبدا، فلم يهدد الجيش أبدا بفض الاعتصام بل على العكس من ذلك تعهد أمام الجميع بحماية المعتصمين، والذى هدد باقتحام دار الحرس الجمهورى هو صفوت حجازى، كما أن فكرة أن يعتدى الجيش على المصليين لا تعقل أبدًا، فجيش مصر ليس من التتار لكى يقتل الإخوان "وهما بيصلوا" والأقرب إلى التصديق هو أن يكون الإخوان هم الذين حاولوا اقتحام دار الحرس الجمهورى أثناء الصلاة التى كان يشاركهم فيها عدد من جنود القوات المسلحة المصرية، ولك أن تتذكر أن الإخوان زعموا منذ أيام أن الجيش أطلق عليهم الرصاص وهم يصلون فى العريش وتبين من الفيديو الذى نشرته الجماعة أن الجنود كانوا يقفون مسالمين بجوار المصليين وفوجئوا بإطلاق النار من خلفهم لكن ما لا يمكن نسيانه أن تلك الكذبة أسفرت عن قتل أكثر من ستة جنود فى سيناء، وتبين بعد هدوء الأحداث عدم إصابة أى فرد من أعضاء الجماعة برصاصة واحدة.

بعد هذه الاستفاضة يمكننى أن أجزم بأن المسئول عما حدث ليلية أمس برغم قسوته هم الإخوان أنفسهم وأغلب الظن أن الإخوان هم من افتعلوا هذه الفاجعة من أجل تأجيل تشكيل الحكومة وكسب تعاطف الناس بعد انهيار شعبيتهم ولإعادة الحشد إلى ميادين اعتصامهم بعد أن ذهب مفعول الشائعات التى كانوا يبتكرونها ليحافظوا على الحشد، وأن هذه هى الخطوات التصعيدية التى هدد بها صفوت حجازى، وليستعدوا العالم على الجيش بعد أن بادرت معظم الدول والحكومات بالاعتراف بثورة مصر وموقف الجيش المصرى الراشد، والأهم من كل هذا هو التغطية على جرائم الإخوان فى المنيل وبين السرايات وسيدى جابر وإسعاف شعبية الجماعة النازفة داخل مصر وخارجها.







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ZAKEER

اسأل نفسك أين فيديوهات الحرس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة