أكد الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، على أن الشعب المصرى لن يتعاطف مرة ثانية مع جماعة الإخوان المسلمين، مثلما حدث فى زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لأن الشعب وعى الدرس جيدًا وانكشفت أمامه الحقائق، مدللاً على ذلك بأنه لا يمكن لأى فعل تاريخى أن يتكرر، لأن كل وقت وله حساباته المختلفة، وكما تقول الحكمة القديمة "إنك لا تلقى بالحجر فى نفس النقطة فى المياه، لأن النهر يجرى".
ورأى جابر عصفور، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أننا الآن نعيش فى تعددية سياسية والشعب المصرى كله قبل هذه التعددية، وهو الذى أتى بالإخوان لسدة الحكم إيماناً منه بهذه التعددية، ولكن ما قامت به الجماعة من إقصاء ورفض لهذه التعددية، كان من الطبيعى أن يحدث ما حدث، ويتمرد الشعب المصرى عليهم، وينزل إلى الشارع أكثر من 30 مليون مواطن طالباً منهم الرحيل، معلناً رفضه لسياساتهم وأسلوبهم المخادع، مستخدماً فى ذلك ذراعه القوى القوات المسلحة لحماية حقوقه.
وأشار "عصفور" إلى أن فترة حكم "عبد الناصر" كانت خالية من التعددية، وكان الشعب أقل اهتمامًا بالسياسة، وكانت نوايا جماعة الإخوان غير واضحة له، وكان يعتبرهم جماعة دعوية دينية، مما جعله يتعاطف معهم فى تلك الفترة.
وأكد "عصفور" أنه لا يعنى بكلامه القضاء على جماعة الإخوان، ولكن لابد من تصحيح المسار بالقبض على من يدعون للاقتتال وثائرى الفتن من قادة الجماعة، فلسوء حظ جماعة الإخوان أن كل قادتها فى هذه الفترة قطبيين متعصبين، فهم من حرضوا للإقصاء والانفراد للحكم دون أن يدركوا ما يتطلع إليه الشعب من حرية ومشاركة، ولذلك ما يحدث من عمليات إرهابية أمر متوقع وناتج عن تعصبهم، ويؤكد أنهم على درجة من الغباء ستمنعهم من الاستمرار والبقاء.
ورأى "عصفر" أنه على المثقفين والكتاب أن يكتبوا وينشروا مبادئ الحوار والعدالة، مؤكدين فى كتاباتهم على أن السبيل الوحيد لحياة رغدة هو تحقيق كل المبادئ السامية التى خرجت مطالبة بها ثورة 25 يناير من حرية ومساواة وعدالة وغيرها من المبادئ الإنسانية التى ترقى بالمجتمعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة