أكد الشاعر والناقد عبدالله السمطى أن العمل الثقافى لا يتوقف عند مرحلة وأخرى، فهو مرهون دائما بالهوية، وبالتعبير عن القيم الوطنية بتعددها وثرائها وحضورها المؤثر.
وأضاف أنه فى ظل هذا الوعى، فإن الحاجة للثقافة هى حاجة جوهرية للإنسان، لأن الثقافة هى التى تشير إلى اختلافه وتمايزه، وفى الوقت ذاته الذى تعبر عنه، وحين تعبر الثقافة عن الإنسان فإنها تحمل رؤاه وتطلعاته واستشرافاته. . وهذه مسائل أساسية وبديهية، ولا تحتاج لحجة أو دليل.
وأوضح أن العمل الثقافى لابد له أن يظل فى حال حراك دائم، لأن التحديات لا تنقطع داخلية وإقليمية ودولية.. ليست التحديات هنا بالمعنى السلبى أو بالمعنى السياسي، ولكن بالمعنى الحضارى والمعرفي، لأن ما هو ثقافى وطنى يجب ان يعلى من قيم وعناصر الثقافة الوطنية، وأن يعمل دائما على إبرازها والإسهام بها فى الفكر الحضارى العالمي، فضلا عن مواجهة التحديات الخارجية التى تسعى لتقديم صور نمطية مشوهة عن ثقافتنا وهويتنا، وبالتالى حضورنا الإنسانى.
وشدد فى هذا الصدد على ضرورة دعوة القطاع الخاص للإسهام فى الثقافة المصرية.. فهم على استعداد لتقديم الثقافة المصرية بمختلف عناصرها الأدبية والفنية والسينمائية والغنائية والمسرحية والشعبية، لكن لا أحد يدعوهم، ربما هناك نوع من الفوبيا من رجال الأعمال من جانب المثقفين، لكن الثقافة الرسمية لا تنمو وحدها.
وأكد ضرورة كسر حاجز الخوف بين المثقفين المصريين ورجال الأعمال النبلاء، واستثمار المساحة القرائية الواسعة مصريا وعربيا لتفعيل العمل الثقافى بشكل جديد يستفاد فيه من وسائط التقنية الحديثة ووسائل الاتصال.
وأعرب عن اعتقاده أن هيئة الكتاب، ومسارح الدولة، ومنابر الثقافة التابعة للوزارة وقصور الثقافة الحالية لا تكفى، وبالتالى لابد من العناية بزيادتها وزيادة ميزانياتها.. هناك قصور ثقافة مغلقة، يمكن الاستعانة بالقطاع الخاص والشركات الكبرى لتطويرها، فى ضوء أن الثقافة ليست حكرا على وزارة الثقافة، لكنها تمتد لتشمل مختلف القطاعات.
واختتم بقوله، الثقافة عنوان الأمة بأكملها، وعنوان الوطن، وقد جاءت الثورة لتضىء وتعبد طرقا جديدة لابد للثقافة أن تستلهمها وتوسع من دوائرها لترسيخ أسس الإبداع والفن والمعرفة.