يواجه اللاعبون المسلمون المحترفين فى مختلف الأندية الأوروبية، تحدياً كبيراً قبل ساعات من قدوم شهر رمضان الكريم، فى ظل الضغوط الرهيبة التى يتعرض لها هؤلاء اللاعبين من الأجهزة الفنية، وإدارات الأندية، ووسائل الأعلام، لإقناعهم بعد ممارسة الشعائر الدينية فى هذا الشهر الكريم، والمتمثلة فى أداء فريضة الصوم.
الخلافات بين اللاعبين المسلمين المتمسكين بأداء فريضة الصوم، والمديرين الفنيين لأنديتهم تصل إلى طريق مسدود وإلى حد الاستبعاد من التشكيلة الأساسية فى مباريات كرة القدم، مثلما فعل البرتغالى جوزيه مورينيو، عندما كان يتولى تدريب الإنتر الإيطالى، مع الغانى سولى مونتارى، بسبب إصرار اللاعب على صيام شهر رمضان، فى الوقت الذى مارس فيه المدرب البرتغالى ضغوطاً على مونتارى للإفطار.
مشاكل الأندية الأوروبية مع اللاعبين المسلمين بدأت سريعاً، حيث يواجه الجزائرى إسحاق بلفوضيل، مهاجم بارما الإيطالى، والمنضم حديثاً لنادى الإنتر، حملة عنيفة من مختلف وسائل الإعلام الإيطالية، لإثنائه عن أداء فريضة الصوم، التى ستؤثر بالسلب على مستوى اللاعب، خلال فترة تحضيرات النيراتزورى للموسم الجديد، والتى تأتى فى أكثر شهور العام من ناحية ارتفاع درجات الحرارة فى القارة العجوز.
إسحاق بلفوضيل، نجح فى مواجهة تلك الضغوط مبكراً، بعدما اشترط عقب توقيعه للأنتر لمدة خمس سنوات، مقابل عشرة ملايين يورو، صيام شهر رمضان، وممارسة جميع التعاليم الدينية التى ينص عليها الإسلام، وعدم تدخل إدارة النادى برئاسة ماسيمو موراتى، أو الجهاز الفنى بقيادة والتر ماتزارى فى مثل هذه الأمور.
الأمر ذاته ينطبق مع موطنه هلال سودانى، الذى انضم لصفوف دينامو زغرب إلكرواتى، قادماً من فيتوريا جيماريش البرتغالى، والذى أكد على تمسكه بأداء فريضة الصوم، الذى لن يؤثر على مستواه، على الرغم من التوقعات التى كشفتها الصحف الجزائرية، عن احتمالية تعرض هلال سودانى لمشاكل مع ناديه، بسبب الصيام.
كان كرونوسلاف جورسيتش المدير الفنى لنادى دينامو زغرب، قد طالب سودانى فى وقت سابق، بعدم تأدية فريضة الصوم، حيث يرى أن هذا الأمر يشكل عائقاً، أمام ظهور اللاعب بمستواه المعهود، لاسيما وأن الفريق سيخوض الأدوار التمهيدية بمسابقة دورى أبطال أوروبا، خلال الشهر الكريم.
ولم تتوقف صدامات اللاعبين المسلمين مع المديرين الفنيين عند هذا الحد، فقد سبق وأن نشبت أزمة عنيفة بين أحمد حسن، لاعب وسط الزمالك السابق، مع المدير الفنى لنادى أندرلخت البلجيكى، عندما كان يلعب ضمن صفوفه، خاصة وأن الإرهاق الناتج عن الصيام، كان يمنع "الصقر" من الظهور بمستواه المعهود، أو يمنعه من المشاركة فى المباريات.
كما تعرض النجم المغربى الشهير نور الدين النيبت، لنفس الموقف مع ديبورتيفو الأسبانى، عندما هدد المدير الفنى للفريق استبعاد اللاعب من التشكيلة الأساسية بسبب حرصه على الصيام، وهو الأمر الذى لم يرهب اللاعب، ليرضخ المدير الفنى فى النهائية لرغبة النجم المغربى.
إسحاق بلفوضيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة