الديمقراطية الحقيقية

أثبتت ثورة 30 يونيو 2013 بعد نجاحها فى خلع محمد مرسى من حكم مصر، أن شعب مصر شعب غير عادى على الكرة الأرضية، وأنه صاحب إرادة وقدرة وقوة، وأن شباب هذا الشعب هو القوة الدافعة، والمستقبل الأفضل، وقاطرة هذا الوطن، فتلك الثورة العظيمة نجحت فى إزاحة تنظيم فاشى غير شرعى، اختطف ثورة 25 يناير 2011، وجثم على صدر بلادنا، وأوصل البلاد والعباد إلى مرحلة الكفر بالثورة، وكل ما فيها، وحتى أهدافها التى لم تنجح فى تحقيق أى منها على الإطلاق، فالثورة الجديدة سجلت اسمها بحروف من نور كأكبر حشد إنسانى فى التاريخ حتى الآن، وسوف تظل كتب التاريخ تتحدث كثيراً عن هذه الثورة، وعن هذا الشعب الرائع المبدع، وما قام به من أفعال وما أحدثه من تغيير والمفاجآت التى أحدثها، وما أثبته هذا الشعب من أن الديمقراطية لا تعنى ذلك المفهوم الضيق الذى حاولت هذه الجماعة الاستبدادية المحظورة تسويقه للعامة وهو أن الديمقراطية تعنى الصناديق، وأوضح الشعب أن الديمقراطية الحقيقية هى مجموعة من المفاهيم والممارسات والإجراءات، وتلك الجماعة المحظورة أبعد ما يكون عنها تماماً، وأن الرضاء الشعبى هو الأهم ليبقى الحاكم فى الحكم، ولو كان منتخباً، وكرست هذه الثورة أن السيادة للشعب، وأنه هو من يمنحها وهو من يمنعها، وأن أى حاكم لا يستطيع إلا أن يفعل ما يريده الشعب ويحقق أهدافه، ويسهر على راحته، وسيبقى التحدى الأكبر فى هذه الأيام هو تفعيل دور لجنة المصالحة التى تحدث عنها بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة للوصول إلى حالة تسامح حقيقية بين الجميع، تترفع عن مشاحنات الماضى وسلبياته، لكى نبنى وطناً جديداً مغايراً، وطناً لكل المصريين، وطنا يحتوى الجميع ولا يقصى أحداً، وأن تكون الدولة المصرية الجديدة دولة مدنية حديثة فاعلة، وأن تمتد أيادينا جميعاً لبنائها فبلادنا تحتاج لكل جهودنا، ولكن ليعلم لجميع أيضاً أن هذا الشعب لن يقبل العبث ببلاده، أو التآمر عليها أو التخاذل أو التهاون فى حقوقها، وأنه لن يتسامح فى ذلك مطلقاً.