أحمد عبد الغنى يكتب: ما أشبه الليلة بالبارحة ..!!

الثورة الثانية فى 30/6/2013 كانت لتصحيح مسار الثورة الأولى فى 25/1/2013 وقد بدأت الأن فى رسم خارطة الطريق لتصحيح المسار ولتعويض ما فات من مجادلات ومحادثات وحوارات واستفتاءات وانتخابات فاشلة أتت بحركة وجماعة خائنة وخائبة لتحكم البلد بحكم عصابات وليس بسياسات ولا ديمقراطية حقيقية .. هذه الثورة الآن هى ثورة شعبية ومن أنجح الثورات أنشاء الله فى تاريخ الأمم عامة وفى تاريخ مصر الحديثة خاصة.. هى ثورة نادى بها الشباب ودعمها اهل الخبرة والكبار وساندها الجيش.. هى ثورة سلمية نظيفة قوية.. بدأت بورقة وانتهت ببيان.. فى وقت تقوم فيها الثورات بمذابح دموية وانقلابات لتنجح وتحقق أهدافها.. هى ثورة معلوم ميعادها ومخطط لها منذ أكثر من شهرين ومع الأسف وكالعادة فى الحكام المصريين أغفلوها وأهملوها ولم يلتفتوا إليها وأعماهم السلطة والنفوذ والكرسى والسلطان!!
لم يتدارك الحكام المصريون الأخطار التى تحيط بهم وبشعوبهم.. وكما أستهزأ مبارك بقوى المعارضة وقال خليهم يتسلوا وكما أستهزأ حبيب العادلى بالدعوات لمظاهرات 25 يناير وأعلن أنها حركة شبابية ووقفة عادية لن يتجاوز حضورها أكثر من 20 أو30 ألف مشارك سنقضى عليهم فى أسرع وقت وسيعودون إلى منازلهم بعد أن يحل عليهم الظلام ويدركهم التعب.. لم يدرك مبارك أو العادلى وقتها أنها ثورة شعب.. وأن الشعب قال كلمته ولن يرجع إلا بانتصار إرادته وتحقيق أهدافه.. وبعدها فرح الناس بأخبار القبض على أعوان الرئيس .. أحمد عز وزهير جرانة والمغربى وأنس الفقى وأسامة الشيخ وزكريا عزمى وصفوت الشريف وفتحى سرور ثم كان الفرح الأكبر بالقبض على مبارك وابنيه علاء وجمال.. وها هى الأيام تدور ويأتى الدور على قيادات الإخوان وشركائهم ويتساقطون الواحد تلو الآخر وكما فرح المصريون بثورة 25 يناير قاموا وانتصروا وحققوا أهدافهم بثورة 30 يونيو2013، ورغم أن موعدها محدد منذ أكثر من شهرين والخطوات محسوبة والخطو مدروسة إلا أن نفس الغباء كان يحكمنا .. لم يع النظام التجربة السابقة واستمر فى كبره وعناده وأعلن أنها حركة وهمية وأنها ستفشل وأنهم قادرون عليها وأعلن مؤيدو النظام أن عدد المتظاهرين لن يتجاوز 30 أو 50 ألفا بأى حال من الأحوال.. فكان السقوط، أما الحشد الرهيب من جموع الشعب المصرى وكما سقط مبارك .. سقط مرسى وها هو الآن الشعب المصرى يفرح بأخبار القبض على الكتاتنى ورشاد البيومى ومهدى عاكف وخيرت الشاطر وأبو إسماعيل وغيره.. حقا ما أشبه الليلة بالبارحة...!!