معصوم مرزوق

صفحة جديدة فى كتاب الكرامة

الأحد، 07 يوليو 2013 06:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المهم فى هذه اللحظات الفارقة أن نحتفظ بانضباط مشاعرنا، وإذا كان من العدل أن يعرب الناس عن فرحتهم بانتصار الثورة، فإنه ينبغى ألا نغفل مشاعر ملايين من أبناء الوطن لهم وجهة نظر مختلفة، وليس من الحكمة أن يتم التعامل معهم باعتبارهم جيشاً مهزوما.. لا منتصر ولا مهزوم، نحن شعب واحد، والإخوان المسلمون فصيل أصيل ضمن الفصائل السياسية، والمشكلة تتلخص فى فشل القيادة الحالية للإخوان وتوهمها بإمكانية تأميم رؤية الوطن من زاوية واحدة فقط. إن قوة مصر الحقيقية كانت ولا زالت وستظل كامنة فى تنوعها.
يجب ضبط التصريحات بحيث تعكس أن الخلاف لم يكن مع أعضاء ومحبى تيار الإسلام السياسى، وإنما مع نهج فريق انحرف عن مسار الثورة ودفع الوطن كله إلى وضع ديكتاتورى.. واقترح فى توقيت مناسب أن يتم اختيار عناصر معتدلة من تيار الإسلام السياسى ودعوتها للحوار والمشاركة، وأن يواصل شبابنا الرائع فى فتح قنوات الاتصال مع أقرانهم فى هذا التيار.
لا بد من التسليم بأن المكون الدينى فى الشخصية المصرية لا يمكن فصله أو ازدراءه، ومن واجب النخب السياسية والفكرية أن تسلط الضوء على الحقائق السابقة، للحيلولة دون تعميق ثقافة الكراهية والعنف.
الجمعية العمومية لشعب مصر أعلنت بالفعل خلو منصب رئيس الجمهورية قبل الإعلان عنه بشكل رسمى، ومن الناحية الفعلية اختفى الرئيس وتلاشى الوزراء واحداً بعد الآخر، وحتى المتحدثين الرسميين تركوا مواقعهم، وثلاث وزراء سياديين أصبحوا واقعياً خارج سيطرة الرئيس..أصبح لا يوجد حوله سوى نفس المجموعة التى أوصلته إلى هذه النتيجة المحزنة.
كنا نتمنى مخلصين نجاح أول تجربة ديمقراطية بعد ثورة 25 يناير، وليس عيباً أن يفشل الرئيس فنحن على أية حال فى مرحلة انتقالية، وإنما العيب كل العيب أن تمعن فى الإنكار وترفض الاعتراف بهذا الفشل. وهذا بالمناسبة لا يعنى فشل الإخوان كتنظيم، وما زالت لديه الفرصة فى تقديم مرشحين ربما تكون لديهم فرصة أفضل فى النجاح.
أخاطب أبنائى من شباب الإخوان، لا تصدقوا شيوخكم الذين يدفعونكم لقتل إخوانكم فى الوطن، فهم نفس الشيوخ الذين نصحوكم بألا تنزلوا فى ثورة يناير، ولكنكم أبيتم إلا مشاركة إخوانكم فى تحرير مصر.. دوركم محفوظ فى بناء مستقبل مصر، مع باقى جيلكم. لقد أساء الرئيس السابق لسمعة تنظيمكم كجماعة دعوية، بعلاقاته المريبة بالأمريكان والرسائل المزدوجة لعصام الحداد التى تكتب بالإنجليزية ما لا تقوله بالعربية.
ما لم أكن أتوقعه هو أن يمد الجيش فى عمر هذا النظام ولو يوم واحد، لأن جموع الشعب لن تقبل ذلك، وربما ستشعر بالنكوص عن الوعد بالاستجابة لمطالب شعب مصر المشروعة، ما لم أتوقعه أيضاً هو أن يستولى الجيش على السلطة، وقد كان هذا هو ما أعلنه الجيش بالفعل، ولكننى توقعت منذ البداية أن ينصاع الجميع للإرادة الغالبة للشعب المصرى.
وأخيرا أريد أن أعلق بسرعة على قناة الجزيرة مباشر، فرغم أننى أرفض بشكل مبدئى أى قيد على حرية الرأى والتعبير، فإنه سبق لى أن أبديت ملاحظة على الأداء السلبى لقناة الجزيرة، فهى أثناء الأحداث اتضح أنها تقوم بشكل ممنهج واضح ببث بذور الفتنة «لقطات لأشخاص يحملون ثياباً ملطخة بالدماء وهم يحسبنون»، والإلحاح على هذه الصور الدموية وكأنها مشهد ثورة شعب مصر على غير الحقيقة. تحية واجبة للشهداء الذى كتبوا بدمائهم الذكية مقدمة هذه الصفحة فى كتاب كرامة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

عمر من غزة

الرئيس الشرعي مرسي راجع

عدد الردود 0

بواسطة:

زيكو

تعليق و رد على رقم (1)

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

أضم صوتى الى صوتك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة