أتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يبهر الناظر إليه فى تصرفاته وأحاديثه، ويكتسب احترامهم، ألمس كفاءته فى إدارة شئون الحياة، أتذكر عندما جاءت معركة بدر الكبرى وذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرر أن يكون المعسكر فى مكان ما فسأله الخباب، وهو أحد الصحابة، وقال له: أهو وحى السماء أم أنها الحرب والخديعة؟ قال له إنما هى الحرب والخديعة، قال له الخباب: إذن نعسكر عند المياه أى بئر بدر، فكان هذا دليلاً على أهمية معيار الكفاءة فى اختيار المكان.
أتذكر حين استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل من الكفار، ليكون دليلاً له فى هجرته من مكة إلى المدينة، وهو عبد الله بن أريقط الديْلمى، هل بعد ذلك نسأل عن أسس اختيار الأفراد لمهامهم فى الإسلام، إنه بوضوح معيار الكفاءة.
ضيعت جماعة الإخوان المسلمون فرصة بأن يقوموا بإظهار الإسلام بصورته الحقيقية حال وصولهم للحكم فى مصر، بأن يقوموا باختيار الأكفاء لمناصب الدولة، وأتذكر فرحة الناس بهم حين اختارتهم فى أول انتخابات برلمانية بعد ثورة الخامس والعشرون من يناير، ولكن تبددت فرحة الناس بفوز الإخوان بأغلبية مقاعد مجلس الشعب، ونقلت الجلسات على الهواء، فكانت أولى عوامل هبوط شعبية الإخوان، بأن ظهر جلياً أن الكفاءة غابت عن أعضاء المجلس فى أسلوب مناقشة القوانين وغيرها، وفى ترشح الرئيس محمد مرسى الذى ظهر جلياً بعد فوزه غياب الكفاءة فى كثير من المواقف، والتصرفات فيه، وفيمن ينتمون لنظامه، وبعد ذلك يصور أبناء الجماعة أنفسهم أنهم مدافعون عن الإسلام، وهم يشوهونه بأخطائهم وعدم احتكامهم للكفاءة فى اختياراتهم.
حدث ولا حرج عن الاجتماع التشاورى السرى الذى أذيع على الهواء على سبيل الخطأ، وغيرها من الأخطاء التى لا تعبر عن مبدأ الكفاءة فى الإسلام، ولكن تعبر عن سوء علمهم وفهمهم للمسئولية التى فى أعناقهم.
فبعد ظهور عيوبهم كان يجب أن يعالجوها لنيلهم السلطة حتى يكونوا أكفاء لأى منصب تطبيقاً لأحكام الإسلام، أما إنهم يتمسكون بالسلطة رغم عدم كفاءتهم، فإنهم بذلك لا يعبرون عن الإسلام، ولكن يعبرون عن أطماعهم فقط.
محمود كرم الدين محمود يكتب: غابت الكفاءات فكان السقوط
السبت، 06 يوليو 2013 03:25 ص
محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ايهاب عبد الكريم
غابت الكفاءات فكان السقوط
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عبد الرازق
كلام جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
دائما مبدع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود كرم الدين محمود ـ كاتب المقال
ردود مجمعة للتعليقات هنا وبصفحة كتاباتي على الفيس بوك ـ الحمد لله الذي أنجانا منهم ـ اللهم