من المؤسف أن نرى الإعلام الغربى وهو يقرأ الأحداث فى مصر من جانب واحد دون أن يرى الجانب الآخر، لذلك نرجو توضيح بعض النقاط:
١. نعم لقد وصل رجل الإخوان المسلمون إلى الحكم عن طريق انتخابات ديمقراطية، ثم بعد ذلك انفرد الإخوان بكل شىء وأصبحت كل السلطات بيد رجل واحد، فلم يحترم القانون ولا الدستور ولم يعمل لصالح الشعب وأبی الاستماع لأى صوت يريد الخير لمصر، وذلك فى عدة أمور على سبيل المثال لا الحصر تشكيل التأسيسية، الإعلان الدستورى، عين كل الوزراء إخوان وكل المحافظين إخوان، لم يقبل أبداً أن يستجيب لشروط الحوار الديمقراطى مع المعارضة، فرض الاستفتاء على الشعب بطريقة غير ديمقراطية وغير قانونية، قتل وتعذيب المتظاهرين واعتقال المعارضة، تعيين ثلث نواب بمجلس الشوری أكثر من المسموح له طبقاً للدستور، كل هذا قطع كل المداخل الديمقراطية على سائر المجتمع المصرى للتعبير عن عدم الرضا أو حتى المعارضة، وفى كل هذه الأمور لم نسمع من الإعلام الغربى المتحيز الآن، أى اعتراض دفاعاً عن الشرعية والديمقراطية، بل يدين الجماهير التى خرجت فى ٣٠ يونية للتعبير عن رغبتهم فى العودة إلى الديمقراطية.
٢. خلال العام الماضى لم يتخذ الرئيس الإخوانى ولو قرار واحد فى مصلحة المواطن المصرى، فتدهور الحال الاقتصادى والاجتماعى والتعليمى والسياحى والثقافى وغيرها، فلم يجد الشعب إلا الخروج لطلب لقمة العيش، مما يستوجب وقوف المجتمع الدولى وحقوق الإنسان بجوار صراخ المجتمع المصرى طلباً للحياة الآدمية.
٣. لقد وقّع أكثر من اثنين وعشرين مليون مصرى على استمارة تمرد اعتراضاً على استمرار الوضع السىء للحياة اليومية وطالبت الحكم بطريقة ديمقراطية راقية بانتخابات رئاسية مبكرة، ولم يستجب الإخوان بل دعا مرسى فى خطابه الأخير للقتال حتى يحقق له الاستمرار. فتدخل الجيش حقنا للدماء ليقف موقف يساعد على الحياة الكريمة للجميع وتحقيق الديمقراطية.
0. فى ٢٥ يناير ٢٠١١ خرج لشوارع القاهرة مليونان فتدخل الجيش وحكم لمدة سنة ونصف ودعم الغرب ذلك بدعوة الانحياز للديمقراطية، بينما اليوم عندما يخرج أكثر من ثلاثين مليونا إلى شوارع مصر ويقف الجيش بجوارهم مع الإعلان بأنه لن يحكم بل رئيس المحكمة الدستورية يقود البلاد لمرحلة انتقالية، يسمون هذا انقلابا عسكريا.
فلا داعى لأن يقوم الإعلام الغربى بالإعلان عن ضرب الجيش للإخوان ولا يعلن عن اعتداء أنصار مرسى على المعارضة فى المحافظات المختلفة ومواقع التظاهر المسالمة لمعارضيهم.
من هذا المنطلق نرجو أن لا يكون الإعلام الأمريكى والبريطانى متحيزا لمعتقداته الديمقراطية دون اعتبار للمجتمع المصرى والثقافة المصرية، بل بلغة الديمقراطية نرجو أن تتاح الفرصة للطرفين لتوضيح وجهة نظرهما.
راعى الكنيسة الإنجيلية العربية بلندن
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ناجى عبد الرازق هاشم
تحليل مبسط جدا و أكثر من رائع