محمد توفيق

لا مرسى بعد اليوم

الجمعة، 05 يوليو 2013 04:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن نسمع خطاباته المُملة، الطويلة، المُكررة، المُستفزة، التحريضية، المتخلفة عن الواقع بعد اليوم.

لن نسمع أحداً يقول أنا الرئيس، وأنا الشرعية، وأنا القائد الأعلى، وأنا ومن بعدى الطوفان، و"أنا عارف مين بيقول أيه إزاى عشان أيه"!

لن نسمع رجلاً فقد عقله، ولا يرى سوى أهله وعشيرته، ويعمل ممثلا عن قبيلته فى قصر الرئاسة، ولن نرى محمد البلتاجى، وباكينام الشرقاوى، وصفوت حجازى، وعاصم عبد الماجد، ومحمد العمدة، ومحمد الظواهرى، وطارق الزمر، وعصام العريان، وعصام الحداد، وأم عصام، وحازم أبو إسماعيل الذى مازال يبحث عن شاحن فى ألمانيا!

لن نسمع الدكتور مع محمد مرسى يخطب بعد اليوم، ربما يخطب فى أحد المساجد القريبة من بيته إن لم يحاكم بتهمة التحريض على العنف، وهذا يعد واحداً من أكبر مكاسب ثورة 30 يونيو، فقد حان الوقت ليتوقف هذا الرجل عن الكلام والثرثرة بكلام لم يحقق أى فائدة لأحد سوى للفذ باسم يوسف، الذى سيكون أمامه تحدٍ كبيرٍ فى تقديم برنامجه فى الفترة القادمة بعد رحيل مرسى عن الحكم، فالموضوعات الساخرة التى كان يطرحها كان يعتمد فيها بصفة أساسية ورئيسية على خطابات الدكتور مرسى، باعتبارها مادة جاهزة للسخرية لا تحتاج لأى تدخل أو تعليق.

لكن رغم كل ذلك إلا الدكتور مرسى فعل الكثير الذى يشكر عليه!
فقد قام بتوحيد الشعب والشرطة، وربما لو مكثنا مئات السنين من أجل هذه المصالحة ما استطعنا فعل ذلك، لكن الاثنين توحدا على إسقاطه، وأزالت وزارة الداخلية الحواجز التى أمامها بعد أن خرج الضباط فى ثورة 30 يونيو ضد مرسى.

محمد مرسى أيضا أعاد القضاء إلى الشعب وحرره من سيطرة النظام الحاكم، وجعل القضاة فى الشوارع والميادين مع ملايين المصريين، وساهم فى جعل القوات المسلحة تتصدر المشهد وتستعيد هيبتها وتصبح المعبر الأول عن إرادة الشعب، وجعل الشعب يلتف حول الأزهر الشريف الذى استعاد نفسه ودوره.

لكن يجب الاعتراف بأن كل هذا لم يكن ليتحقق إلا بفضل غباء جماعة الإخوان، التى لولا غباءها الشديد ما أمكن إسقاطها فى ثلاثة أيام فقط.

ولولا صعود محمد مرسى إلى كرسى الحكم ما سقطت جماعة الإخوان بهذه السرعة، ولولا إصرار عاصرى الليمون على إعطائه الفرصة باعتباره ممثلاً لأحد الفصائل التى شاركت فى ثورة يناير ما قامت ثورة 30 يونيو بعد عامين ونصف فقط من ثورة يناير، ولولا غباء الإخوان ما توحد الشعب مع الجيش والشرطة والقضاء لإنهاء حكم الأهل والعشيرة.

لذلك نشكر الدكتور مرسى وإخوانه، ونشكر من سمح له بإلقاء خطابه الأخير من غرفة مغلقة داخل دار الحرس الجمهورى ليجعل الشعب أكثر إصراراً على رحيله، وليعرف المترددون عن النزول إلى الشوارع والميادين لإسقاطه أن هذا الرجل لا ينظر إلا لأهله وعشيرته، ولا يرى ملايين المصريين الذين خرجوا ضده يطالبونه بالرحيل.

ونشكر من كتب للدكتور مرسى الخطاب الأخير لأنه استخدم نفس مفردات مبارك فى خطابه الأخير، لنتأكد من أن رحيل مرسى أمر حتمى ومسألة وقت، مرسى أصر على أن يقول "أنا أو الفوضى" و"سأظل"، لكنه تجاوز المخلوع مبارك حين قال "حياتى ثمنا للشرعية".

مبارك رغم فساده وكثرة مساوئه، لكنه لم يتدن إلى هذا المستوى فى خطاباته الأخيرة، مثلما فعل مرسى الذى أعلن أنه إما أن يبقى رئيساً أو يحل "الدم" بديلاً.

لكن مثل هذه الخطابات هى التى تجعل الشعب أكثر إصراراً على إزاحة محمد مرسى خارج كرسى السلطة ليصبح أول رئيس مدنى مخلوع، لنسأل الآن فقط "لو القرد مات.. القرداتى هيشتغل أيه"!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة