عمرو وجدى يكتب: الجزاء من جنس العمل

الجمعة، 05 يوليو 2013 11:17 م
عمرو وجدى يكتب: الجزاء من جنس العمل التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشىء الوحيد الذى أعتقد أن أغلب الشعب المصرى موافق عليه ويكاد يكون هناك إجماع حوله أن شعبية الإخوان المسلمين - وبالتبعية شعبية الرئيس محمد مرسى - قد تراجعت تراجعا شديدا فى الشارع المصرى، وأكاد أجزم أنه حتى التيارات والأحزاب التى كانت مؤيدة لهم نفرت منهم حتى وإذا كان هذا غير واضح للعامة وللناس.

فقد ظهر الإخوان على حقيقتهم، وظهرت نواياهم السيئة فى التمكين والاستحواذ والسيطرة على كل شىء، وفى استبعاد كافة القوى الوطنية والأحزاب السياسية إلا بالطبع الموالية لهم والمتوافقة مع أفكارهم وتوجهاتهم.

وقد أثبت الرئيس محمد مرسى "الإخوانى" منذ توليه الحكم فى العام الماضى أنه ليس رئيساَ لكل المصريين، على عكس ما وعد به، بل هو رئيسا لأهله وجماعته وعشيرته، يعمل لأجلهم ولمصلحتهم فقط وليس لمصلحة الشعب المصرى الذين انتخبوه وفضلوه على المرشح الآخر الفريق أحمد شفيق حتى لا يعيدوا إنتاج نظام الرئيس السابق حسنى مبارك مرة أخرى، وأملاَ منهم فى تغير الأحوال إلى الأفضل، ولكن للأسف الشديد خاب ظن المصريين وتحطمت آمالهم على صخرة الإخوان المسلمين الذين أثبتوا خلال أقل من عام أنهم لا إخوان ولا مسلمين ولا يمتوا بصلة الى الإسلام الحنيف الوسطى المعتدل.

لقد ساءت أحوال معظم المصريين فى عهدك أيها الرئيس "المنتخب" ، وفشلت فى تنفيذ وعودك التى وعدت الشعب المصرى بها ، وتفاخرت بدستور مشوه تم كتابته فى عهدك لا يعبر عن المصريين بتاتاَ بالرغم من أنك وعدت عند اعلان فوزك برئاسة الجمهورية أنك سوف تعيد تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور حتى يأتى متوازناَ ويعبر عن جميع أطياف الشعب.

قمت أيضا بإصدار إعلان دستورى غريب لتحصين قراراتك، ولتعيين نائب عام ملاكى لك ولجماعتك بدون الرجوع للمجس الأعلى للقضاء، فى تحدى وتدخل صارخ فى القضاء المصرى لم يجرؤ أحد من الروؤساء المصريين السابقيين أن يفعل مثله من قبل.

لقد وقع العديد من انتهاكات حقوق الإنسان فى عهدك من تعذيب، واسكات لأصوات المعارضين، والتضييق على الصحف ووسائل الإعلام ، وقمع للإحتجاجات وقتل لمئات المصريين الأبرياء الذين لا ذنب لهم الا المطالبة بالحرية والديمقراطية والمساواة..أيضاَ زادت نسب البطالة والفقر والجهل فى المجتمع المصرى، وأصبح المواطن البسيط لا يجد قوت يومه وغير قادر على مواجهة أعباء الحياة اليومية.

قمت بزيارة أكثر من عشر دول أجنبية خلال سنة ، وتكلفت هذه الزيارات ملايين الجنيهات من خزينة الدولة ، بدون أى عائد يذكر لهذه الزيارات ، بل على العكس ذهبت الى معظم هذه الدول للإقتراض منها ومحاولة إقناع زعمائها بتسليف مصر ومساعدتها مالياً واقتصاديا وكأن مصر بكل ما تملكه من امكانيات وقدرات هائلة تحولت الى دولة متسولة و فقيرة.

قمت بتعيين رئيس وزراء – مع كامل الإحترام له – ضعيف وغير كفء وغير أهل لهذا المنصب الرفيع ، لم يقدر على التعامل مع الملفات المهمة كالإقتصاد والأمن والطاقة .. الخ، بل كان مجرد سكرتير لك ينفذ تعليماتك فقط ، وتحول مجلس الوزراء الى مجلس تنفيذى لك، بالإضافة الى تجاهلك لكل دعوات القوى والأحزاب السياسية – حتى من داخل حزب الحرية والعدالة الذى تنتمى اليه وكنت رئيسه فى يوم من الأيام – لتعيين شخصية وطنية مستقلة فى منصب رئيس الوزراء تمتلك من الكفاءة والمهارة والقدرة ما يؤلها لإنتشال مصر من عثرتها وأزماتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية.

لقد توفى واستشهد فى عهدك الكثير من خيرة رجال مصر وشبابها من ضباط الجيش و الشرطة الأوفياء لاسيما فى سيناء على أيدى جماعات إرهابية وجهادية مسلحة ، ولا نعرف حتى الآن من الذى قام بهذه الأعمال الخسيسة الحقيرة ، لقد كان الدم المصرى فى عهدك رخيصاَ للغاية ، ولو كان أحد من جماعتك أو عشيرتك هو الذى قتل فأنا أؤكد أنك وقتها لن تصمت وستتحرك سريعاَ للقبض على الجناة ، ولكن طالما أن الذى توفى لا ينتمى الى جماعتك فلا تهتم ولا تبالى!!

لقد قمت بتقسيم الشعب المصرى بقراراتك غير الحكيمة وغير المدروسة ، وبدلاَ من أن يكونوا على قلب رجل واحد ضد أعداء الوطن وضد أى مؤامرة تحاك ضده، أصبحت قلوبهم شتى ، وتحول الصراع بينهم الذى يفترض أنه سياسى بالأساس الى صراع دينى ، وظهر مؤيدوك ليكيلوا الإتهامات لمعارضوك بالكفر والإلحاد وكره الإسلام – والعياذ بالله – وكأن مصر قبلك كانت دولة كافرة وأهلها زنادقة، فمصر التى صدرت الإسلام للعالم كله لن ولم يجرؤ أحد على تكفيرها ولا شعبها أبداَ.

هذه نبذة بسيطة من ما قام به السيد محمد مرسى خلال سنة من حكمه أو أقل قليلاَ ، ولأن الجزاء من جنس العمل فكان حتماَ ولابد أن يثور عليه الشعب المصرى كما ثار على سلفه ، وسيثور على أى رئيس قادم يحسب نفسه فوق الشعب أو الملهم لهم ، أو يتصور نفسه كأنه فرعون جديد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة