واصلت الصحف السعودية فى افتتاحياتها اليوم التعليق على تطورات الأوضاع فى مصر، حيث أكدت أن ما حدث فى مصر سوف يؤثر على حركات الإسلام السياسى فى العالم العربى، وحملت جماعة الإخوان المسلمين مسئولية فشل أول تجربة لهم فى الحكم بسبب الأخطاء السياسية التى وقعوا فيها.
ولفتت صحيفة "الوطن" إلى أن عزل الرئيس محمد مرسى، ومن ورائه الإخوان المسلمين، لم ينعكس على مصر فقط، بل يتوقع مراقبون أنه سينعكس سلباً على الحركات الإسلامية فى المنطقة، بعد أن كانت المستفيدة الرئيسية من حركات "الربيع العربى" فى عدة دول إقليمية.
وبينت أن عدداً من قادة التنظيمات الإسلامية أعربوا عن انزعاجهم ورفضهم لما سموه "الانقلاب العسكرى"، الذى تم من خلاله إزاحة الإخوان المسلمين عن السلطة فى مصر، وأكدوا أن محمد مرسى لم يحصل على فرصة كافية للعمل، كما أن السنة التى قضاها فى الحكم تميزت بخروج عدد قياسى من المظاهرات والاحتجاجات التى أثرت سلبا على الاقتصاد المصرى.
وأشارت إلى أن أحداث مصر الأخيرة لا تعنى رفض المصريين للتوجهات الإسلامية عامة، فالمصريون مسلمون محافظون وهم من جاء بالإخوان إلى الحكم، لكنهم انتفضوا للاحتجاج على أداء حكومة الرئيس مرسى، وليس على ما يمثله من توجه إسلامى.
فيما رأت صحيفة "الشرق" أن حقبة الإسلام السياسى فى الحكم انتهت قبل أن تبدأ، عامٌ واحد من حكم الإخوان المسلمين فى مصر كان كفيلاً بوأد التجربة، وأن أخطاءٌ وعثرات ساهمت فى عزل الدكتور محمد مرسى بقرارٍ من الجيش المصرى، ويعد زلزالا سياسيا بكل معنى الكلمة، تبعاته وصلت إلى معظم العواصم العربية وبالتحديد عواصم الربيع العربي.
وقالت: حينما اندلعت ثورات الربيع بدا الإخوان فى صدارة المشهد السياسى بحكم التجربة والتنظيم، كان من الطبيعى أن يصلوا إلى السلطة قبل غيرهم، إلا أن أداءهم لم يكن مريحاً لا لجمهورهم ولا لمعارضيهم، علاقاتهم بالداخل والخارج جاءت سلبية، خلقوا لأنفسهم أكثر من عدو، وباتوا هدفاً للحراكات الشبابية ما عجّل فى سقوطهم فى زمنٍ قياسى.
وأوضحت صحيفة "الرياض"، أن الإخوان المسلمين جزء من النسيج الوطنى، وبالتالى فإن عودتهم كمواطنين منفتحين على الواقع الجديد يضيف بعداً لقوة مصر، وهو ما نراه ويراه العالم أمراً ضرورياً لتخطى صعاب المستقبل وتحدياته.
ورأت أن من فسر الحدث بانقلاب عسكرى يعاكس الواقع، فالانقلابات التى عرفها الوطن العربى منذ الأربعينات فى القرن الماضى لم تكن فى مصر، لأن المشهد العام جاء بحضور عام فى الشوارع، بل أثبتت القوات المصرية أنها حارس الأمن الوطنى عندما يستدعيها الظرف الحاد والحساس.
وأشارت صحيفة "المدينة" إلى أن المرحلة القادمة فى مصر مرحلة جهد وعمل وتضافر قومى لشتى القوى السياسية المعارضة، للعمل تحت راية واحدة، تنفيذًا لما قاله بيان الجيش، حتى تعبر مصر الأزمة وترسم بنفسها ملامح مستقبلها.
ولفتت صحيفة "البلاد" إلى أن مصر تدخل مرحلة مهمة بخارطة جديدة لرسم معالم المستقبل أكثر أملا فى الاستقرار والبناء، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات عجاف على كافة الأصعدة منذ أحداث يناير.
وأوضحت أن الجيش وضع حداً لمرحلة هى الأصعب والأكثر خطراً فى تاريخ مصر المعاصر، وإن ما يحسب للتوجهات الجديدة التعقل والحكمة وإعلان أسس مهمة للاستقرار المجتمعى، بتأكيد الحرص على المصالحة وعدم الإقصاء وتجنب الانتقام، وتصحيح الأخطاء بخطوات دستورية وسياسية متزنة لا تضع العربة أمام الحصان من اجل مصالح فريق على حساب آخر.
ودعت الجميع فى مصر إلى وحدة الصف والصفح، والتمسك بالآمال والتطلعات ونبذ الفرقة، والانتباه لتحديات جسام، وإعادة المسار الصحيح فى العلاقات مع الأمة التى بدورها تحدوها التطلعات المخلصة لاستقرار مصر ونموها واستعادة دورها، وتسير سفينتها بأمان فى مشوار طويل مليء بالتحديات.
وأعربت صحيفة "اليوم" عن اعتقادها أن تدخل القوات المسلحة المصرية أحدث ارتياحاً واضحاً لدى جموع الملايين من الشعب المصرى التى كانت تملأ ميادين المدن المصرية، كما أحدث ارتياحاً أيضا فى عواصم عربية عديدة وبالذات فى المملكة العربية السعودية.
صحف سعودية: فشل تجربة حكم للإخوان ستؤثر سلباً على حركات الإسلامى السياسى
الجمعة، 05 يوليو 2013 11:22 ص