د. رضا عبد السلام

سقوط الإخوان لا يعنى عودة النظام البائد!!

الجمعة، 05 يوليو 2013 09:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يستطيع عاقل أن يدعى بأن خروج تلك الملايين الحاشدة فى مختلف ميادين مصر واحتفالها الرهيب وغير المسبوق بإزاحة الدكتور محمد مرسى أتى تحت تأثير من يسموا.

نعم.. لا أستطيع أن أنكر وجودهم أو سعيهم لتحريك البعض، ولكن أن يتحرك الشعب كله هكذا ونقول بأن هذا من فعل الفلول فنحن بهذا المنطق نضحك على أنفسنا.

لقد عانى الشعب كثيراً من الأخطاء المتكررة خلال العام المنقضى بل منذ قيام الثورة. وقد أخطأ الإخوان أخطاءً فادحة وعلى رأسها اندفاعهم لشيل الشيلة والمركب شبه غارقة والعواصف شديدة فسقطوا سريعاً. وهم بوضعهم هذا انطبق عليهم قول "من استعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه".

للأسف هم جنوا على أنفسهم وللأسف أيضاً هم لايعترفون بخطأ وإذا ما حاورت أحدهم لا يمكنك أن تصل معه إلى شىء، فهو غير مؤهل للأخذ والرد.

للأسف هذه حقيقة أدركها كل من تحاور مع إخوانى ولا يراها الإخوان أنفسهم. لا يمكننى أن أدعى أنهم سيئون، ففيهم صفات طيبة للغاية حيث التعاون والود وحب عمل الخير، وتاريخهم فيه الطيب وغير الطيب شأنهم شأن باقى خلق الله. ولكن كانت المحصلة غير طيبة بسبب سوء الإدارة والفشل فى احتواء الجميع بل واستعداء الجميع. فأنى لقائد أن ينجح وهو يستعدى كل من حوله!!

الآن، الإخوان خارج السلطة، وها هو كرسى السلطة ينتظر من سيجلس عليه. بالطبع عاش الجميع فرحة عارمة بسقوط الإخوان وعلى رأس الفرحين بقايا مبارك ومن طبلوا وهللوا له بل وبذلوا كل ما لديهم لتعجيز الإخوان وإسقاطهم اعتقاداً منهم بأنهم بإسقاطهم للإخوان أنهم سيستعيدوا دولتهم الفاسدة!! هؤلاء أيضاً لم يعوا الدرس جيداً ففى كل يوم يقدم شعب مصر البسيط درساً للعالم، ولكن بقايا نظام مبارك وآلتهم الإعلامية الفاسدة يعتقدون بأنهم قادرون عليها وأنهم باستطاعتهم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

هنا أقول لثوار مصر ولمن تبقى من الشرفاء من النخب السياسية، ليس معنى نزول الإخوان ركوب عصابات مبارك، آن الآون لأن يتوب الله علينا وأن نبنى هذا البلد على نظافة، وهذا لن يحدث إلا إذا احتوينا الشرفاء جميعاً. لا ينبغى أن نستثنى أحداً ولكن فى نفس الوقت ينبغى أن نكون بالمرصاد لكل من يحاول إعادتنا إلى الوراء. على هؤلاء الذين امتهنوا الفساد أن يكونوا على استعداد للتغيير لينصهروا معنا لنعمل جميعاً من أجل بناء هذا الوطن المعلم للعالم.

آن الآون لأن نتخلى عن كل الممارسات والأوصاف التى رددناها خلال العامين الماضيين مثل فلول وعسكر وعلمان وسنى وشيعى وليبرالى ومسلم ومسيحى. كلنا مصريون نعشق هذا البلد. وحتى يتحقق هذا يتوجب علينا أن نئد كل أصوات الفتنة. تم إغلاق الكثير من الفضائيات الدينية لأن الكثير منها كن يبث تصريحات وأشياء تثير الفتنة، ولكن ماذا عن الفضائيات الأخرى التى أسميتها بفضائيات الدمار الشامل، ففيها مذيعون يجدون أنفسهم ومجدهم فى آبار الكراهية والضغناء، ليس لهم من هم سوى التأليب. من واجب مؤسسات الدولة التحرك باتجاه هؤلاء حتى نشعر بعدالة مساعينا.

الإخوان والسلفيون وغيرهم جزء ومكون رئيس من مكونات هذا الشعب العظيم ولا يمكن لأحد أن يطلب إقصائهم. هم اجتهدوا ولم يحالفهم التوفيق، وليس معنى هذا إقصائهم ولكن محاسبة من يقصر منهم فى حق هذا الوطن، شأنهم فى ذلك شأن غيرهم دون زيادة أو نقصان.

إذاً المطلوب هو تقوية الجبهة الداخلية، وهذا لن يتحقق إلا إذا فعلنا ما فعله نيلسون مانديلا فى جنوب أفريقيا، وهو غير مسلم وفعل ما لم نفعله نحن المسلمون. لابد أن يحتوى كل من للآخر، وبالتالى فإن الأفعال المشينة وغير المسئولة والمجرمة التى يمارسها بعض الجهلاء مع أشقائنا من السلفيين ونسائهم والمنقبات...الخ، كل تلك الممارسات ستجعلنا ندور فى دائرة مفرغة من الانتقام ولن تقوم لنا قائمة. آن الآوان لأن نسكت أصوات الفتنة والوقيعة والجهل.

وعلى المستوى الدولى، أن الآوان لأن نصحح علاقاتنا مع أشقائنا العرب أولاً ومع باقى دول العالم ثانياً حتى نتفرغ لحسم قضايانا الاستراتيجية كسد النهضة وغيره.

سبق وأن قلت بأننا حالم بمستقبل عظيم لهذا البلد وهذا الشعب العظيم. فمصر عندى تشبه الفرس الجميل، الذى سقط فى بئر راكد، وسرعان ما خرج منه، ولكنه خرج محملاً بالطين والمخلفات، التى سينفضها جميعاً، ليعود له رونقه وجماله وبهاه. فأسأل المولى عز وجل أن يمكن لهذا البلد وأن يجنبنا الفتن ودعاة الفتنة وأن يرزقنا الألفة والمودة إنه ولى ذلك والقادر عليه.

• أستاذ بحقوق المنصورة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة