حسن زايد يكتب: مصر عادت شمسك الذهب

الجمعة، 05 يوليو 2013 03:36 م
حسن زايد يكتب: مصر عادت شمسك الذهب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادت مصر إلى أحضان أبناءها بعد اختطافها فى غفلة من الزمن، عادت فعادت شمسها الذهب بعد أن عاشت العتمة أسيرة لقراصنة الفتنة، هب شبابها فى 25 يناير كى يضعوها على قضبان المدنية الحديثة لتعيش عصرها بقيم الإسلام والمسيحية، ودون أن تتخلى عن منظومة الأخلاق المشتركة بين الدينين العظيمين، بكينا الورد الذى تفتح فى "جناين" مصر حين ضاعت دمائهم قطرة قطرة على يد من تصدر مشهد السلطة، وصم آذاننا أنين الجرحى الذين تدافعتهم أبواب محدثى السلطة، وكأنهم يشبعون شهوات التشفى من أبناء هذا الوطن العظيم.
ثم توالت الأيام، وتوالت معها الأحداث، ومع كل حدث يسقط الشهداء والجرحى دون أن ينضب معين مصر، أو يصيبها العقم، وفى كل مرة يرفع أبناء الوطن صور من رحل من أبنائه مضحياً بدمه الذى يمثل الزيت الذى تزود به مصابيح النور حتى تشع وسط دياجير الظلام، فيعرف الوطن مواضع الأقدام، حاولوا تزييف الوعى، وتزييف التاريخ، وطمس حقائق الواقع، بالكذب والتضليل باسم الدين، شوهوا بأقذر أساليب الاغتيالات الأدبية والمعنوية كل رموز الوطن، فانهارت منظومة القيم داخل النفوس، وسادت قيم الانتهازية والنصب فى زمن قياسى غير مسبوق.

مارسوا الفجر فى الخصومة إلى أقصى مدى مع الجميع، بما فى ذلك رفقاء الثورة وشبابها، مارسوا أبشع أساليب التصفية الجسدية للنشطاء والخصوم، حتى خصومة الفكر والرأى، بل جرى اغتيال من انتخب رئيسهم وصوت له، استهانوا بتاريخ مصر فسعوا إلى بيع آثارها، واستهانوا بالجغرافيا فكانوا على وشك التنازل عن حلايب وشلاتين، والتنازل عن سيناء لصالح اليهود بحل مشكلة الوطن البديل للفلسطينيين، لقد غابت مصر عن أهلها فى وجودهم، وضيعوها منهم ـ أو توهموا ذلك ــ حتى يسهل اقتناصها وتقزيمها بجعلها إحدى الولايات التابعة لمرشدهم شاء من شاء، وأبى من أبى.

اختطفت مصر تحت تهديد السلاح من أهلها الذين يعرفون معنى الوطن، بعد أن تم تثبيتهم على طريقة قطاع الطرق، وبالقطع فقد فعلوا كل شىء مباح وغير مباح من أجل إخراس الوطن، كبلوه بدستور صنع بليل، وصنعوا شرعية وهمية له، ولمجلس شورى منبت الصلة بالشرعية والتشريع، ورئيس ظن أنه قد ملك مفاتيح الوطن، وقد أبيحت له حرماته ومقدساته، وزين له حاملو المباخر أنه مؤيد من قبل السماء، من أول من رأى الثمان حمامات، مروراً برؤية تقديم الرسول له فى الصلاة، وانتهاء برؤية جبريل عليه السلام فى تجمع رابعة العدوية، والشعب يرى منه كذباً بواحاً ليلا نهارا.

وفى لحظة فارقة فى تاريخ الوطن، وجرياً على عهد مصر بأبناءها، وبعد أن ظن من توسد لهم الأمر أن الأرض قد أخذت زخرفها وازينت وظنوا أنهم قادرون عليها ، وأن مصر قد عقمت من بعدهم، وأن الموجود من أبناءها قد عدم كل وسيلة للخلاص، واطمئنوا لذلك خرج شبابها بالسلاح الفتاك الذى أصابهم فى مقتل من حيث لم يحتسبوا، ورقة بسيطة يوقع عليها المواطن بكامل إرادته ووعيه ودون تأثير مادى أو معنوى، يطلب فيها طلباً واحداً، انتخابات رئاسية مبكرة. ومعظم النار من مستصغر الشرر.

وانطلقت الشرارة فى ربوع مصر كانطلاق النار فى الهشيم، شباب تعرض لكافة صور العنت والتضييق والتشويه والمطاردة والاغتيال المعنوى، وهم شباب أطهار لم يكن لهم غرض سوى استرداد الوطن، فكه من الأسر، من العتمة والظلام ونعيق البوم وحفيف أجنحة خفافيش الظلام، وكان لهم ما أرادوا.

ونزع الله الملك من أدعياء الدين وتجاره حتى تعود مصر إلى أحضان أبناءها الذين يموتون فيها عشقاً وهياماً، واليوم يعزفون لها وبها أشجى وأعزب الألحان، وهم يغنون مع الصوت الفيروزى العبقرى "مصر عادت شمسك الذهب".














مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد معدى

الله عليك

ألله عليكى ي مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة