تمثال عمر مكرم نقيب الأشراف كان شاهد العيان الذى يستقبل الشهداء فى مراسم وداعهم وهم فى طريقهم إلى مقاعد الصدق عند المليك المقتدر، وعلى بعد خطوات وفى الجهة الأخرى من الميدان كان يقف البطل الشهيد عبد المنعم رياض شامخا كما كان على جبهة القتال فى حرب الاستنزاف.
فيما كان مشهد اسود قصر النيل الأربعة التى تقف حارسة للشعب ومحفزة للثوار يستمدون منها قوة خفية، كانت الأسود تكاد تهتف وتنطق وهى ترفع أعلام مصر، وتكاد تقفز من على قواعدها إلى ميدان التحرير، وعلى بعد خطوات من الأسود الأربعة يقف تمثال سعد زغلول أمام دار الأوبرا المصرية , يكاد يعتذر للشعب المصرى قائلا "فيه فايدة" طالما أن هذه الروح موجودة رغم كل ما يحدث لابد أن يكون "فيه فايدة" وشهد تمثال طلعت حرب فى وسط المدينة مئات المسيرات القادمة من جوف القاهرة ومئات الاجتماعات للثوار يرسمون أحلامهم لصورة مصر الجديدة التى يتمنونها.
ربما هذا الحضور القوى للتماثيل كان هو السبب فيما تعرض له بعضها من اعتداءات , فالذين يخشون منها حاولوا قطع رأس طه حسين فى المنيا , وحاولوا أن ينقبوا تمثال أم كلثوم فى المنصورة، لكنهم رحلوا ولم ترتدِ أم كلثوم النقاب ولم يسمح لهم المصريين بقطع رقبة طه حسين وبقيت التماثيل تحرس مصر بنور أفكارها التى لا تموت.



