ظهرت منذ شهر تقريبا حملة "تمرد"، كانت الفكرة باختصار شديد تمرد على النظام المتمثل فى جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وممثلهم فى الرئاسة، الدكتور محمد مرسى.
نجحت حملة تمرد فيما كانت تهدف إليه من جمع توقيعات المواطنين فجمعت أكثر من 22 مليون استمارة خلال شهر تقريبا، بجانب نزول ما يقرب من 20 مليون مصرى إلى الميادين والشوارع وظهور فجر الثورة فى عدد من المدن فى اعتقادى لم يظهر ثوارها منذ ثورة 1919.
لكن الحقيقة أن استمارة تمرد لم يعلم أعضاؤها أنها ستكون بمثابة تمرد على ثقافات وعادات كثيرة جدا وموروثة عند المصريين، وكأن الشعب وهو يوقع على الاستمارة إنما يريد خلع نظام فاشل سكن بين ضلوعه وكأن الأخونة تسكن بين مفاصله وليس مفاصل الدولة.
الشعب تمرد على الطبقية فشهد يوم الـ30 يونيو ثورة الشعب المصرى يقف فيها طبقات الشعب المختلفة وكأنهم ألوان طيف لعلم مصر ظهر بعد غيوم وأمطار، من المرات القليلة إلى يظهر فيها طبقات الفقراء بجوار الطبقات الأرستقراطية والرأس مالية، ظهر تلاحم بين أطياف الشعب غير مسبوق، حينما كنت أهتف لم يسألنى من بجوارى عن عمل أبى وعنوانى ودينى وآرائى، أعتقد أن الشعب أظهر تمرد على "الباشوية" فى 2013 أكثر مما أظهرها فى 1952.
الشعب تمرد على موروثات قديمة زائفة، رأيت فئة من الشعب حبستها الأنظمة السابقة فى بيوتهم، أغرقهم النظام فى الفتن والتفريق، اليوم يقفون فى الشوارع ويعلو هتافاتهم بتحيا مصر، اليوم عادوا نسيج فى الوطن، اليوم استبدلنا شعار "مسلم ومسيحى أيد واحدة"، بهتاف "مصرى ومصرى أيد واحدة"، اليوم ظهروا أصحاب الطرق الصوفية ليعبروا عن رأيهم ويؤكدوا على وطنيتهم.
اليوم تمرد الثوار وخرجوا مع "حزب الكنبة" ويتلاحم الثوار مع الطبقات التى من المفترض أن قامت الثورة لأجلهم، وبالطبع تمرد "حزب الكنبة" على سلبيتهم ليظهروا بالأعلام فى الشوارع.
اليوم تمرد الشعب على عبارة "المصلحة الخاصة فوق المصلحة العامة"، التى أفسدت أخلاقه لسنوات، الكل نزل بعلم مصر فقط، لا يوجد أعلام تظهر انتماء لكيان، ظهر للمرة الأولى اتفاقات وتربيطات بين الأحزاب عجزنا عن فعلها لسنوات.
اعتبر ما حدث للشعب المصرى والصورة التى ظهر بها يوم30-6 كان كفيلا بنجاح حملة تمرد ونجاح ثورة 25 يناير.
"فإذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر"..
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. عمر العقاد
الغربان أسقطوا الخرفان
من سيء إلى أسوأ ...