شاركت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، فى الجزء الرفيع المستوى من الدورة الموضوعية للمجلس الاقتصادى والاجتماعى التابع للأمم المتحدة الذى عُقِد هذا العام تحت عنوان "العلوم والتكنولوجيا والابتكار وإمكانات الثقافة من أجل تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية".
وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة الدورة موجّها رسالة هامة مفادها أنّ " العلوم والتكنولوجيا والثقافة تشكل عناصر أساسية من أى خطة إنمائية لفترة ما بعد عام 2015".
وسلّطت المديرة العامة الضوء، فى كلمتها الرئيسية، على أهمية تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية لنحافظ على مصداقيتنا لدى وضع خطة جديدة وأعلنت "أننا نلتقى عند مفترق طرق – إذ لم يعد يبقى سوى عامين ونصف قبل انتهاء المهلة المحددة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية".
وتابعت المديرة العامة مشدّدة على دور الإبداع والثقافة فى تسريع عملية الابتكار فقالت: "لا يمكن فصل عملية دعم الابتكار عن تعزيز الثقافة والتنوع الثقافى. وما من ابتكار ممكن من دون بيئة ثقافية ناشطة".
وفى إطار الجزء الرفيع المستوى من دورة المجلس الاقتصادى والاجتماعى، ترأسّت المديرة العامة اجتماع مائدة مستديرة وزارى نظمته اليونسكو بشأن "الثقافة والابتكار فى الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015" بتاريخ 2 تموز/يوليو*. وضمّ الاجتماع وزراء الثقافة والعلوم والتكنولوجيا، والممثلين الدائمين للدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، ووكالات الأمم المتحدة بما فى ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، والبنك الدولى، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، والمجتمع المدنى.
ودعت المديرة العامة إلى دعم الوزراء فى وضع "مراجع واضحة لإعداد استراتيجيات تُسخِّر إمكانات الإبداع والصناعات الثقافية – بوصفها قوة موجِّهة للتنمية المستدامة، ومصدرا للهوية والابتكار، وقوة للاندماج الاجتماعى والقضاء على الفقر". وشدّدت السيدة بوكوفا أيضا على الحاجة إلى "أن تزدهر عوامل أساسية جديدة فى إطار الاقتصاديات الابداعية المحلية وتفضى إلى تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة"، وأضافت أنّ هذه العوامل ستُدرج فى النسخة الخاصة القادمة من التقرير العالمى بشأن الاقتصاد الإبداعى الذى ستنشره اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى أيلول/ سبتمبر 2013.
وخلال المناقشات، قام المشاركون بتوفير أمثلة تُبرِز كيف أنّ الصناعات الإبداعية تعزّز التجارة، وتوفّر فرص العمل، وبخاصة للشباب، وتشكّل محفّزا للإندماج الاجتماعى ومحرّكا "للاقتصاد الجديد" المرتكز أيضا على التكنولوجيا والابتكار، وكيف أنّ الاستثمار فى الإبداع يمكن أن يحوّل المجتمعات، وبينى الاستقرار والسلام، ويشكل بالتالى استثمارا فى التنمية المستدامة الشاملة. ودعا المشاركون أيضا إلى زيادة الشراكات فى إطار المبادرات الإنمائية التى تشمل جهات فاعلة من المجتمع المدنى والقطاع الخاص، وإلى زيادة وتعزيز نوعية البيانات والمؤشرات التى تعكس تأثير الثقافة فى التنمية المستدامة.
وإذ أشارت معالى السيدة ماريا تيكسيرا، وزيرة العلوم والتكنولوجيا فى أنغولا إلى الوضع الراهن فى بلدها، قالت إنّ "شبابنا يتعلّمون بعد ثلاثين عاما من الحرب الأهلية احترام العدد الكبير من الثقافات المتوفرة فى أنغولا- لبناء السلام والمضى قدما كشعب واحد".
ومن جهتها، شدّدت معالى الدكتورة رولا دشتى، وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية فى الكويت، على أنّ "الإندماج الاجتماعى والابتكار ضروريان للتنمية المستدامة ويعتمدان على الثقافة". وقالت إنّه "يتعين ألا تُعدّ الثقافة مسألة خارجة عن نطاق الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015– بل عليها أن تشكل دعامة من دعائم هذه الخطة".
وخلال مناقشة صناعة الأفلام الضخمة فى نيجيريا بوصفها قوة توظيف وقوة اقتصادية، وأداة للإندماج الاجتماعى، ووسيلة لنشر المرسلات المتصلة بالصحة والتعليم، شدّدت الدكتورة بريشوس ك. غبينيول، المساعدة الخاصة الأقدم لرئيس نيجيريا بشأن الأهداف الإنمائية للألفية، على أنّه "لا يمكننا التقليل من شأن الثقافة إذا أردنا أن نحقق الأهداف الإنمائية للألفية، ويتعين إدراجها فى الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015".
ولخّص محمود محيى الدين، المبعوث الخاص لرئيس البنك الدولى حول الأهداف الإنمائية للألفية والتنمية المالية المسألة قائلا إنّ "الثقافة والتربية والتكنولوجيا تشكل معا عوامل ممكِّنة تشمل الجميع من دون استثناء".
وفى خلال اللقاء الجانبى الذى نظمّه كلّ من اليونسكو، والمنظمة الأوروبية للبحوث النووية، والاتحاد الدولى للاتصال، والاتحاد الدولى للخريجات الجامعيات، بشأن دور المرأة فى العلوم، شددت المديرة العامة فى كلمتها الرئيسية على الدور الحيوى الذى تضطلع به النساء فى تقدم العلوم وعلى الحاجة إلى النساء فى العلوم فى عصر جديد يتسم بالقيود – من حيث الموارد وحدود كوكبنا. وأعلنت أنّه "علينا إطلاق الطاقات الإبداعية الكاملة، وإيجاد حلول جديدة تكون شاملة وعادلة ومستدامة. ولهذا السبب فإنّ تحقيق المساواة بين الجنسين أمر أساسي".
وشاركت المديرة العامة أيضا فى إطلاق مؤشر الابتكار العالمى الذى أسهمت اليونسكو فيه إسهاما كبيرا بوصفها عضوا فى المجلس الاستشارى.
وأخيرا، انتهزت السيدة بوكوفا هذه الزيارة لعقد اجتماعات ثنائية الأطراف مع الرؤساء التنفيذيين لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة فى جينيف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة