الصحف الأمريكية: سعادة العرب بالإطاحة بمرسى تؤكد فشله فى كسب أصدقاء فى الخارج، اعتقال قيادات الإخوان يعمق مأزق أوباما، سناتور أمريكى: مستقبل مصر تحدده القاهرة وليس واشنطن
الجمعة، 05 يوليو 2013 01:20 م
إعداد ريم عبد الحميد وفاتن خليل
نيويورك تايمز: حملات القمع ضد الإخوان المسلمين تعد إرهاصا على عودة الدولة العميقة والدولة البوليسية
قالت الصحيفة، إن فلول الحكومة المصرية السابقة استعادت قوتها يوم الخميس، بعد ساعات من خلع الجيش لأول رئيس مصرى منتخب، وذلك من خلال حملة القمع التى أسفرت عن اعتقال عدد من أعضاء الإخوان المسلمين وإغلاق قنواتهم وإعادة المسئولين السابقين لمناصب قيادية.
وأضافت الصحيفة، أن تلك الإجراءات أعطت الإشارات الأولى لما سيكون عليه النظام السياسى الجديد فى مصر بعد خلع نظام محمد مرسى، مشيرة إلى أن تلك الإجراءات القمعية السريعة أغضبت جماعة الإخوان ومؤيدى الرئيس محمد مرسى الذين دعوا للتظاهر اليوم الجمعة وهو ما يمكن أن يمثل اختبارا حاسما بالنسبة لمزاعم الحكومة المؤقتة المتعلقة بأنها تتعامل مع جميع قطاعات المجتمع المصرى على حد سواء.
وأشارت الصحيفة إلى أن تغيير السلطة بالقوة يوم الخميس فاقم الانقسامات المجتمعية بين الإخوان المسلمين والجهاز الأمنى الذى أسسه حسنى مبارك، إذ احتجزت قوات الأمن الرئيس مرسى، وبدأت حملة اعتقالات لمئات من الإخوان المسلمين، وهو ما علق عليه إبراهيم العريان، ابن القيادى بجماعة الإخوان المسملين، عصام العريان قائلا: "ما نوع المصالحة الوطنية التى تبدأ باعتقال الناس، إن ما يحدث هو إقصاء تام".
وأضافت الصحيفة، أن العديد من التغيرات السياسية المهمة كانت تعكس عودة "الدولة العميقة" وهو المصطلح المستخدم لوصف القطاعات النافذة فى حكومة مبارك والتى ما زالت فى مواقعها رغم خلعه، وكانت هذه الأجهزة التابعة للدولة تعرب دائما عن عدم ثقتها فى مرسى وجماعة الإخوان المسلمين رغم انتصاراتهم الواضحة فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مرسى لم يتمكن من السيطرة على الجيش والأجهزة الأمنية أو القضاء أو الجهاز البيروقرواطى للدولة، كما أنه لم يتمكن أبدا تفكيك شبكة مؤيدى مبارك وحزبه الوطنى والتى تم تكوينها خلال 30 سنة، فيقول عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "كيف يمكن أن تصف المشهد عندما تخرج قوات الشرطة والأجهزة الأمنية والأعضاء السابقين فى الحزب الوطنى ووسائل الإعلام لإسقاط النظام؟ هل هذه ثورة؟".
وفى خطاب توليه الحكم، أعلن المستشار عدلى منصور كذلك جبهة الإنقاذ عن رغبتهم فى المصالحة مع الإسلاميين، ومع ذلك فقبل مرور 24 ساعة على توليه الحكم، قامت النيابة باستدعاء على الأقل 200 إسلاميا معظمهم من جماعة الإخوان المسلمين بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين، وهو ما أعاد إلى أذهان الإسلاميين عودة الدولة البوليسية، فيقول جهاد الحداد: "لقد عادت الدولة البوليسية، وكافة الوجوه التى كانت قد اختفت خلال نظام مبارك عادت كمحللين سياسيين"، وأضاف أن عودة التيار الكهربائى وتراجع أزمة البنزين يثبت أنها كانت مفتعلة لتعزيز السخط الجماهيرى.
واشنطن بوست: سعادة العرب بالإطاحة بمرسى تؤكد فشله فى كسب أصدقاء فى الخارج
قالت الصحيفة، إن القادة العرب من السعودية وحتى سوريا سعداء بالإطاحة بالرئيس محمد مرسى، وسارعوا أمس الخميس إلى تهنئة مصر للإطاحة برئيسها الإخوانى، فيما يمثل لحظة نادرة من الوحدة فى منطقة منقسمة ولا تزال غير ديمقراطية إلى حد كبير.
ورأت الصحيفة، أن الاستجابة السعيدة ردا على إطاحة الجيش بمرسى تؤكد مدى فشل الأخير فى كسب حلفاء فى الخارج، مثلما فشل فى أن يفعل فى الداخل، وقام بتنفير أصدقاء مصر التقليدين، وأعدائها أيضا على حد السواء بعد أن انتهج سياسة خارجية غير منظمة.
كما أنه يذكّر أيضا بأن أغلب قادة الشرق الأوسط لا يزالوا غير منتخبين رغم الاضطرابات فى عام 2011 التى خلقت ديمقراطيات جديدة فى ثلاث دول عربية. وفى اغلب الدول العربية لا يزال الحكم فى يد حكام مستبدين ويمثل الإخوان المسلمين التحدى الأقوى أمامهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الملكيات السنية فى المنطقى لم تحاول إخفاء ارتياحها للإطاحة بمرسى. وأثنت السعودية التى طالما كان لديها علاقات تاريخية مع مصر، ولكن ليس مرسى، بحكمة واعتدال الجيش المصرى من أجل تحركه للإطاحة به.
ورصدت الصحيفة ردود الفعل فى السعودية والأردن والإمارات، وقالت إن حتى قطر، التى أغضبت جيرانها ببناء علاقات مع الإخوان فى المنطقة، قدمت تهانى حارة للجيش المصرى فيما يعد قطيعة مع الماضى من قبل أميرها الجديد الشيخ تميم بين حمد الذى تنازل له والده عن الحكم قبل أسبوعين فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن تونس الوحيدة التى اعتبرت ما حدث فى مصر انقلابا صارخا، نظرا لأن حركة لنهضة الإسلامية هى من يتولى الحكم فيها، وخارج العالم العربى حذرت تركيا من الآثار المترتبة لذلك على مستقبل الديمقراطية فى مصر.
وتوضح واشنطن بوست، أن مبعث الراحة فى كل مكان كان أساسه القلق من التحدى الذى يمثله جماعات الإخوان المسلمين فى تلك الدول. إلا أن مرسى لم يكسب أصدقاء كثيرين فى الخارج بسبب سياسته الخارجية التى تعرجت بين محاولة لتعديل العلاقات المتوترة تاريخيا لمصر مع إيران، إلى تأييد الجهاد ضد الشيعة "الكفار" فى سوريا.
كاتب أمريكى: الإخوان قد يعودوا إلى السلطة مثلما عاد شافيز عام 2002
قال الكاتب جاكسون ديل فى مقاله بالصحيفة، إن المصريين ربما يقولون إنهم شهدوا شيئا فريدا يتعلق بانقلاب عسكرى مدعوم بسلطة شعبية، إلا أن العالم قد شهد الكثير من هذه الانقلابات فى الخمسين عاما الماضية، من بيونس إيرس إلى بانكوك، توسلت الحشود لجيوشها للإطاحة بحكومة مدنية منتخبة، وهتفوا لهم عندما استجابوا. غير أن النتائج، وبدون استثناء، كانت غير مرضية: عنف إن لم يكن هناك حرب أهلية، وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وصراعات سياسية استمرت لعقود. كما أن من تمت الإطاحةبهم من السلطة عادوا إليها بعد فترة قصيرة أو طويلة.
ويشير ديل إلى أن الشخصية الإسلامية لرئيس مصر المطاح به لا يجب أن تكون عائقا أمام طريقة تشبيه مصر بالأرجنتين وفزويلا وتركيا وتايلاند والدول النامية الأخرى التى أتت بالانتخابات الحرة فيها بعد عقود من الاستبداد بنخبة جديدة. ويمثل الحكام الجدد مجموعو كانت فقيرة ومحرومة وقروية لا تتشارك نفس القيم الثقافية للطبقات الوسطى والعليا فى العاصمة.
وبمجرد وصول هؤلاء للحكم، فعلوا تقريبا نفس ما يتجاوز فيه المسئولون المبتدئون، فخاضوا معركة مع المؤسسة القديمة فى البيروقراطية والإعلام والقضاء، وكتبوا دساتير تحاول أن تصب فى مصلحتهم الانتخابية، وانتهكوا الحريات المدنية وأساءوا إدارة الاقتصاد بتبنى إجراءت شعبية تلبى احتياجات قواعدهم الشعبية. وفى هذا السياق، لا تخلق حكومة مرسى كثيرا عن حكومة بيرون فى الأرجنتين أو هوجو شافيز فى فنويلا أو شينواترا فى تايلاند، أو سلفادور الليندى فى شيلى. لكنه على العكس منهم، لم يؤسس ميليشيات أو فرق موت. ورغم فشل حكومته فى التواق مع المعارضين وسعيها لتركيز قوتها، فإنه لم يقم بمحاولات كبيرة لفرض الأيدولوجية الإسلامية ولم يسع إلى تغير مسار اقتصاد مصر على مسار الرأسمالية.
وينتقد الكاتب المؤيدين للانقلابات العسكرية، وقال إنهم يتصورن خطأ أن الجيش يكون لديه نفس أجندتهم، وإمكانية إلغاء معارضيهم سياسيا برغم انتصاراتهم السياسية، وكلاهما غير صحيح.
وأشار ديل إلى أن أسوأ سيناريو يمكن أن تشهده مصر هو تكرار لما شهدته الجزائر فى التسعينيات من عودة الإسلاميين إلى العنف، والسيناريو الأقل احتمالا ولكنه يظل ممكنا هو أن يجمع الإخوان ما يكفى من دعم لعودتهم إلى السلطة مثلما فعل شافيز عام 2002.
اعتقال قيادات الإخوان يعمق مأزق أوباما بعد موافقته ضمنيا على الإطاحة بمرسى
انتقدت الصحيفة اعتقال قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى مصر بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسى من الحكم، وقالت إن القوات المسلحة المصرية كانت سريعة فى وضع غطاء مدنى على ما يصفه معارضيها بأنه انقلاب، إلا أن الخطوات السريعة ضد أعداء الجيش القدامى، حلفاء مرسى فى الإخوان، يشير إلى أن الجيش لا يرغب فى مصالحة مع الجماعة التى كانت حتى الأربعاء الماضى تحكم مصر.
واعتبرت الصحيفة أن التحرك ضد مرسى وأقرب حلفائه يمثل سقوطا دراماتيكيا لجماعة الإخوان المسلمين التى عانت من القمع فى ظل الأنظمة السلطوية التى حكمت مصر على مدار 80 عاما، ورأت الجماعة قبضتها على السلطة تنتهى بعد 368 يوم فقط.
واعتبرت الصحيفة أن اعتقال الإسلاميين يعمق من المأزق الذى تواجهه إدارة أوباما التى امتنعت عن انتقاد الجيش المصرى لإسقاطة رئيس منتخب ديمقراطيا.
وقالت واشنطن بوست، إنه على الرغم من أن البيت الأبيض قبل ضمنا بالإطاحة بمرسى، إلا أنه لا يزال يحتفظ بنفوذ على الجيش بفضل المساعدات الأمريكية، ويمكن أن يستخدمها فى منع أى استيلاء على السلطة أو الاستخدام المفرط للقوة. بينما منحت لغة التحذيرات فى واشنطن قادة الجيش المصرى مجالا لاستعادة النظام بدء الانتقال لحكومة جديدة.. ويقول المحللون أنه حتى مع إجراء انتخابات جديدة فإن أى حكومة مدنية مستقبلية ستحكم بعلم أن الجيش يمكن أن يتدخل فى أى لحطة. يحذرون من أن الإطاحة القسرية برئيس منتخب يمكن أن تثير تمردا إسلاميا مثلما حدث فى الجزائر فى التسعينيات.
من جانبه، قالت السيناتور ليندسى جراهام وهى عضو فى لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن الولايات المتحدة يمكن أن تحجب المساعدات عن مصر كوسيلة للتعبير عن عدم الماوفقة على الإطاحة بمرسى، وقالت إنه ما حدث يبدو انقلابا، وأفضل وسيلة لمواصلة تقديم المساعدات للشعب المصر هو اختيار خلف لمرسى وليس الجيش.
من ناحية أخرى، دعت الصحيفة فى افتتاحيتها إدارة الرئيس باراك أوباما إلى تعليق المساعدات لمصر، وطالبتها بأن توضح أنه لن يتم إعادة المساعدات إلا فى حالة استنئاف التحول الدسمقراطى الحقيقى خلال الأشهر القادمة، وهذا يتمضن التسامح مع كل القوى السياسية بما فيها الإخوان المسلمين، وقبول التجمع الحر والإعلام الحر بما فيها القنوات الإسلامية مع ضرورة أن يكون أى تغيير فى الدستور بتوافق بين كل الأطراف السياسية بدون إملاءات من الجيش، ويجب أن يكون هناك جدولا زمنيا مؤكد اوقصيرا لإجراء الانتخبات الرئاسية والبرلمانية.
وأوضحت الافتتاحية، أنه لو لم تتدخل القوات المسلحة، فإن الدمقراطية كانت لتؤدى على الأرجح إلى هزيمة الإخوان فى غضون أشهر فى الانتخابات التشريعية. ولو لم يؤد تدخله إلى صراع مسلح، فإنه ربما يضمن للقوى الإسلامية والجماعات الأكثر تشددا أن تصبح أقوى.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بمطالبة واشنطن بضرورة التركيز على منع أسوأ النتائج فى مصر وهى الحرب الأهلية أو الديكتاتورية الجديدة باستخدام نفوذها والمساعدات التى تقدمها.
واشنطن تايمز: سناتور أمريكى: مستقبل مصر تحدده القاهرة وليس واشنطن وعلى الولايات المتحدة التوقف عن دعم الطغاة
قال السناتور راند بول، الجمهورى عن ولاية كنتاكى والعضو بمجلس العلاقات الخارجية ولجنة الأمن القومى اليوم فى مقال بصحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، إن مستقبل مصر يجب أن تحدده القاهرة وليس واشنطن مشيرا إلى أن المظاهرات التى كانت تخرج فى مصر كانت تفضها قوات الأمن بقنابل الغاز التى تم تصنيعها فى أمريكا ودفع ثمنها دافعى الضرائب الأمريكيين.
وأشار بول إلى أن الاحتجاجات كانت تخرج ضد الحكومة المصرية وكذلك الولايات المتحدة التى تدعم هذه الحكومة، مضيفا أنه بالرغم من أن محمد مرسى قام مؤخرا بإدانة 16 أمريكيا بتهم سياسية، استمرت إدارة أوباما فى إرسال ما يزيد عن 2 مليار دولار سنويا له، إذ كانت الأموال الأمريكية تتدفق بغض النظر عن وجود طاغية على قمة البلاد.
وأضاف الكاتب أن حسنى مبارك كان يقمع بوحشية المظاهرات خلال العقود الثلاثة من الحكم العسكرى ومع ذلك كانت الولايات المتحدة ترسل له ما يقارب 60 مليار دولار استولت أسرته على معظمها.
وقال راند إن مبارك كان يسىء معاملة المواطنين المصريين ويسئ استغلال سلطته ومع ذلك كانت الولايات المتحدة تدفع له مليارات الدولارات، بالإضافة إلى الأسلحة المتقدمة بما فى ذلك طائرات الإف -16 لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية كانت تدفع نفس الدولارات والطائرات المقاتلة للدكتور محمد مرسى الذى خرجت ضده المظاهرات الحاشدة، وهو ما أدى إلى أن المواطن المصرى أصبح ينظر إلى محمد مرسى والإدارة الأمريكية بنفس الطريقة.
وتسائل السناتور كيف يمكن أن يبدو الوضع ونحن نحتفل بعيد استقلالنا وحرياتنا فيما نساعد الطغاة الذين يقمعون حريات شعوبهم؟ وأشار السناتور إلى أن الإدارة الأمريكية كانت تدعم حكومة مرسى التى تم خلعها وأنها سوف تستمر على الأرجح فى دعم المجلس العسكرى الذى سوف يحل محله.
ولكن الكاتب أعرب عن اعتقاده بأن ذلك خطأ وأن على الولايات المتحدة ألا تتدخل فى شئون الدول وتترك الشعوب تدافع عن حريتها مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية لديها مسئولية بعدم مساعدة الطغاة فى العالم فيجب أن تصبح الولايات المتحدة نموذجا ديمقراطيا تحتذيه تلك الدول، لا أن تفرض تلك القيم بالقوة أو بطائرات إف 16.
وأشار السناتور إلى أنه يجب على المواطنين الأمريكيين تذكرة قياداتهم بأنه بدون موافقة الشعب الأمريكى، فإنهم لا يتمتعون بسلطة. ومن ثم فإنه يجب على مواطنى وشعوب الدول الأخرى خوض معاركهم وتشكيل حكوماتهم. فلا يمكن أن تمنح الولايات المتحدة الحرية لأحد فهم يجب أن يقاتلوا من أجلها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز: حملات القمع ضد الإخوان المسلمين تعد إرهاصا على عودة الدولة العميقة والدولة البوليسية
قالت الصحيفة، إن فلول الحكومة المصرية السابقة استعادت قوتها يوم الخميس، بعد ساعات من خلع الجيش لأول رئيس مصرى منتخب، وذلك من خلال حملة القمع التى أسفرت عن اعتقال عدد من أعضاء الإخوان المسلمين وإغلاق قنواتهم وإعادة المسئولين السابقين لمناصب قيادية.
وأضافت الصحيفة، أن تلك الإجراءات أعطت الإشارات الأولى لما سيكون عليه النظام السياسى الجديد فى مصر بعد خلع نظام محمد مرسى، مشيرة إلى أن تلك الإجراءات القمعية السريعة أغضبت جماعة الإخوان ومؤيدى الرئيس محمد مرسى الذين دعوا للتظاهر اليوم الجمعة وهو ما يمكن أن يمثل اختبارا حاسما بالنسبة لمزاعم الحكومة المؤقتة المتعلقة بأنها تتعامل مع جميع قطاعات المجتمع المصرى على حد سواء.
وأشارت الصحيفة إلى أن تغيير السلطة بالقوة يوم الخميس فاقم الانقسامات المجتمعية بين الإخوان المسلمين والجهاز الأمنى الذى أسسه حسنى مبارك، إذ احتجزت قوات الأمن الرئيس مرسى، وبدأت حملة اعتقالات لمئات من الإخوان المسلمين، وهو ما علق عليه إبراهيم العريان، ابن القيادى بجماعة الإخوان المسملين، عصام العريان قائلا: "ما نوع المصالحة الوطنية التى تبدأ باعتقال الناس، إن ما يحدث هو إقصاء تام".
وأضافت الصحيفة، أن العديد من التغيرات السياسية المهمة كانت تعكس عودة "الدولة العميقة" وهو المصطلح المستخدم لوصف القطاعات النافذة فى حكومة مبارك والتى ما زالت فى مواقعها رغم خلعه، وكانت هذه الأجهزة التابعة للدولة تعرب دائما عن عدم ثقتها فى مرسى وجماعة الإخوان المسلمين رغم انتصاراتهم الواضحة فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مرسى لم يتمكن من السيطرة على الجيش والأجهزة الأمنية أو القضاء أو الجهاز البيروقرواطى للدولة، كما أنه لم يتمكن أبدا تفكيك شبكة مؤيدى مبارك وحزبه الوطنى والتى تم تكوينها خلال 30 سنة، فيقول عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "كيف يمكن أن تصف المشهد عندما تخرج قوات الشرطة والأجهزة الأمنية والأعضاء السابقين فى الحزب الوطنى ووسائل الإعلام لإسقاط النظام؟ هل هذه ثورة؟".
وفى خطاب توليه الحكم، أعلن المستشار عدلى منصور كذلك جبهة الإنقاذ عن رغبتهم فى المصالحة مع الإسلاميين، ومع ذلك فقبل مرور 24 ساعة على توليه الحكم، قامت النيابة باستدعاء على الأقل 200 إسلاميا معظمهم من جماعة الإخوان المسلمين بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين، وهو ما أعاد إلى أذهان الإسلاميين عودة الدولة البوليسية، فيقول جهاد الحداد: "لقد عادت الدولة البوليسية، وكافة الوجوه التى كانت قد اختفت خلال نظام مبارك عادت كمحللين سياسيين"، وأضاف أن عودة التيار الكهربائى وتراجع أزمة البنزين يثبت أنها كانت مفتعلة لتعزيز السخط الجماهيرى.
واشنطن بوست: سعادة العرب بالإطاحة بمرسى تؤكد فشله فى كسب أصدقاء فى الخارج
قالت الصحيفة، إن القادة العرب من السعودية وحتى سوريا سعداء بالإطاحة بالرئيس محمد مرسى، وسارعوا أمس الخميس إلى تهنئة مصر للإطاحة برئيسها الإخوانى، فيما يمثل لحظة نادرة من الوحدة فى منطقة منقسمة ولا تزال غير ديمقراطية إلى حد كبير.
ورأت الصحيفة، أن الاستجابة السعيدة ردا على إطاحة الجيش بمرسى تؤكد مدى فشل الأخير فى كسب حلفاء فى الخارج، مثلما فشل فى أن يفعل فى الداخل، وقام بتنفير أصدقاء مصر التقليدين، وأعدائها أيضا على حد السواء بعد أن انتهج سياسة خارجية غير منظمة.
كما أنه يذكّر أيضا بأن أغلب قادة الشرق الأوسط لا يزالوا غير منتخبين رغم الاضطرابات فى عام 2011 التى خلقت ديمقراطيات جديدة فى ثلاث دول عربية. وفى اغلب الدول العربية لا يزال الحكم فى يد حكام مستبدين ويمثل الإخوان المسلمين التحدى الأقوى أمامهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الملكيات السنية فى المنطقى لم تحاول إخفاء ارتياحها للإطاحة بمرسى. وأثنت السعودية التى طالما كان لديها علاقات تاريخية مع مصر، ولكن ليس مرسى، بحكمة واعتدال الجيش المصرى من أجل تحركه للإطاحة به.
ورصدت الصحيفة ردود الفعل فى السعودية والأردن والإمارات، وقالت إن حتى قطر، التى أغضبت جيرانها ببناء علاقات مع الإخوان فى المنطقة، قدمت تهانى حارة للجيش المصرى فيما يعد قطيعة مع الماضى من قبل أميرها الجديد الشيخ تميم بين حمد الذى تنازل له والده عن الحكم قبل أسبوعين فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن تونس الوحيدة التى اعتبرت ما حدث فى مصر انقلابا صارخا، نظرا لأن حركة لنهضة الإسلامية هى من يتولى الحكم فيها، وخارج العالم العربى حذرت تركيا من الآثار المترتبة لذلك على مستقبل الديمقراطية فى مصر.
وتوضح واشنطن بوست، أن مبعث الراحة فى كل مكان كان أساسه القلق من التحدى الذى يمثله جماعات الإخوان المسلمين فى تلك الدول. إلا أن مرسى لم يكسب أصدقاء كثيرين فى الخارج بسبب سياسته الخارجية التى تعرجت بين محاولة لتعديل العلاقات المتوترة تاريخيا لمصر مع إيران، إلى تأييد الجهاد ضد الشيعة "الكفار" فى سوريا.
كاتب أمريكى: الإخوان قد يعودوا إلى السلطة مثلما عاد شافيز عام 2002
قال الكاتب جاكسون ديل فى مقاله بالصحيفة، إن المصريين ربما يقولون إنهم شهدوا شيئا فريدا يتعلق بانقلاب عسكرى مدعوم بسلطة شعبية، إلا أن العالم قد شهد الكثير من هذه الانقلابات فى الخمسين عاما الماضية، من بيونس إيرس إلى بانكوك، توسلت الحشود لجيوشها للإطاحة بحكومة مدنية منتخبة، وهتفوا لهم عندما استجابوا. غير أن النتائج، وبدون استثناء، كانت غير مرضية: عنف إن لم يكن هناك حرب أهلية، وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وصراعات سياسية استمرت لعقود. كما أن من تمت الإطاحةبهم من السلطة عادوا إليها بعد فترة قصيرة أو طويلة.
ويشير ديل إلى أن الشخصية الإسلامية لرئيس مصر المطاح به لا يجب أن تكون عائقا أمام طريقة تشبيه مصر بالأرجنتين وفزويلا وتركيا وتايلاند والدول النامية الأخرى التى أتت بالانتخابات الحرة فيها بعد عقود من الاستبداد بنخبة جديدة. ويمثل الحكام الجدد مجموعو كانت فقيرة ومحرومة وقروية لا تتشارك نفس القيم الثقافية للطبقات الوسطى والعليا فى العاصمة.
وبمجرد وصول هؤلاء للحكم، فعلوا تقريبا نفس ما يتجاوز فيه المسئولون المبتدئون، فخاضوا معركة مع المؤسسة القديمة فى البيروقراطية والإعلام والقضاء، وكتبوا دساتير تحاول أن تصب فى مصلحتهم الانتخابية، وانتهكوا الحريات المدنية وأساءوا إدارة الاقتصاد بتبنى إجراءت شعبية تلبى احتياجات قواعدهم الشعبية. وفى هذا السياق، لا تخلق حكومة مرسى كثيرا عن حكومة بيرون فى الأرجنتين أو هوجو شافيز فى فنويلا أو شينواترا فى تايلاند، أو سلفادور الليندى فى شيلى. لكنه على العكس منهم، لم يؤسس ميليشيات أو فرق موت. ورغم فشل حكومته فى التواق مع المعارضين وسعيها لتركيز قوتها، فإنه لم يقم بمحاولات كبيرة لفرض الأيدولوجية الإسلامية ولم يسع إلى تغير مسار اقتصاد مصر على مسار الرأسمالية.
وينتقد الكاتب المؤيدين للانقلابات العسكرية، وقال إنهم يتصورن خطأ أن الجيش يكون لديه نفس أجندتهم، وإمكانية إلغاء معارضيهم سياسيا برغم انتصاراتهم السياسية، وكلاهما غير صحيح.
وأشار ديل إلى أن أسوأ سيناريو يمكن أن تشهده مصر هو تكرار لما شهدته الجزائر فى التسعينيات من عودة الإسلاميين إلى العنف، والسيناريو الأقل احتمالا ولكنه يظل ممكنا هو أن يجمع الإخوان ما يكفى من دعم لعودتهم إلى السلطة مثلما فعل شافيز عام 2002.
اعتقال قيادات الإخوان يعمق مأزق أوباما بعد موافقته ضمنيا على الإطاحة بمرسى
انتقدت الصحيفة اعتقال قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى مصر بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسى من الحكم، وقالت إن القوات المسلحة المصرية كانت سريعة فى وضع غطاء مدنى على ما يصفه معارضيها بأنه انقلاب، إلا أن الخطوات السريعة ضد أعداء الجيش القدامى، حلفاء مرسى فى الإخوان، يشير إلى أن الجيش لا يرغب فى مصالحة مع الجماعة التى كانت حتى الأربعاء الماضى تحكم مصر.
واعتبرت الصحيفة أن التحرك ضد مرسى وأقرب حلفائه يمثل سقوطا دراماتيكيا لجماعة الإخوان المسلمين التى عانت من القمع فى ظل الأنظمة السلطوية التى حكمت مصر على مدار 80 عاما، ورأت الجماعة قبضتها على السلطة تنتهى بعد 368 يوم فقط.
واعتبرت الصحيفة أن اعتقال الإسلاميين يعمق من المأزق الذى تواجهه إدارة أوباما التى امتنعت عن انتقاد الجيش المصرى لإسقاطة رئيس منتخب ديمقراطيا.
وقالت واشنطن بوست، إنه على الرغم من أن البيت الأبيض قبل ضمنا بالإطاحة بمرسى، إلا أنه لا يزال يحتفظ بنفوذ على الجيش بفضل المساعدات الأمريكية، ويمكن أن يستخدمها فى منع أى استيلاء على السلطة أو الاستخدام المفرط للقوة. بينما منحت لغة التحذيرات فى واشنطن قادة الجيش المصرى مجالا لاستعادة النظام بدء الانتقال لحكومة جديدة.. ويقول المحللون أنه حتى مع إجراء انتخابات جديدة فإن أى حكومة مدنية مستقبلية ستحكم بعلم أن الجيش يمكن أن يتدخل فى أى لحطة. يحذرون من أن الإطاحة القسرية برئيس منتخب يمكن أن تثير تمردا إسلاميا مثلما حدث فى الجزائر فى التسعينيات.
من جانبه، قالت السيناتور ليندسى جراهام وهى عضو فى لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن الولايات المتحدة يمكن أن تحجب المساعدات عن مصر كوسيلة للتعبير عن عدم الماوفقة على الإطاحة بمرسى، وقالت إنه ما حدث يبدو انقلابا، وأفضل وسيلة لمواصلة تقديم المساعدات للشعب المصر هو اختيار خلف لمرسى وليس الجيش.
من ناحية أخرى، دعت الصحيفة فى افتتاحيتها إدارة الرئيس باراك أوباما إلى تعليق المساعدات لمصر، وطالبتها بأن توضح أنه لن يتم إعادة المساعدات إلا فى حالة استنئاف التحول الدسمقراطى الحقيقى خلال الأشهر القادمة، وهذا يتمضن التسامح مع كل القوى السياسية بما فيها الإخوان المسلمين، وقبول التجمع الحر والإعلام الحر بما فيها القنوات الإسلامية مع ضرورة أن يكون أى تغيير فى الدستور بتوافق بين كل الأطراف السياسية بدون إملاءات من الجيش، ويجب أن يكون هناك جدولا زمنيا مؤكد اوقصيرا لإجراء الانتخبات الرئاسية والبرلمانية.
وأوضحت الافتتاحية، أنه لو لم تتدخل القوات المسلحة، فإن الدمقراطية كانت لتؤدى على الأرجح إلى هزيمة الإخوان فى غضون أشهر فى الانتخابات التشريعية. ولو لم يؤد تدخله إلى صراع مسلح، فإنه ربما يضمن للقوى الإسلامية والجماعات الأكثر تشددا أن تصبح أقوى.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بمطالبة واشنطن بضرورة التركيز على منع أسوأ النتائج فى مصر وهى الحرب الأهلية أو الديكتاتورية الجديدة باستخدام نفوذها والمساعدات التى تقدمها.
واشنطن تايمز: سناتور أمريكى: مستقبل مصر تحدده القاهرة وليس واشنطن وعلى الولايات المتحدة التوقف عن دعم الطغاة
قال السناتور راند بول، الجمهورى عن ولاية كنتاكى والعضو بمجلس العلاقات الخارجية ولجنة الأمن القومى اليوم فى مقال بصحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، إن مستقبل مصر يجب أن تحدده القاهرة وليس واشنطن مشيرا إلى أن المظاهرات التى كانت تخرج فى مصر كانت تفضها قوات الأمن بقنابل الغاز التى تم تصنيعها فى أمريكا ودفع ثمنها دافعى الضرائب الأمريكيين.
وأشار بول إلى أن الاحتجاجات كانت تخرج ضد الحكومة المصرية وكذلك الولايات المتحدة التى تدعم هذه الحكومة، مضيفا أنه بالرغم من أن محمد مرسى قام مؤخرا بإدانة 16 أمريكيا بتهم سياسية، استمرت إدارة أوباما فى إرسال ما يزيد عن 2 مليار دولار سنويا له، إذ كانت الأموال الأمريكية تتدفق بغض النظر عن وجود طاغية على قمة البلاد.
وأضاف الكاتب أن حسنى مبارك كان يقمع بوحشية المظاهرات خلال العقود الثلاثة من الحكم العسكرى ومع ذلك كانت الولايات المتحدة ترسل له ما يقارب 60 مليار دولار استولت أسرته على معظمها.
وقال راند إن مبارك كان يسىء معاملة المواطنين المصريين ويسئ استغلال سلطته ومع ذلك كانت الولايات المتحدة تدفع له مليارات الدولارات، بالإضافة إلى الأسلحة المتقدمة بما فى ذلك طائرات الإف -16 لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية كانت تدفع نفس الدولارات والطائرات المقاتلة للدكتور محمد مرسى الذى خرجت ضده المظاهرات الحاشدة، وهو ما أدى إلى أن المواطن المصرى أصبح ينظر إلى محمد مرسى والإدارة الأمريكية بنفس الطريقة.
وتسائل السناتور كيف يمكن أن يبدو الوضع ونحن نحتفل بعيد استقلالنا وحرياتنا فيما نساعد الطغاة الذين يقمعون حريات شعوبهم؟ وأشار السناتور إلى أن الإدارة الأمريكية كانت تدعم حكومة مرسى التى تم خلعها وأنها سوف تستمر على الأرجح فى دعم المجلس العسكرى الذى سوف يحل محله.
ولكن الكاتب أعرب عن اعتقاده بأن ذلك خطأ وأن على الولايات المتحدة ألا تتدخل فى شئون الدول وتترك الشعوب تدافع عن حريتها مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية لديها مسئولية بعدم مساعدة الطغاة فى العالم فيجب أن تصبح الولايات المتحدة نموذجا ديمقراطيا تحتذيه تلك الدول، لا أن تفرض تلك القيم بالقوة أو بطائرات إف 16.
وأشار السناتور إلى أنه يجب على المواطنين الأمريكيين تذكرة قياداتهم بأنه بدون موافقة الشعب الأمريكى، فإنهم لا يتمتعون بسلطة. ومن ثم فإنه يجب على مواطنى وشعوب الدول الأخرى خوض معاركهم وتشكيل حكوماتهم. فلا يمكن أن تمنح الولايات المتحدة الحرية لأحد فهم يجب أن يقاتلوا من أجلها.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة