تشتبه إيران فى أن السلوفاكيين الثمانية، الذين تعتقلهم منذ مايو، جواسيس، لكن أصدقاءهم فى براتيسلافا أكدوا أنهم ليسوا أكثر من هواة للطيران المظلى، يجوبون العالم بحثا عن التيارات المناسبة وأجمل المناظر الطبيعية لتوثيقها.
وقالت مصممة الأزياء ميكايلا بيدناروفا، التى تعمل معهم عادة: "إنهم محترفون فى مختلف المجالات الفنية، مصور ومهندس معمارى أو فنان بصرى"، وأضافت أنهم "أعدوا فيلما وثائقيا خلال رحلة إلى الهند وتوجهوا إلى إيران لإعداد فيلم آخر".
ويتضمن فيلمهم الوثائقى الأول خصوصا رحلات وعمليات تحليق بالمظلات فى الهيمالايا والهند، إلى جانب لقطات من الحياة اليومية العادية.
وتابعت ميكايلا "لا يمكن تجنب لقطات لسكان محليين عند تصوير هذا النوع من الأفلام الوثائقية، مما يمكن أن يكون سبب مشكلة فى إيران".
ووصف صديق قريب للمجموعة الصغيرة أقام مع أربعة منهم، طالبا عدم كشف اسمه أنهم فى الثلاثين من العمر يحبون الطبيعة، ويسعون إلى السفر فى رحلات بأسعار مخفضة.
وقال إن "أكثر ما يكلفهم هو بطاقة السفر جوا، وبعد ذلك يتدبرون فى الموقع ليحصلوا على أماكن إقامة متواضعة"، مؤكدا أنهم على علم بالأماكن التى يجب تجنبها فى إيران.
وأضاف "أنه سوء تفاهم هائل على الأرجح، أنهم ليسوا جواسيس بالتأكيد. بالعكس أنهم يحبون الثقافات المختلفة وخصوصا الشرق الأوسط وليسوا بالمرة على شاكلة المستهلك الغربى النموذجى".
وتكشف هوياتهم على شبكات التواصل الاجتماعى صورا لرياضيين حريصين على حريتهم، ويدافعون عن البيئة.
وكتب أحدهم على موقع فيسبوك فى الثامن من مايو "إيران 2013" إلى جانب صورة لمعدات رياضته المفضلة مع تعليق "الاستعدادات للرحلة إلى إيران، المجموعة الأولى حطت فى طهران وستلحق بها المجموعة الثانية اليوم الجمعة، أتمنى أن نتمكن من التحليق عاليا وبعيدا".
ودعت سلوفاكيا إيران، الأربعاء الماضى، إلى السماح لدبلوماسييها بلقاء هؤلاء الشبان الذين تشتبه إيران بأنهم التقطوا صورا لمناطق حساسة وخصوصا لمنشآت نووية.
وقال وزير الخارجية السلوفاكى ميروسلاف لايتشاك إنه سمح للقنصل السلوفاكى فى طهران بزيارتهم مرة واحدة فى 22 مايو.
وأعلنت السلطات القضائية الإيرانية، أن تسعة أشخاص هم إيرانى وثمانية سلوفاكيين أوقفوا، موضحة أنهم "أدخلوا إلى البلاد معدات محظورة على دفعات، واستخدموها لالتقاط صور لمناطق محظورة" فى محافظة اصفهان (وسط).
وفى هذه المنطقة، التى تبعد حوالى 330 كلم جنوب طهران، تقع منشآت نووية عديدة وخصوصا مصنع تخصيب اليورانيوم فى نطنز.
وذكرت وسائل الإعلام السلوفاكية، أن هواة التحليق المظلى استخدموا أيضا أجهزة لاسلكى ممنوعة فى إيران وكاميرات "غوبرو" عالية الدقة.
وكتب روبيرت كوكاريك، مدير نادى هواة الطيران المظلى فى سلوفاكيا، أن هذه الكاميرات "منتشرة فى سلوفاكيا إلى درجة أن الناس لا يتصورون أن استخدامها يمكن أن يسبب لهم متاعب".
وينصح الموقع الإلكترونى "باراجليدينج ايرث" بـ78 مكانا فى إيران، لممارسة هذه الرياضة، وخصوصا على طول حدودها فى الجبال شمالا وجنوبا.
السلوفاكيون الموقوفون جواسيس فى نظر طهران وهواة طيران حسب أصدقائه
الجمعة، 05 يوليو 2013 11:37 ص