قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية اليوم الجمعة، إنه يجب استكمال الثورة المصرية من خلال صناديق الاقتراع، وأنه يجب على الولايات المتحدة، أن تستخدم نفوذها لإجبار الجيش المصرى على الالتزام بإجراء انتخابات فى أسرع وقت ممكن والأفضل أن يحدد وقتا لإجرائها.
وأضافت الصحيفة أن وليام هيج، وزير الخارجية البريطانى، قال بالأمس إن التغيير الديمقراطى هو عملية مستمرة وليس مجرد حدث، مشيرة إلى أن التاريخ يشير إلى صحة فرضية هاج إذ إن الثورة التى اندلعت لخلع الرئيس محمد حسنى مبارك شهدت العديد من التطورات المفاجئة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أول تجربة ديمقراطية لمصر أسفرت عن انتخاب رئيس يعتزم تحويل البلاد إلى جمهورية إسلامية وبدلا من أن يهتم بالاقتصاد أو بتعزيز المؤسسات العلمانية المدنية، استغل الرئيس نفوذه للدفع بدستور أصولى وأشرف على انحدار البلاد إلى العنف والأزمات الاقتصادية، وكانت النتيجة أن اضطر الجيش للتدخل بحجة استعادة الثورة من زعيمها المنتخب ديمقراطيا.
وبالرغم من أن الجماهير احتفت بتدخل الجيش فى ميدان التحرير فقد كانت الإجراءات التى اتخذها الجيش لاحقا تتضمن مزيجا من القرارات البناءة والمزعجة، حيث يمثل اختيار قاضٍ مدنى لإدارة شئون البلاد قرارا طيبا، ولكن الجيش، فى الوقت نفسه، شن حملة اعتقالات ضد قيادات الإخوان المسلمين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قال إنه يجب على الحكومة الجديدة أن تتجنب أية اعتقالات عشوائية للرئيس محمد مرسى أو مؤيديه، وبالطبع يجب على الحكومة الجديدة أن تفعل ذلك حتى لا يعتقد الإسلاميون أنه لا يوجد مكان لهم فى الديمقراطية، لأن ذلك الاعتقاد سيدفع إلى المزيد من العنف الطائفى.
وأضافت الصحيفة أن جانب من المسئولية عن ذلك المشهد المشتعل فى مصر يقع على عاتق الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى أرسل بإشارات غير واضحة إذ إنه أرسل فى البداية إشارات دعم لثورة 2011 ثم ظل على الحياد. وهو ما دفع البعض فى المعارضة المصرية إلى الاعتقاد بأنه يدعم حركة الإخوان المسلمين.. وفى شهر مايو، أعرب جون كيرى عن رضاه تجاه التزام مصر بالديمقراطية ثم وافقت أمريكا بعد شهر على منح الجيش المصرى 1.3 مليار دولار من المساعدات.
وأضافت الصحيفة، أن القانون الأمريكى يحظر تقديم أية مساعدات للدول التى تتم الإطاحة برئيسها المنتخب من خلال انقلاب عسكرى، ومن ثم فقد أعلن أوباما أنه سيعلق المساعدات التى تبلغ 1.3 مليار دولار إذا ما ثبت أنه ما قام به الجنرالات كان انقلابا عسكريا وبالطبع يصعب وصف ما حدث بغير ذلك.
وأكدت الصحيفة أن ذلك التهديد يجب استخدامه لإقناع الجيش بالالتزام بإجراء الانتخابات فى أسرع وقت ممكن ومن الأفضل أن يحدد الجيش مهل لإجرائها، حيث إنه كلما عادت مصر إلى صندوق الاقتراع بسرعة كلما كان ذلك أفضل.
عدد الردود 0
بواسطة:
البد
كل من لم يحدد موقفة جبان