حملت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، معظم اللوم فى تعطل مسيرة الديمقراطية بمصر، على كاهل مرسى، قائلة إن ملايين المصريين الذين خرجوا ضده فى الشوارع والميادين إنما يعبرون فى الواقع عن تحول معظم الشعب ضده.
وعزت الصحيفة- فى تعليق على موقعها الإلكترونى، الجمعة- بعض أسباب هذا التحول الشعبى إلى عدة أسباب، منها عدم كفاءة مرسى فى الرئاسة التى تجلت بوضوح فى عدم اتخاذه أية خطوة لإنقاذ الاقتصاد المحاصر بالانهيار، فى ظل استمرار تراجع قيمة الجنيه المصرى وتناقص الاحتياطى الأجنبى وازدياد التضخم وارتفاع معدلات البطالة بحيث تجاوزت نسبة 40% بين من هم دون 24 عاما، هذا كله فى ظل رفض صندوق النقد الدولى التوقيع على قرض كان من المفترض أن يفتح الطريق لقروض أخرى.
ولم تنس المجلة الإشارة إلى تواتر انقطاع الكهرباء وطوابير السيارات أمام محطات الوقود وشكوى الفلاحين من عدم حصولهم على أثمان محصول القمح، وارتفاع معدلات الجريمة التى ارتفعت ثلاثة أمثال ما كانت عليه إبان ثورة 25 يناير.
وقالت إن فشل الإخوان فى تضمين أولى الحكومات لمختلف التوجهات، كان أمرا بالغ الغباء بحيث أدى إلى حالة من الاستقطاب يتعذر معها حكم البلاد.
وقالت "الإيكونوميست": إن مرسى بدلا من السعى لبناء مؤسسات مستقلة -من محاكم وإعلام وجيش وشرطة- وهى المؤسسات التى يتم التعويل عليها فى الحكومات الديمقراطية الناضجة، بذل مرسى قصاراه لتقويض تلك المؤسسات.
ولفتت المجلة إلى أن مرسى اتخذ كافة القرارات الخاطئة فى كافة الاتجاهات؛ بحيث اعتمد فى تشريعاته على مجلس شورى لم يتم انتخاب سوى نسبة 10% من أعضائه، إضافة إلى إصداره إعلانات دستورية وتنصيبه زملائه من أعضاء الجماعة فى مناصب قيادية بما عزز مخاوف العلمانيين من أخونة كافة ملامح المجتمع المصرى، وأشارت فى هذا السياق إلى التزام مرسى بالصمت بينما المتعصبون والبلطجية يهددون الأقليات الدينية ويهاجمونها.
وأعادت "الإيكونوميست" إلى الأذهان قلقها إبان انتخاب مرسى رئيسا لمصر قبل عام واحد وإعلانها عن تخوفها من توجهات جماعة الإخوان المسلمين السياسية وآرائهم فى بعض المسائل مثل حقوق المرأة والأقليات، وإعلانها إبان ذاك الوقت بأنها كانت تفضل لو فاز العلمانيون ممن أشعلوا الثورة، ولكنها رغم ذلك أعربت عن سعادتها بأولى خطوات مصر على طريق الديمقراطية بعد 30 عاما من الديكتاتورية.
ولفتت المجلة إلى سرعة انهيار نظام الإخوان فى أربعة أيام؛ فما أن جاش فيضان الشوارع فى 30 يونيو حتى أعلن الفريق "السيسى" تعليق العمل بالدستور والتحفظ على مرسى فى منشأة عسكرية، مرورا بإمهال الجيش النظام مدة 48 ساعة لحل الاختلافات مع خصومه ليظهر مرسى فى خطابه الأخير مدافعا عن شرعيته رافضا التنحى.
واعتبرت "الإيكونوميست" تحالف الشارع المصرى مع الجيش فى عزل مرسى بمثابة سابقة سيكون لها تبعاتها فى المنطقة، ودعت الجيش المصرى باعتباره سيد الموقف إلى سرعة البدء فى إجراء انتخابات مبكرة للحيلولة دون تردى الأوضاع فى البلاد.
وقالت إن رغبة العديد من المصريين فى تنحية مرسى أمر مفهوم تماما، ولكن ما يثير القلق من هذه السابقة هى أن تسعى القوى السياسية الساخطة فى دول المنطقة التى تعالج مشكلات فى تطبيق الديمقراطية إلى محاولة إسقاط حكوماتها عبر طريق مغاير لطريق الصندوق الانتخابى والبرلمانات.
ورأت أن ما حدث فى مصر إنما يبعث رسالة إلى الإسلاميين فى كل مكان حال وصولهم إلى السلطة عبر انتخابات بأن خصومهم قد يلجأون إلى وسائل غير ديمقراطية لتنحيتهم عن السلطة، وهو ما قد يدفعهم إلى سحق خصومهم بمجرد وصولهم إلى السلطة.
وأثنت "الإيكونوميست" على الدور الذى لعبه الجيش المصرى فى مساندة الثورة سواء فى 25 يناير 2011 التى أطاحت بمبارك، أو 30 يونيو التى أطاحت بمرسى، مشيرة إلى أن الجيش لا يزال يحظى بالمصداقية بين جموع المصريين الذين يرونه نصيرهم فى أوقات الأزمات.
وقالت فى ختام تعليقها، إن الطريقة الوحيدة التى يمكن للجيش أن يكافئ بها ثقة المصريين هى الإسراع بالعودة بمصر إلى مسار الديمقراطية الصحيح.
الإيكونوميست: مرسى المسئول الأول عن تعطيل المسار الديمقراطى بمصر
الجمعة، 05 يوليو 2013 08:54 م
المعزول محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المعاشات
مرسي