قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسى بعد عام واحد فقط من توليه المنصب يمثل انتكاسة كبيرة للحركات الإسلامية، التى تبين أنها المستفيد الأكبر حتى الآن من ثورات الربيع العربى.
وأشارت الصحيفة إلى أن النشطاء المعارضين للإسلاميين من تونس وحتى سوريا قد بدأوا يعبرون عن عدم رضاهم من تمكين الأحزاب الدينية بالحريات التى أطلق العنان لها حالة الاضطراب فى هذه الدول. ورد الفعل القوى الذى شهدته مصر، مهد جماعة الإخوان المسلمين التى تأسست قبل 80 عاماً، سيتردد صداه على الأرجح إلى ما هو أبعد من ذلك، وربما بشكل أكثر قوة فى سوريا.
ويقول لبيب قمحاوى، المحلل السياسى الأردنى، إن ما حدث للإسلاميين فى مصر سيحدد وضعهم فى الدول الأخرى فى المنطقة، وهذا ما يجعلهم عصبيين لأنهم يعرفون أنهم إذا خسروا فى مصر، فسينتهى بهم الأمر فى خسارة فى كل مكان".
وترى الصحيفة أن الوقت لا يزال مبكراً للغاية لإلغاء الإسلام السياسة كقوة فى المنطقة، ودور الجيش المصرى فى إجبار مرسى على ترك منصبه يمثل سابقة مقلقة على مستقبل الحكومات المنتخبة ديمقراطياً.
وربما يجادل الإسلاميون المتشددون فى مصر وغيرها بأن ما يرون أنه انقلاب عسكرى يؤكد صحة استخدام العنف لتحقيق أهدافهم، الأنظمة والملكيات التى لا تزال تجمح الحريات ستستشهد بمصر كأكبر نموذج على أن الانتخابات التى مكنت الإسلاميين ستؤدى إلى الفوضى، وربما تعيق التقدم نحو تحقيق الإصلاح السياسى.
لكن تستطرد الصحيفة قائلة، إنه لا يوجد شكوك كثيرة فى أن شكل الدولة الأكبر فى العالم العربى وهى تنتفض فى أعداد غير مسبوقة ضد رئيس إسلامى قد شوه جهود الإخوان طويلة الأمد لتصوير نفسها على أنها البديل العملى للأنظمة القمعية فى المنطقة، بطريق ربما تجد صعوبة فى تعويضها.
ويقول شادى حميد، الخبير بمركز بروكنجز الأمريكى، إن هذه واحدة من أكبر الأزمات التى يواجهها الإسلام السياسى فى الذاكرة الحديثة، وربما فى عقود. ويوضح أن هناك انقساماً أساسياً فى العالم العربى بشأن القضايا المهمة مثل دور الدين فى الحكم، وهوية الدولة، وهذا انقسام جذرى وحقيقى، وهناك الكثير على المحك.
من جانبه، يعترف ملهم الدروبى، القيادى بجماعة الإخوان المسليمن فى سوريا بالقلق، ويقول "لم يكن هذا ما نأمله".
ودافع الدروبى عن سجل مرسى، وقال إنه لم يحصل على فرصة، عام واحد فقط فى السلطة لا يكفى لمعالجة مشكلات متعددة تواجه مصر فيما بعد الثورة. لكنه بعث برسالة بالبريد الإلكترونى إلى مرسى يناشده إجراء انتخابات جديدة خوفاً من أن يعطى رفضه التخلى عن السلطة الانطباع الخاطئ بأنهم أى الإخوان لا يختلفون عن أى حاكم مستبد آخر، وأنهم يريدون البقاء فى السلطة حتى لو لم يردنا الشعب، لكنه لم يتلق رداً، كما يقول، ويضيف أنهم فى سوريا أرادوا أن يثبت الإخوان فى مصر أنهم ديمقراطيون بالفعل.
واشنطن بوست: الإطاحة بمرسى انتكاسة للإسلاميين فى العالم العربى
الخميس، 04 يوليو 2013 11:09 ص