أعرب عدد من المثقفين والمبدعين والكتاب العرب، عن فرحتهم بإنجاز الشعب المصرى فى التخلص من حكم الإخوان، بعد عام واحد من تولى محمد مرسى رئاسة الجمهورية، معتبرين ذلك الانتصار بمثابة انتصار للقيم المدنية على الفاشية الدينية والرجعية والاستبداد.
فى البداية، كتب الفنان السورى عباس النورى "علمينا يا مصر، فنحن فى أكثر الأوقات صعوبة، والوقت يغادرنا، ويزحف بنا نحو الانتحار بعناوين مختلفة، علمينا كيف نكف عنا الحروب والدمار بالحب، بالحب وحده يمكن أن نملأ الفضاء صراخاً، بالحق وضد أى كان! علمينا كيف نجعل لكل بيت ولكل عائلة ولكل أسرة حدوداً هى حدود الوطن نفسها، فالوطن هو العائلة، والأسرة هى الوطن".
وأضاف فى شهادته، لـ"الأخبار" اللبنانية، علّمينا كيف أن الرحمة ليست اشتقاقاً لغوياً بلاغياً لكلام الله عز وجلّ، بل هى فى عمق الإنسانية ذاتها مكوّن أساسى لحضارتنا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا، علمينا أن نصدع دون خوف، وأن نصدح دون وجل، وأن نحب دون خجل، يا قاهرة الشعارات، يا صانعة الانتصارات، علّمينا معنى قوة الحب للبلد، علّمينا أن نطلق النار فقط على الخوف، وعلّمينا أن نطلق الحب فقط على الوطن.
فيما قالت الشاعرة الإماراتية ميسون صقر "مصر تضع تاريخًا جديدًا لإرادة الشعب"، مؤكدة أن مصر عادت مرة أخرى لأهلها، "صقر" التى شاركت بمظاهرات قصر "الاتحادية"، عبرت عن فرحتها بالتدوين على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى الـ"فيس بوك" "يا حبايبى يا أهلى يا جيرانى أنا عاوزة أخدكم بأحضانى".
وقال الكاتب الفلسطينى عادل سمارة، رئيس تحرير دورية "كنعان": بغض النظر عن ردود الفعل لقوى الدين السياسى على التصحيح الأولى للثورة فى مصر، وهو تصحيح كبير لكنه يبقى ضمن الثورة الأولى التى هدفت أو يفترض أن تهدف التخلص من الطبقة الحاكمة (رأس النظام، الرأسمالية الطفيلية والكمبرادورية، ورجال الأعمال...إلخ) التى كرست تجويف الوعى وتجريف الثروة والمهم يجب أن تهدف!!!.. وهو ثمن كان يمكن عدم دفعه بعدم حصول ما أوجبه، أى اختطاف قوى الدين السياسى للحلقة الأولى من الثورة حيث كرسوا الطبقة نفسها ولكن عبر التجويع والترويع وعبر فلتان هستيرى لم تسلم منه الأهرام فكان صداها تمثال أبى العلاء فى سوريا وأكل الأكباد!!!.
وأضاف سمارة، فى تصريحات صحفية، بغض النظر عن ردود الفعل التى قد تأخذ شكل أعمال إرهابية، فإن المناخ مفتوح لهذه القوى كى تعيد قراءة الواقع وتتخلص من الإرث التاريخى لاستدخال الهزيمة الذى كان وراء وجودها واستمرارها ومن ثم تخبطاتها، وإعادة القراءة هذه المرة ممكنة لأن الاستفتاء الشعبى فى مصر قد وضع حجر أساس مختلف عما سبق وهو أن لا قوة سياسية اجتماعية بوسعها إقصاء الأخرى وبالتالى فإن باب الصراع على خدمة المجتمع وخاصة الطبقات الشعبية مفتوح للجميع وبأن الحد الأدنى له أن يكون فى مصر نظاما وطنياً ديمقراطيا.
وتابع المفكر الفلسطينى، ويبقى السؤال الصعب: كيف يمكن تلبية مطالب الطبقات الشعبية فى العيش وليس فقط الحرية فى الميادين؟ وهذا يطرح دورا للدولة حده الأدنى القطاع العام، وهذا السؤال الذى على تحالف إسقاط الإخوان أن يفهمه أى أن لا يتحول الشعب إلى مسرح تجارب! نعم كان إسقاط حكم الإخوان مهما لأنه أسقط ديكتاتورية الصندوق بأيدى الأكثرية الشعبية التى يحق لها فى قيادة تحالف الإسقاط وتحق لها الأكثرية بل القيادة، لأن فعلها الميدانى هو الذى حقق: حلول الاستفتاء محل ديكتاتورية الصندوق، وكشف عن عمق علمانى للشعب يرفض سيطرة قوى الدين السياسى، ووضع حد للتآمر على سوريا، أو جعل ذلك أمر مكلف وصعب.
فيما ذهب الكاتب اللبنانى بيار أبى صعب، نائب رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إلى أنه "حين تسقط مصر نعود إلى الجاهليّة، حين يتوقّف مبدعوها ومثقفوها عن الكتابة والغناء والتفكير والتمرّد، نفقد صوتنا واسمنا وبصيرتنا، حين ترمى السلاح نخسر المعركة، وحين يحتجزها المتأسلمون تغرق الأمّة العربيّة فى ظلام عظيم، واليوم ننتبه كم أن مصيرنا كان ولا يزال معلّقاً بنبض الشارع المصرى يطل شعب مصر ليقول لنا أنه البوصلة، فى زمن الانغلاق القطرى، وانتشار العصبيّات المذهبيّة كالطاعون فى ثنايا الربيع العربى المهدور سموماً استعماريّة تتخذ من هشاشتنا وقهرنا تربةً لها".
وأوضح الكاتب الفلسطينى السورى سلامة كيلة أن "هناك من لا يرى فيما جرى فى مصر سوى انقلاب عسكرى، دون أن يرى الملايين التى ملأت الشوارع فى حالة لم أشاهدها ضد حسنى مبارك.. مؤسف ألا نرى الناس، البسطاء المفقرون، الذين صنعوا ثورة 25 يناير واندفعوا لكى يكملوا الثورة فى 30 يونيو، وغريب ألا يفهم السبب الذى جعل الحل بيد العسكر كما فى المرة السابقة، العسكر لم يكن بإمكانهم مواجهة الشعب وإلا تفكك الجيش، هذا أولاً، ثم أن الذى يبقى الأمر بيد العسكر هو أن الشارع الثائر لا قيادة فعلية له، وبالتالى يحدث الفراغ الذى يسمح بتدخل الجيش".
صفحات الفنانين العرب، بمواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" اشتعلت هى الأخرى، بالتعبير عن الفرحة وتهنئة المصريين، من جانبها قالت الفنانة والمطربة الفلسطينية ريم تلحمى "إن مصر تعطى العالم دروسا فى الصوت المبحوح للحق.. يا جمالك يا مصر"، أما المطربة اللبنانية كارول سماحة، غردت على "تويتر"، بـ"هكذا يكون الأبطال، هنيئا للشعب المصرى بهذا الانتصار التاريخى العظيم".
الممثلة التونسية هند صبرى، أبدت سعادتها لما جاء به بيان القوات المسلحة المصرية، مؤكدة دعمها الكامل ووقوفها بجانب الشعب المصرى فى ثورته العظيمة، "حمد الله على سلامتك يا مصر"، فيما كتبت مواطنتها لطيفة: "النهاردة مصر حببتى فى الحياة".
المطرب التونسى نادر قيراط، أعرب عن فرحته عقب إعلان الفريق عبد الفتاح السيسى، عن تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة "مبروك لمصر وتونس القادمة"، لاسيما وأن تونس - مهد انتفاضات الربيع العربى - تعانى أيضا من توتر بين الإسلاميين الذين يهيمنون على مقاليد الحكم ومعارضيهم العلمانيين ومن خيبة أمل بسبب عدم حدوث أى تقدم على صعيد الإصلاحات الاجتماعية منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن على قبل عامين.
مثقفون وفنانون عرب يشاركون المصريين الفرحة.. عباس النورى وريم تلحمى: مصر تعطى العالم دروسا.. وعادل سمارة: الشعب رفض سيطرة الدين السياسى.. وبيار أبى صعب: المصريون بوصلتنا.. وتونسيون: تونس القادمة
الخميس، 04 يوليو 2013 11:50 م