على حسن السعدنى يكتب: وصاية الحب

الخميس، 04 يوليو 2013 03:10 ص
على حسن السعدنى يكتب: وصاية الحب وردة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت كلمة الحب والمحبة فى كل الكتب السماوية وكل قواميس الأرض.
ما هو الحب؟ ؟؟
هو أسمى شعور إنسانى وأساس أية علاقة بشرية، والحب الحقيقى هو الذى لا تبدد فيه شخصية أى طرف، فهو شعلة تضئ القلوب، ولا يطفئها حرمــان، ولا يقتلها فراق، ولا تقضى عليه أى محاولة هروب، والحب كتلة روحية خالدة يحييها الأوفياء، الحب كان ولا يزال فلسفة دائمة وقصيدة لابد من معانقة أبياتها.

ما هى فوائد الحب؟
للحب فوائد كثيرة من جملتها رقة الطبع وترويج النفس وخفقها فالعشق داء أفئدة الكرام لا يصلح إلا لذى مروءة طاهرة ولذى إحساس صادق وكامل، والعشق حنان يضئ ذهن الغبى ويدخى كف البخيل ويزيل الأثقال ويلطف الروح ويصفى كدر القلوب ويحمل على مكارم الأخلاق، كما قال أحد الحكماء: "إذا أنت لم تعشق ولم تدر الهوى، فمالك فى طيب الحياة نصيب".

ما هى صفات الحب؟ الحب اتصف بالعفة والصيانة إذا عف تشرف، وإذا عشق تظرف وقد قيل لأحد العشاق: ما كنت تصنع بما تهوى فقال: كنت أمتع طرفى بوجهه وأروح قلبى بذكر هو أستر منه ما لا أحب كشفه ولا أسير بقبح الفعل إلى من ينقض عهده.
وقال أحدهم: "العشق للأرواح بمنزلة الغذاء للبدان، إن تركته ضرك وإن أكثرت منه قتلك".

أنواع المحبين: المحبون:
فمنهم من يحب الجمال المطلق، ومنهم من يحب الجمال المقيد سواء طمع بوصاله أو لم يطمع، ومنهم من يعشق إلا من طمع لوصاله.

فعاشق الجمال المطلق يهيم فى كل واد وله فى كل صورة جميلة مراد ومحب.

وهذا النوع من العشاق عشقه يكون أوسع، ولكن غير ثابت يعنى كثير التنقل يعنى يهيم بهذه ثم يعشق أخرى.
أما عاشق الجمال المقيد فهو أثبت على معشوقه وأدوم محبة له ومحبته أقوى من محبة الأول ولكن أحيانا ما يضعفه هو عدم الطمع فى الوصال.

أما الذى لا يعشق إلا من طمع لوصاله فهو أعقل العشاق وأعرفهم، وحبه أقوى لأن الطمع يمده ويقويه.
مراتـــــــــــب الحب:

أول مراتب الحب هو العلاقة وسميت علاقة لتعلق المحب بمحبوبة.
ثم يأتيها الصبــــابة وسميت بذلك لانصباب القلب إلى المحبوب.

ثم الغــــرام وهو لزوم الحب للقلب لزوما لا ينفك عنه ومنه سمى الغريم غريما لملازمته لصاحبه.

ثم الشـــــوق وهو سفر القلب إلى المحبوب.
ثم يأتى التيتم وهو آخر مراتب الحب وهو تعبد المحبوب لمحبوبته، وحقيقته أى التذلل والخضوع لآخر أى للمحبوب.
أثـــــــــــار المحبة: للمحبة آثار وتوابع ولوازم سواء كانت محمودة أو مذمومة، نافعة أو ضارة، من الوجه والذوق والحلاوة والشوق والأنس والاتصال بالمحبوب والقرب منه
والانفصال عنه والبعد منه والصد والهجران والفرح والسرور والبكاء والحزن وغير ذلك من أحكام الحب.
والمحبة المحمودة هى المحبة النافعة التى تجلب لصاحبها ما ينفعه فى دنياه وآخرته وأحيانا تكون عنوان الشقاوة والمعلوم أن المحب لا يختار المحبة بما يضره أو يشقيه وإنما يصدر ذلك عن جهله وعلمه يعنى بلا شعور فأحيانا إن النفس قد تهوى ما يضرها ولا ينفعها فتحبه وتهواه وهى غير عالمة.
مقــــــــــامات المحبة:
للمحبة مقامات: مقام ابتدائى، والتوسط، والانتهاء.
فالمقام الابتدائى فالواجب عليه مدافعته بكل ما يقدر عليه إذا كان الوصول إلى معشوقه متعذرا قدرا وشرعا فإن عجز عن ذلك وأبى قلبه إلى السفر إلى محبوبه فهذا هو مقام التوسط، أما مقام الانتهاء فعليه كتمان ذلك، ولا يفشيه إلى الخلق ولا يشمت بمحبوبه ولا يهتكه بين الناس فيجمع بين الظلم والشرك، وإن الظلم من هذا الباب هو أعظم الظلم لأنه يكون أعظم ضررا على المعشوق وأهله لأنه يعرض المعشوق بهتكه فى عشقه إلى وقوع الناس فيه وانقسامهم بين مصدق ومكذب.

وفى الأخير أحيانا يكون الحب وجعا وأحيانا يكون سعادة والرفعة والقمة فأتمنى من كل قلبى أنكم كلكم تعيشون هذه الرفعة والقمة مع المحبوب.

عجلة الحياة لا تتوقف عند كلمة كره أو موقف هنا وهناك فديننا الحنيف دين محبة وكل ديانات الأرض هى ديانات محبة ومودة ورحمة ورفق بالآخرين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة