علقت الصحف السعودية فى افتتاحياتها الصادرة اليوم الخميس، على تطورات المشهد السياسى فى مصر، موضحة أن جيش مصر تدخل استجابة لمطالب الشعب الذى هو مصدر الشرعية وليس لاختطاف الشرعية، داعية كل القوى إلى الحفاظ على أمن وسلامة الوطن.
وتحت عنوان "مصر جديدة على الطريق" كتبت صحيفة "الوطن" أن الجيش المصرى. تدخل لحماية الشرعية وليس لاختطافها، واجتماعه مع عدد من الرموز الوطنية من كافة التيارات أثبت أن توجه موقفه وطنى لا سياسى.
ولفتت إلى أنه قبل عام، وعندما وقف محمد مرسى أمام الجماهير فى ميدان التحرير بالقاهرة بعد انتخابه رئيسا لمصر قال بالحرف"جئت إليكم اليوم لأننى مؤمن تماما بأنكم مصدر السلطة والشرعية.. جئت وأنا مطمئن وكلى ثقة أنكم منحتمونى السلطة وأنكم تمنحونها من تشاءون وتمنعونها عمن تشاءون".
وبينت أنه بعد بيان الجيش والقوى السياسية والدينية والرموز الوطنية الذى أعلنه وزير الدفاع؛ ليس على رموز جماعة الإخوان ومؤيدى الرئيس السابق محمد مرسي؛ سوى تقديم مصلحة الشعب المصرى على أى اختلاف سياسى. والرضوخ لإرادته، وعدم الخروج عن هذه الخارطة الوطنية الجديدة.
فيما اعتبرت صحيفة "الشرق" أن قرار الجيش أمس بعزل الرئيس المصرى محمد مرسى وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا مؤقتا للبلاد؛ جاء ليدشن نهاية حقبة قصيرة لأول حكم للإخوان فى الدول العربية، ولكنها حقبة رغم قصرها حفلت بالصراعات والتحديات والخلافات بين الإخوان وفصائل العمل السياسى فى مصر بدءا من الليبراليين وانتهاء بالسلفيين.
وأشارت إلى أن أهم ما ميز حكم الإخوان منذ تولى الرئيس المصرى السابق محمد مرسى منصب الرئاسة هو تأكيدهم الدائم على أن الشارع معهم، وأن لديهم القدرة الكبرى على الحشد لهم، وأن معارضيهم هم لا شىء ولا قيمة ولا وزن لهم على الأرض.
وتابعت قائلة: لعل ما حدث فى مصر هو رسالة لكل من سيأتى للحكم بعد مرسى. فمحاولة الاستفراد بالحكم غير ممكنة، والقرارات التى تتجاهل مطالب الشعب لن تكون مقبولة، ومحاولات فرض الرأى الواحد سوف تصطدم بجدار من الرفض، فالشعب المصرى شب عن الطوق.
وبدورها نوهت صحيفة "اليوم" بقدرة المصريين الفذة على إنتاج الحلول، حتى وإن اختلفوا وكثر الضجيج.وقالت :تشهد سجلات التاريخ على أن النخبة المصرية قد تغلبت على أصعب الظروف، وقدمت البراهين، على أن الولاء الوطنى يطغى على كل ولاء وعلى كل شعار.
وعبرت الصحيفة عن أملها وكل العرب وكل المخلصين والمحبين للشقيقة مصر، أن يتوصل المصريون إلى كلمة سواء تحفظ لمصر العزيزة هيبتها وسيادتها وموقعها العميق والتأثير فى المسرحين العربى والدولى. وأن تجعل الاختلافات فى نطاق المنافسات السياسية الطبيعية فى بلد تتنوع فيه الثقافات والأديان والمذاهب، وأن تقل خسائر الزمن المفقود فى المعارضات السياسية، كى تعود مصر مجددا وتبدأ مشوار التنمية والنمو والبناء الاقتصادى والصناعى وأن يعود المصريون إلى أعمالهم وإنتاجهم ويسهمون فى بناء مصر الجديدة المتطلعة إلى الغد والعصية على الانكسارات والمقاومة للتحديات بأنواعها وشخوصها وأدواتها.
وتساءلت صحيفة "عكاظ": "كيف نساعد مصر..على أن تستقر وتعود إلى الواجهة بقوة"، مشيرة إلى أن "هذا السؤال.. لابد أن يجيب عليه المصريون (أولا) والعرب (ثانيا)، والمجتمع الدولى (ثالثا)".
وأوضحت أن المصريين قبل غيرهم مطالبون بأن يحافظوا على بلدهم ويدخروا دماءهم.. ويبدأوا مرحلة جديدة من العمل الوطنى الحق.. لإخراج البلد من "الأزمة" وتجنيبه "الكارثة" التى أخذت تلوح فى الأفق.
وأبرزت أن هذا المطلب غير ممكن التحقيق إلا إذا وضعت دماء المصريين فى منطقة الخط الأحمر وأغلقوا آذانهم لدعوات التحريض لبعضهم ضد البعض الآخر، سواء جاء هذا التحريض من الساسة أو الإعلاميين أو التيارات المختلفة أو الشارع.. لأن قدر مصر والمصريين هو أن يحافظوا على بلدهم يصونوا دماءهم ويتعايشوا مع بعضهم البعض ويتشاركوا فى إعادة بناء مصر..وتعويض سنوات الكفاف.
صحف سعودية: الجيش المصرى تدخل لحماية الشرعية وليس اختطافها
الخميس، 04 يوليو 2013 11:29 ص