"اتكلموا ماتخافوش مايضيعش حق وراءه مطالب" تلك الكلمات التى كتبتها الأديبة والكاتبة الصحفية سكينة فؤاد على لسان بطلة روايتها "ليلة القبض على فاطمة"، لتجسد هذه الصرخة التى أطلقتها فاطمة صوت الحق والثورة ضد الظلم الذى أراد حبسها فى مستشفى الأمراض العقلية، لتجسد فاطمة بهذه الصرخة صوت الثورة والمقاومة التى تقهر الظلم وتتصدى له مهما بلغت قوته.
وكما كان صوت فاطمة رمزاً للثورة فى هذه الرواية، كانت وستظل صاحبة الرواية الأديبة والكاتبة الصحفية سكينة فؤاد رمزاً لهذه الثورة وجزءاً من مكونات فرحة عاشها الشعب المصرى بعد القرارات التى نتجت عن اجتماع القوى السياسية والدينية مع القوات المسلحة؛ تلبية لمطالب الملايين الذين احتشدوا فى الميادين، مطالبين بإسقاط الرئيس مرسى ونظام الإخوان، والذى أسفر عن عزل الرئيس مرسى وخارطة طريق للمستقبل تتضمن انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية وغير ذلك من قرارات نتج عنها هذه الفرحة التى عاشها المصريون فى ليلة سيسجلها التاريخ.
كانت الأديبة سكينة فؤاد واحدة ممن ساهموا فى صناعة هذه الليلة بمشاركتها فى هذا الاجتماع وما صدر عنه من قرارات مصيرية، حيث كانت السيدة الوحيدة التى حضرت هذا اللقاء ضمن عدد من الرموز الوطنية والسياسية والقانونية والدينية.
كان لنا معها هذا الحوار لتوضح كواليس هذا الاجتماع وما دار فيه وما أسفر عنه من قرارات معبرةً عن فخرها وسعادتها بالمشاركة فيه وإلى نص الحوار:
* حدّثينا عن تفاصيل هذا الاجتماع وشعورك بعد المشاركة فيه؟
- أنا مطمئنة بالله على هذا الشعب العظيم الذى توفرت له عناصر القوة من خلال الرموز والقادة الذين يضمهم هذا الوطن، والذين رأيت بينهم فى هذا الاجتماع مقدار المحبة لهذا البلد، والتى تستطيع صناعة المعجزات، ورأيت كيف يتحقق الحلم من خلال العمل والحرص على غلق كل أبواب الانقسام وتخفيف آلام عانى منها الشعب المصرى، ولمست فى هذا الاجتماع كيف تقرأ القيادة العامة للقوات المسلحة الواقع قراءة علمية، وكيف يستمعون ولا يصدرون قرارات إلا بقراءة بالغة العمق والوطنية، حيث استمعوا للآراء أكثر مما تحدثوا، وأكدوا خلال الاجتماع أنه لا عودة للعمل السياسى، وأنهم جزء أصيل من هذه الأمة لهم مهمة مقدسة هى حماية هذا الوطن والحفاظ على دماء وأرواح أبنائه والتصدى لأى خطر تتعرض له مصر.
* وماذا عن القول إن ما حدث يُمثل انقلاباً عن الشرعية؟
- لا مجال لأن يدعى أحد بأن ما حدث هو انقلاب على الشرعية؛ لأنه حدث استجابة للإرادة الشعبية وبهدف وقف نزيف الدم المصرى ومنع تقسيمه وتمت الإجابة عن هذا السؤال خلال الاجتماع أكثر من مرة بالتأكيد على أنه لن يعود الجيش للعمل بالسياسة مرة أخرى، وأنه كان يتطلع لجمع شمل المصريين بمختلف تياراتهم وتلبية نداء الشعب وأوامره، فالشعب هو الشرعية وتلبية مطالبه هى أساس هذه الشرعية، وكان هناك تأكيد متكرر خلال الاجتماع على أنه لن يكون هناك إقصاء لأى فصيل.
* وهل كان البيان الصادر عن هذا الاجتماع بما تضمنه من قرارات معد قبل الاجتماع وتم عرضه عليكم لأخذ رأيكم فيه أم تم إعداد بنوده أثناء الاجتماع؟
- تم التناقش حول عدد من المقترحات التى سبق عرض بعضها من قبل مثل لجنة المصالحة كما صدرت الإجراءات التى تلبى مطالب الجماهير بناء على المناقشات التى دارت وساهم فيها كل الحاضرين، واستعرضنا كل السيناريوهات والبدائل، وذلك فى إطار جمع الشمل ووقف نزيف الدم والاستجابة لمطالب الملايين.
* وماذا تقولين لعناصر الإخوان والذين يعترضون على ما صدر فى هذا البيان؟
- أقول لهم كان هناك حرص كبير عليكم خلال الاجتماع وكنتم موضع اعتبار وعليهم أن يتفهموا أن ما تم التوصل إليه من قرارات كان لمصلحة الوطن وليس انتصاراً لتيار ضد آخر, وأنا أؤكد أنه لا يستطيع أحد أن يمس التيارات الإسلامية لأنها جزء أصيل من المجتمع المصرى ولكن لا يمكن أن يكون الإسلام العظيم سبباً من أسباب الانقسام، ويجب أن نتغلب على الآلام ولا ننسى أن مرسى اعترف بخطئه فى إصدار الإعلان الدستورى، كما أثبت القضاء أحقية عبد المجيد محمود فى العودة إلى منصبه كنائب عام، وهو ما يؤكد أن أغلب القرارات التى اتخذها مرسى خاطئة وتحتاج لمراجعات، وخروج هذه الأعداد الهائلة من المصريين يؤكد أن هذا الشعب لم ير أى نتائج لثورته، ولم يتم القصاص لدماء أبنائه ولا يقبل أن يتواصل سقوط المزيد من الشهداء كما حدث فى سيناء وبورسعيد.
* وهل ترين أن ما حدث سيُمثل بداية الطريق إلى المسار الصحيح؟
- ما حدث يُمثل بداية صفحة جديدة على المسار الصحيح، فنحن منذ استفتاء مارس 2011 ذهبنا بعيداً عن المسار الصحيح.
* كنت السيدة الوحيدة التى حضرت هذا الاجتماع فهل تشعرين بالفخر بهذه المشاركة؟
- أكرمنى الله بهذا العمر؛ كى أشهد مثل هذه الليلة وأن أرى فرحة المصريين فيها وأكون جزءا من مكونات هذا الاجتماع الوطنى الذى كان همه الأساسى تضميد جراح هذا الوطن، وأن أكون المصرية الوحيدة التى حضرت هذا الاجتماع ولولا ضيق الوقت وضغوط الظرف الذى عاشته مصر وحجم الخطر الذى كانت تعيشه مصر مع كل دقيقة تمر كان سيتم دعوة رموز وقامات أكثر لحضور هذا الاجتماع.
* وهل ترين أن المصريين استردوا ثورتهم بعد هذا الحدث؟
- إن فرحة المصريين بهذه القرارات توازى فرحتهم بقرار تنحى مبارك، حيث ساد بينهم قبل هذه القرارات شعور بأن ثورتهم تمت سرقتها بلا عودة وأن ما حلموا به يبتعد عن أيديهم وعانوا ظروفا أسوأ مما كانوا يعانونه قبل الثورة، وسادت حالة من الاكتئاب والحزن والألم، وشعروا أن مصر تضيع منهم، ولكنهم اليوم أدركوا أنهم يستطيعون فرض إرادة الحق واسترداد الثورة وقهر كل استبداد، وهو ما نتج عنه هذه الفرحة العارمة فى الشوارع، ويكفى أن من خرجوا فى هذه المظاهرات وصفتهم كل وكالات الأنباء بأنهم أكبر حشود خرجت فى تاريخ الإنسانية، وكما أعلنت هذه الحشود حجم الألم المصرى أظهرت حجم الفرحة بهذه القرارات والتى يتم استكمالها بالعمل والبناء والتضامن والتعاون دون أن نسمح لأى تيار أن يحولها لنموذج آخر مماثل لأى دولة؛ لأن مصر نقطة الارتكاز وصمام الأمان، وأشكر الله الذى جعلنى أرى بلدى وهى تسترد فرحتها بنصر الله فى أصعب وأحلك اللحظات التى تؤكد أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ومن صبر واجتهد ودافع عن ثورته.
سكينة فؤاد بعد حضورها اجتماع عزل مرسى لـ"كايرودار": السيسى كان أكثر حرصاً على عناصر الإخوان.. ووشاركنا في صناعة الخارطة ولم تكن سابقة التجهيز.. والتيارات الإسلامية جزء أصيل من المجتمع ولا يمكن إقصاؤها
الخميس، 04 يوليو 2013 05:51 م