ثورة ٣٠ يونيو

أمــى "تجردت" من مفاهيم الأمومة التقليدية من الخوف المفرط على الأبناء و"تمردت" على سلطة لا ترى إلا نفسها وأهلها وعشيرتها ونسيت أو تناست معاناة الشعب المصرى المتطلع لحياة أفضل له ولأبنائه.. قررت أن تدفع بأولادها الثلاث فى مسيرات الـ٣٠ من يونيو الشعبية.

كان هناك إحساس من القلق نتيجة شحن الناس (المبرر نسبيا) تجاه كل من يشبهنى ولكن الغضب والصدمة من أداء السلطة الحاكمة فى خلال العام الماضى جعلت النزول أمرًا لا مفر منه، رأيت فى المسيرة تلك الطبقات المثقفة المتعالية نسبيا تلتحم مع الطبقات المتوسطة الكادحة... فكلاهما كان يقف فى نفس طابور البنزين وغالبا تم تثبيته من نفس البلطجية فى دولة عاد الأمن إليها بنسبة ٧٥٪ كما زعم الرئيس السابق.. وقفوا جنبًا إلى جنب فى الطابور الانتخابى ليختاروا مشروع مرسى الفنكوشى ويتركوا مشروع النظام القديم.

وكالعادة عندما يأتى المساء تنخفض أعداد المشاركين فيبقى المؤمنون ويرحل أصحاب الأعذار.. كنت من أصحاب الأعذار فى ذلك اليوم ولكنى ذهبت فى اليوم التالى عندما غابت الشمس.. إنها ثورة شعبية... العمال والفلاحين و... التوك توك وكمان مرة التوك توك... لقد خرجت أبناء الطبقة المتوسطة.. خرج الشباب الصغير الغير المسيس الغير المحزب والغير المتدين!! نعم غير المتدين فنحن شعب أغلبه مبتعد عن الدين وأبتعد أكثر عن الدين بعد ما رآه من مشايخ يا واد يا مؤمن وأيه اللى وداها هناك فقرر أن ينضم إلى شلة الخمرجية والكافرين فى ميدان التحرير وباقى ميادين المحروسة.

أجواء كرنفالية احتفالية تهتف برحيل مرسى... نزلت الأسر المصرية الأب والأم والأولاد الصغار ليرسموا أعلام مصر على وجوهم ويأكلوا الحلبسة ويتبادلون قصص معاناتهم اليومية تحت حكم الجماعة.. أغلبهم غاضب.. يشعر بالإهانة.. إنهم سكان الحارة المزنوقة.. أهالى الواد اللى بياخد عشرين جنيها عشان ينزل السكينة، ليس لدى هؤلاء ما يخسروه.. فرحين.. مبسوطين.. بتلقائية وعشوائية مشاركين.. وفى الأتوبيسات غير محشورين.. مقررين ومصممين أن تكون لهم الكلمة فى اختيار مستقبلهم ومستقبل أولادهم.. بدون حماقة المثقفين أو تعالى المتدينين.. إنهم الأغلبية.. الحقيقية.. المصرية.. الشعبية.. فاحذرهم.. فهؤلاء إن خرجوا من ميدان التحرير.. حيجبوكم من على السرير.

* عضو مؤسس فى حركة سلفيو كوستا